الأب هو الأمان هو المرفأ الذي نستند اليه كلما صادفتنا متاعب الحياة فهو أول من يطبطب على أكتافنا حين نغرق في متاهات ما لا نهاية لها مرددا :” مادام بوك حي ما تخاف من شيء” …
أما في قضية الحال فتصعب علي الكلمات وتخونني العبارات أمام فعل فضيع لشخص وضيع، أب تحوّل الى حيوان مفترس قام بعمل تشمئز له النفوس بعد أن خولت له نفسه القذرة وبمنتهى الوحشية التحرش بابنته القاصر التي لم يتعد عمرها 5 سنوات وفي أكثر من مناسبة، يال قسوته! ضاربا معنى الأبوة عرض الحائط إثر تجرد من انسانيته وأبوته متجاهلا دوره الأساسي صُلب الاسرة.
وتتمثل تفاصيل القضية في أنّ الضحيّة أصبحت مؤخرا تتجنب البقاء مع والدها خاصة عند مغادرتة والدتها المنزل، وهذا ما لاحظته الجدة القاطنة بالجوار الا انها ووالدتها كانتا تجهلان الأسباب الحقيقية لهذا التغيير المفاجىء لتصرفاتها تجاه والدها.
ونظرا لتعكّر الحالة النفسيّة للطفلة، حاولت والدتها معرفة الاسباب وسألتها هل كان والدها يعنفها فكانت احابة الضحية أنذاك صادمة حسث كشفت أنّ الأخير، كان يضرب شقيقها البالغ من العمر 3 سنوات اما هي فقد كان يعمد الى ملامستها في مواقع حساسة في جسدها موضحة بكل دقة تصرفاته المشينة وكانت تسرد كل الوقائع بجزئياتها أمام صدمة الأم التي تملّكهارحزن شديد، حيث أجبرتها الخصاصة منذ سنة على العمل ليلا باحدى المصانع لتساعد رب اسرتها على مجابهة مصاريف الحياة ولم تكن تعلم انها تركت فلذة كبدها لقمة سائغة مع انسان يفترض أن يكون مصدر الأمن والأمان.
وبعد يومين من الحادثة التي تزامنت مع عطلة المولد النبوي الشريف توجهت الأم صحبة ابنتها الى مندوب حماية الطفولة بمنطقة بن عروس اين تم سماعهما وكانت تصريحاتها متطابقة مع ما ذكرته سابقا فيما تولت المندوب توجيهها الى فرقة العنف ضد المرأة والطفل بمنطقة حمام الانف وبحضور اخصائية في علم النفس تم سماع وقد تم عرض المتضررة على الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول وقسم الطب النفسي بمستشفى الرازي بمنوبة.
وفي اليوم الموالي تم استدعاء والدها الذي اعترف بالتهم المنسوبة اليه وبعد استكمال الابحاث تولت الفرقة المذكورة احالة ملف القضية على انظار حاكم التحقيق بمحكمة بن عروس الذي،قام باستنطاقه بعد أن اصدر في شأنه بطاقة ايداع بالسجن المدني بالمرناقية فيما تزال الابحاث متواصلة.