أفادت مصادر مقربّة من حركة النهضة أنّ رئيس الحركة ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي يستعدّ لإعلان ترشّحه للانتخابات الرئاسية القادمة.
تأتي هذه الخطوة من الغنوشي في ظلّ الصراع القائم بينه وبين رئيس الجمهورية قيس سعيد والذي أثّر بشكل كبير على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تونس.
راشد الغنوشي الذي كسب كافة المعارك السياسية التي خاضها بدءً بمعركته مع الزعيم الحبيب بورقيبة وفرّ بجلده من حبل المشنقة، مرورا بتصالحه مع الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وصولا إلى تفتيت أحزاب نداء تونس والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل.
وبفضل مناوراته السياسية المتواصلة تمكن من الغنوشي من الفوز برئاسة البرلمان، وضمّ الأمين العام السابق للتجمع الدستوري الديمقراطي محمد الغرياني في محاولة لإرباك وتشتيت أوراق عبير موسي وشقّ من الدساترة الذين يرفضون فكرة تواجد الغنوشي بالسلطة وتمكن من إبعاد كافة خصومه السياسيين كالمنصف المرزقي، ومصطفى بن جعفر ودخل في خلاف مع محمد عبو وتسبب في إبعاد حمادي الجبالي والشيخ عبد الفتاح مورو والقيادات التي تنتقده من أجل المصلحة كزياد العذاري ومحمد بن سالم.
ورغم كلّ هذه “النجاحات” إن صحّت العبارة، فإنّ الغنوشي عجز عجزا تاما على مواجهة قيس سعيد واصطدم بخصم سياسيّ ليس كسابقيه، فسعى بكلّ قواه إلى استقطاب رئيس الحكومة هشام المشيشي بعد أن كان مقربا لسعيد ورغم نجاحه في ذلك إلا أنّه لم يفلح في التأثير على رئيس الجمهورية الذي بقي صامدا وثابتا على مواقفه.
وأمام هذا الوضع، بقي الحلّ الوحيد لمواجه قيس سعيد الذي رفض كلّ محاولات الغنوشي للتفاوض هو الإعلان عن الترشّح للانتخابات الرئاسية القادمة، فهل ينجح الغنوشي هذه المرّة؟