وسط عناد الكثير من المصلين و غضب البعض منهم ، الا أن الدين و العلم لا ينفكان يؤكدان أن الاولوية لسلامة المجموعة و حفظ صحة الانسان فرديا و جمعيا .
جائحة الكورونا خلقت جدلا واسعا حول وجوب الصلاة في الجوامع و اغلاق الجوامع بالكلية و الآذان بصلاة الناس في ديارهم ، حيث و منذ أكثر من شهرين انقطعت الصلوات في أغلب مساجد العالم و من ضمنها الحرمين الشريفين ، الحرم المكي و المسجد النبوي . و حيث اعتبر الكثير من المصلين أن القرارات سياسية و اقتصادية بالاساس و أن سلطات بلدانهم سارعت الى اغلاق المساجد أسوة بما يحصل في الغرب من اغلاق كنائس و أماكن التجمعات الا أنه بين الفينة و الأخرى هناك تدخلات لمفتين و علماء تؤكد مشروعية هذا الغلق الوقتي .
آخر التدخلات كانت منذ سويعات لعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية عبد الله المطلق أحد كبار أعضاء اللجنة الدائمة للافتاء ، حيث تطرق الاستاذ عبد الله المطلق الى تداعيات فيروس كورونا على الصلاة جماعة في المساجد و أكّد :
- إن صلاة المرضى وكبار السن الجمعة والجماعة في بيوتهم أفضل لهم من المساجد، بل هو الواجب عليهم، مشيرًا إلى أن صلاتهم في المنازل أكثر أجرًا من صلاتهم في المساجد.
- نحن في وضع استثنائي مع انتشار هذا الوباء الذي ينتشر بسرعة بين الناس
- المحافظة على النفس وأنفس الآخرين من الضروريات الخمس
- التعرض لهذا الوباء تعرض لإمكانية قتل النفس أو نقله لآخرين وموتهم بسببك، وكلا الأمرين لا يجوز
- كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 65 سنة لو صلّوا في بيوتهم هذا أفضل لهم، بل المتأكد عليهم، مفيدًا بأن أجر صلاتهم في المنازل أكثر من أجرهم من صلاتهم في المساجد.
- أحذر من يتعاملون مع هذا الوباء دون اكتراث ولا مبالاة بأخذ الاحتياطات والتقيد بالتعليمات والإجراءات الاحترازية من وقوعهم في اثم كبير .
- اذا كان الإنسان معه كحة أو سعال أو عطاس أو بداية مرض حتى لو كانت إنفلونزا عادية، لا يذهب إلى الصلاة في المسجد، وإنما يصلي في منزله حتى لا يؤذي نفسه وغيره
- من هم دون سن 65 عامًا وأصحاء، وقاموا بأخذ الاحتياطات والاحترازات الوقائية والالتزام بالسلوكيات الصحية فصلاتهم في المسجد أفضل من خلال تطبيق التباعد الجسدي واصطحاب السجادة الخاصة من المنزل ولبس الكمامة وأخذ المعقم.
ومع بداية الانحسار الجزئي لفيروس كورونا عبر العالم و في العديد من البلدان ، فان مراكز الدراسات الطبية و مراصد الأوبئة تحذر من عدم الاستهتار و كون غموض هذا الفيروس لحد اللحظة و امكانية استمراره في الطبيعة يجب أن يكون دافعا جدّيا للمحافظة على التباعد الاجتماعي و تجنب المصافحة و غسل اليدين الدائم و الدوري باستعمال الجال المعقم أو الصابون .