اهتزت شباك الحارس الدولي أيمن دحمان 11 مرة في 5 مباريات فقط خاضها إلى حد الآن مع فريقه الجديد الحزم في “دوري روشن السعودي”، وهي حصيلة مرتفعة لحارس هو الأول في المنتخب الوطني التونسي.
ورغم هذه البداية الكارثية، تلقى الحارس الاسبق للنادي الصفاقسي دعوة من الناخب الوطني جلال القادري ليكون ضمن المجموعة التي تستعد لملاقاة بوتسوانا في ختام تصفيات امم افريقيا ثم مصر وديا، وكلا المقابلتان شكليّ لا رهان فيهما وهو ما يفسر توجيه الدعوة لعدة لاعبين لأول مرة من أجل اختبارهم ومعرفة إن كانوا قادرين على تقديم الاضافة للمنتخب الوطني في المستقبل .
ورغم غياب الرهان، حضر دحمان في قائمة القادري ولم يحضر الشاب ادريس العرفاوي حامي عرين منتخب الاواسط، و الذي تم اختياره ثاني أفضل حارس مرمى في كأس العالم التي أقيمت في الأرجنتين، لكن ذلك لم يشفع له بالتواجد ولو مرة واحدة في قائمة الاكابر في ظل اصرار الاطار الفني على دعوة نفس الاسماء لحراسة المرمى حتى اذا مرّوا بفترات فراغ، كما هو الحال مع أيمن دحمان الذي لا يختلف اثنان في قيمته الفنية الكبيرة وعلوّ كعبه، لكنه اليوم خارج الخدمة وهي مناسبة لاختبار حارس اخر في التربص الحالي مثل ادريس العرفاوي او علي الجمل..
لكن، يبدو أن للقادري رأيا آخر، حيث يؤمن الرجل بضرورة حماية العناصر التي تمثل العمود الفقري للمنتخب ودعمها في فترات الشدة على غرار ما يحدث هذه الايام مع أيمن دحمان، والثابت أيضا أن لرئيس الجامعة وديع الجريء دورا هاما في مثل هذه الوضعيات حيث لا يبخل الدكتور على الناخب الوطني بنصائحه الفنية كلما اقتضت الحاجة، وحتى ان لم تقتض أحيانا..
اختيار العقل
لم يكن انتقال أيمن دحمان من النادي الصفاقسي الى الحزم السعودي سلسا و”سلميّا” رغم أن الحارس وفر مبلغا محترما لخزينة ناديه، وذلك لأن جماهير السي اس اس اعتبرته “خان الماء والملح” وفضّل الدولارات على الامجاد بعد أن وعد بتجديد عقده وأقسم بأنه لن يغدر بالنادي الذي منحه الشهرة وصنع له اسما في عالم الجلد المدور.
دحمان انحنى أمام عرض الحزم السعودي وغلّب العقل على القلب رغم أنه يعلم جيدا أن ذلك سيكلفه عاصفة من الغضب في صفوف انصار فريق عاصمة الجنوب، ورحل الحارس الى دوري روشن، وقد سبقه الى هناك كريستيانو رونالدو وساديو ماني وكريم بن زيمة وبروزوفيتش وكانتي وغيرهم من نجوم العالم.
عاصفة الحزم
من حقّ أيمن دحمان أن يطمح لخوض تجربة احترافية، وطموحه باللعب في الدوري السعودي مع النجوم المذكورة اعلاه مشروع ايضا، لكن الرجل اختار العنوان الخطأ !
نعم أخطأ دحمان العنوان باختياره اضعف فريق في دوري روشن السعودي، والارقام خير دليل على ذلك فالفريق يتذيل الترتيب العام بعد مرور خمس جولات وأرقامه ضعيفة جدا دفاعا وهجوما وقد تابعنا ملخصات للمقابلات التي لعبها الحارس التونسي مع الحزم وشاهدنا كيف يعاني الفريق على مستوى الخط الخلفي ويسهل اختراقه وهز شباكه، الأمر الذي لم يقرأ له أيمن حسابا ، فالحارس دون دفاع كطائر بلا أجنحة لا يمكنه الصمود في وجه العاصفة ولا يقوى على مقاومة هيجان مهاجمي المنافسين خاصة اذا كانوا من طينة رونالدو وماني وبنزيمة.
عموما، يبقى أيمن دحمان حارسا مهما في الكرة التونسية ليس من السهل تعويضه، ومن الضروري توعيته وتوجيهه من طرف القائمين على المنتخب الوطني التونسي حتى لا يسقط فريسة لألاعيب وكلاء اللاعبين ويخسر القيمة والمكانة التي حظي بها خاصة بعد ظهوره بوجه محترم من النسور في مونديال قطر.