قال رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة في تدوينة نشرها على فيسبوك، إنّ راشد الغنوشي تلقّى أمس إعلاما رسميا من مصالح وزارة الداخلية التونسية بوجود تهديد جدّي باغتياله، وذلك بعد تنقّل مسؤولين بالوزارة خصيصا لمجلس النواب لإعلامه بالأمر.
وفي ما يلي نص التدوينة:
لماذا يريدون اغتيال الغنوشي ؟ ومن يقف وراء هذا التهديد ؟ ولماذا الان بالذات ؟
بالأمس اتصل الأستاذ راشد الغنوشي باعلام رسمي من مصالح وزارة الداخلية التونسية بوجود تهديد جدي باغتياله، وذلك بعد تنقل مسؤولين بالوزارة خصيصا لمجلس النواب لاعلامه بالأمر..
الأستاذ راشد الغنوشي هو أهم رموز الانتقال الديمقراطي في تونس منذ 2011، لذلك يتعرض باستمرار لمثل هذه التهديدات، طمعا في اعاقة التجربة التونسية وافشال مسارها.
لذلك ليس صعبا توقّع الجهات التي يمكن أن تقف وراء هذه التهديدات. فكل من يعادي تحرر الشعب التونسي من الاستبداد ويريد طمس التجربة الديمقراطية هو بلا شك صاحب مصلحة في هذا الاغتيال المخطط له، سواء كان طرفا تونسيا داخليا أو طرفا اقليميا خارجيا. هدفهم من هذا المخطط الاجرامي واضح متمثلا في ازاحة هذا الثقل الرمزي والسياسي وادخال البلاد في دوامة العنف والفوضى..
الأستاذ راشد الغنوشي رئيس مجلس النواب وهو الشخصية الثانية في النظام السياسي التونسي، وما يمثله ذلك من ثقل داخل مؤسسات الدولة التونسية. لذلك فان محاولة استهدافه فيه استهداف للدولة ولاستقرار مؤسساتها.
الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وأحد آخر رموز الاسلام السياسي في العالم، لذلك فانه يُستهدف من أجل قناعاته الفكرية والسياسية، ومن يعجز عن مقارعة الحجة بالحجة، لن يبقى له سوى الرغبة في التصفية والاقصاء..
بكل هذا الزخم والحضور يواجه الأستاذ راشد الغنوشي هذا التهديد الخطير ليس لشخصه فقط ولكن للأفكار والمؤسسات والرمزيات التي يمثلها..
لكنه لا يواجهها فقط بالشجاعة المتوقعة من كل من كان في مثل وضعه؛ وانما بثقة كبيرة أن هذه التهديدات مهما كانت خطورتها فانها لن تزعزع هذه التجربة الديمقراطية الراسخة ولن تثني أجيالا من التونسيين عن المضيّ في هذا الطريق الذي رسمته نضالات وتضحيات ودماء الآلاف من الشباب والرجال والنساء الحالمين بالكرامة والحرية.