أفاد تقرير صدر بداية الشهر الحالي، أن أكثر من نصف سكان العالم، سيعانون من زيادة الوزن، أو السمنة المفرطة، بحلول عام 2035، ما لم تُتّخذ الحكومات إجراءات لعكس الوضع.
ويتوقع تقرير “اطلس 2023” الصادر عن “الفدرالية الدولية للسمنة” أن 51٪ من سكان العالم، أو أكثر من 4 مليارات شخص، سيعانون من السمنة أو زيادة الوزن خلال الـ 12 عاما القادمة.
ووجد التقرير أن معدلات السمنة آخذة في الارتفاع، خاصة بين الأطفال، وفي البلدان ذات الدخل المنخفض.
ووصفت لويز باور، رئيسة الفدرالية الدولية للسمنة، هذه البيانات، بأنها “تحذير واضح”، وقالت إن صناع القرار، بحاجة إلى التحرك الآن، لمنع تدهور الوضع.
في المقابل يعتبر الوضع في تونس حرجا وهو ما كشفت عنه دراسة وطنية متعلقة بصحة التونسيين من سن 15 فما فوق كان أجراها المعهد الوطني للصحة.. حيث كشفت الدراسة عن مؤشرات صحية مفزعة تتعلق بالوضع الصحي للتونسيين، الدراسة التي أجريت كشفت أن المؤشرات التي تضمنها حرجة للغاية.
إذ بينت أن نسبة النساء المصابات بارتفاع الوزن في حدود 68% وتحديدا 67.10% في حين أن هذه النسبة تتراجع لدى الرجال قليلا لتصل إلى 52.20% .
وتبلغ النسبة العامة من السكان الذين يعانون من زيادة في الوزن 60% . كما كشفت الدراسة أن قرابة 50% من التونسيين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول أو الشحوم الثلاثية، إذ تبلغ هذه النسبة 43.80 % لدى الرجال في حين تبلغ لدى النساء 38.10% .
هذا ويعاني 28.70% من التونسيين من ارتفاع ضغط الدم لترتفع هذه النسبة إلى 30.80% لدى النساء و26.50% عند الرجال.
وعن نسب الإفراط في الوزن أو ما يعرف بالسمنة فإن نسبة من يعانون منها بلغت 26.20% في حين أن هذه نسبة النساء الذين يعانون من الإفراط في الوزن بلغت 34.60% في حين تتراجع هذه النسبة لدى الرجال بلغت 17.60%، وجميعها مؤشرات لدراسة أجريت سنة 2016.
وتفاقمت نسبة الزيادة في الوزن لدى الأطفال الأقل من 5 سنوات على امتداد السنوات الفارطة حيث كانت في حدود 4.50% سنة 1996 لترتفع إلى قرابة 9% سنة 2006 و14.30% سنة 2012 لتصبح 17% سنة 2018.
أما نسبة الإصابات بمرض السكري فقد بلغت 20.5% حسب آخر الأرقام في حين أن هذه النسبة كانت في حدود 15.50% خلال سنة 2016.
ارتفاع الأرقام
وحول الأرقام المحينة أفادت الدكتورة شيراز الباجي رئيس قسم التموين والإعلام بالمعهد الوطني زهير قلال للتغذية والتكنولوجيا الغذائية أن آخر رقم محين هو المتعلق بارتفاع نسبة الإصابة بمرض السكري حيث بلغ 20.5% حسب آخر الأرقام، وأكدت أن الأرقام التي كشفت عنها الدراسة السابقة من المرجح وأنها ارتفعت بالنسبة إلى عدة أمراض.
وبينت أن الأمراض غير المعدية مشكلة صحية عامة وكبرى بداء بأمراض السكري والأمراض التنفسية المزمنة وأمراض القلب والسرطان التي تتسبب في 86% من مجموع الوفيات.
وأبرزت أن الأمراض غير المعدية تتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات في تونس بلغت حسب أرقام المنظمة العالمية للصحة 86% بينها 44% بسبب أمراض القلب والشرايين و21% بسبب أمراض أخرى غير منقولة و12% نتيجة للأمراض السرطانية و8% نتيجة لأمراض وراثية ومشاكل في التغذية، علما وأن نسبة الوفيات بسبب أمراض السكري بلغت 5% .
وأشارت رئيس قسم التموين والإعلام بالمعهد الوطني زهير قلال للتغذية والتكنولوجيا الغذائية أن نمط الحياة المتّبع من قبل التونسيين ونظامهم الغذائي على الوضع الصحي العام، الأمر الذي دفع السلطات الصحية إلى دقّ ناقوس الخطر خوفاً من انتشار أكبر للأمراض غير المعدية أو غير السارية التي تؤدّي إلى وفيات تطاول حتى الفئات الشابة.
واعتبرت أن دعم النشاط البدني في مجال العمل وتحسين جودة الحياة عبر الأنشطة الرياضية من بين الحلول التي يطرحها الأطباء لكبح الزيادات السنوية في عدد المصابين الجدد بالأمراض غير المعدية وتقليص كلفة علاجهم التي ترهق الموازنات العامة للأسر وصناديق التأمين الصحي.
كما قالت مكافحة أسباب تفشي هذا النوع من الأمراض وتعميم سياسات وقائية تعتمد على تحسين جودة الحياة يساعدان على الوقاية من هذه الأمراض وعلى الحدّ من الوفيات المبكرة المرتبطة بها من خلال القضاء على عوامل الخطر المشتركة بين هذه الأمراض.
وأشارت أنّ من الأسباب الرئيسية للأمراض التي تقتل التونسيين هي التدخين والنظام الغذائي غير الصحي ونمط الحياة.