تسبّبت الحرائق الغابية التي تجتاح منطقتي الفوازعية وعين الدبة من معتمدية فرنانة في قطع الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين معتمديتي فرنانة وعين دراهم، كما طالت عددا من المنازل بالمنطقتين، حيث عمد أعوان الحماية المدنية بمعاضدة عدد من المتطوعين والمسؤولين الجهويين والمحليين، إلى إجلاء عشرات السكان قبل أن يقرّر والي الجهة، علي المرموري، الذي حضر على عين المكان إجلاء الأشخاص الرافضين للخروج بالقوة حماية لأرواحهم.
واعتبر الوالي، في تصريح لـ”وات”، ان الأولوية المطلقة هي لإجلاء المواطنين وتأمين سلامتهم من الحرائق، لا سيما في ظل استحالة السيطرة على لهيب النيران القوية والسريعة التي التهمت الأشجار والمنازل واكوام التبن وبعض ما تبقى من الحيوانات.
واعتبر المدير العام للغابات، محمد بوفروة، من جانبه، أن الوضع يستوجب تدخل طائرات الإطفاء نظرا لسرعة توسع دائرة الحرائق التي اتجهت في جزء منها نحو قرية بني مطير والقرى القريبة من سد بوهرتمة.
وشهدت منطقتا الفوازعية وعين الدبة التابعتين لمعتمدية فرنانة منذ منتصف نهار اليوم حالة من الهلع انتابت المتساكنين الذين فرّوا مصحوبين بأطفالهم الرضع ومسنيهم وما استطاعوا حمله من الحيوانات.
وسُمع دوي انفجارات داخل تلك القرى، بعضها ناجم عن انفجار قوارير الغاز المنزلي، وبعضها الاخر يرجح انه بسبب الغام مزروعة داخل المنطقة الغابية التي كثيرا ما شهدت في سنوات مضت مواجهات مسلحة بين قوات من الحرس الوطني ومجموعات إرهابية مسلحة تبيّن فيما بعد انها كانت تقيم معسكرا قرب منطقة عين الدبة الغابية.
والى الساعة الرابعة من مساء اليوم الأربعاء لم تسجّل في منطقتي الفوازعية وعين الدبة، اللتين شهدتا حرائق غير مسبوقة، اية خسائر بشرية، وذلك بعد ان تم اجلاء العشرات من المتساكنين وايواؤهم في أحد المعاهد الثانوية الكائن بمدينة فرنانة، وتأمين حاجياتهم الغذائية، فيما تولت فرق تابعة للحماية المدنية نقل عدد من الذين اصيبوا بالاغماء الى المستشفى المحلي بفرنانة لتلقي الإسعافات الأولية.