“ألا تخافين أن ينتهي بكِ الأمر في الحبس بتُهمة انتحال صفة؟”..
“أنا عُمري ما قلت إني طبيبة تجميل. هل لديك دليل أقول فيه إني طبيبة؟”
هذه الإجابة تعود إلى ممثلة تونسية تُدعى سامية الطرابلسي (33 عاماً)، عملت في المجال التجميلي في السعودية ست سنوات من دون حملها شهادة في هذا المجال. كانت تحقن إبر “البوتوكس” و”الفيلر” لنساء من جميع أنحاء المملكة والدول المجاورة في عيادة “أشهر طبيب تجميل” في مدينة جِدة، حسب قولها.
جاءت إجابة سامية في حلقة برنامج “فكرة سامي فهري” عبر فضائية الحوار التونسية مساء السادس من فيفري. وكشفت سامية أنها عملت “استشارية تجميل مع جراح عمليات تجميلية شهير”، وأنها لاحقاً عملت في هذا المجال بعد تلقيها تدريباً منه لنحو ستة أشهر. ونفت ادعاءها أنها طبيبة، موضحة أنها بدأت “كمستشارة تجميلية” لديها “نظرة جمالية”، وكان الطبيب يأخذ برأيها.
وأضافت: “هذا المجال فن وحرفة […] كنت من أشهر الناس في جدة اللي يعملوا ‘فيلرز’ و’بوتوكس’. كانوا ييجوني من الرياض، ومن الكويت ومن الإمارات. أُقسم بالله كنت أقوى واحدة في جدة”.
ومما قالته أيضاً إن هذا الطبيب كان يُرسل إليها بعض الحالات، التي لم يكن يرسلها إلى أطباء يعملون معه، في إشارة إلى شدة ثقته بها.
وبيّنت سامية في إجاباتها أن “اسم الطبيب معروف، واسم العيادة معروفة”، موضحة أن وزارة الصحة السعودية “كما في الكثير من البلدان، لم تكن تشدد”.
وصرحت أنها لم تخشَ التعرض للمساءلة القانونية خلال فترة عملها، كون الجراح هو المسؤول الأول عن الأمر، وأنها لم تتورط في مشكلة حينذاك.
مقاطع فيديو من المقابلة انتشرت مثل النار في الهشيم على ساحات التواصل الاجتماعي، شوهدت وأُعيد نشرها بضع آلاف من المرات. البعض أشار إلى أن الأخطاء الطبية قد تحصل بسبب وجود مثل هؤلاء في المجال الطبي، فيما طالب آخرون بفتح تحقيق رسمي، خاصةً مع ما توحي به تصريحات الممثلة التونسية من شبهة تسيُّب من قبل وزارة الصحة السعودية.
ومنذ الكشف عن الأمر، تصدر اسم الممثلة التونسية قائمة الأكثر بحثاً على محرك البحث Google في السعودية.
وشنّت قناة روتانا خليجية السعودية هجوماً عليها، من خلال الإعلامي مفرح الشقيقي، مقدم برنامج “يا هلا” إذ اعتبر أن “سامية لا تستحق الاحترام لثلاثة أسباب: […] لأنها لم تحترم البلد الذي عاشت فيه، ولأنها تتمتع بضمير ميت، ولأنها ورغم كل هذا تتباهى بفعلتها في الإعلام بدلاً من أن تعتذر”، موجهاً اللوم الأول على الرقابة في ذلك الوقت.