كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تأييده لـ”منصّة القرم الدولية” بعد نقاش مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، تطرقا أثناءها لجملة من المسائل ذات الاهتمام المشترك، قائلاً إنّه قد “أكدنا دعمنا لـ”منصة القرم” التي تهدف أوكرانيا من خلالها إلى توحيد المجتمع الدولي حول شبه الجزيرة”، لافتاً إلى أنّ بلاده “دافعت بقوة عن سيادة أوكرانيا ووحدة ترابها”، على حد وصفه.
وأردف: “إنّ تحسين مستوى معيشة تتار القرم الذين اضطروا لمغادرة وطنهم، مسؤولية تاريخية وإنسانية”، وتسعى كييف عبر قمة “منصّة القرم”، المزمع عقدها في أغسطس المقبل، لمناقشة قضية “عودة” شبه جزيرة القرم الروسية، حيث طالبت أوكرانيا دولاً متعددة للانضمام إلى المنصة المذكورة، بما فيها تركيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة.
وأكد أردوغان، في أكتوبر الماضي، أنّ “أنقرة لا تعترف بالجمهورية منطقة روسية وتعتزم دعم تتار القرم مع أوكرانيا”، فيما دعا مسؤولون روس من جزيرة القرم أردوغان إلى “عدم تقديم است٩نتاجات متسرعة بشأن وضع شبه الجزيرة، والتأكد من انتمائها الروسي بزيارتها شخصياً”، فيما شجبت موسكو تصريحات كييف بخصوص استراتيجياتها “لإعادة شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول”، المتضمنة للعقوبات وفرض الحصار المائي على شبه الجزيرة.
إلى ذلك، عدّ مسؤول في شبه جزيرة القرم الروسية أنّ وعود أردوغان بمساعدة أوكرانيا في “استعادة” القرم ليست إلا “هبة خادعة” ولا تنسجم مع أهداف السياسة الخارجية التركية
وأتى ذلك ضمن تعليق ألكسندر مولوخوف، المسؤول ضمن البعثة الدائمة للقرم لدى الرئاسة الروسية، حول تصريحات أدلى بها أردوغان عقب محادثاته مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أمس السبت، أبدى خلالها تأييده مؤتمر “منصة القرم” ودعمه لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا وعدم اعترافه بـ”ضم” القرم لروسيا.
وتابع مولوخوف لوكالة “نوفوستي الروسية، اليوم الأحد: “ما يسمى بدعم تركيا لمنصة القرم يشبه بوضوح المشهد الشهير من “الإنيادة” (الملحمة الشعرية) لـ(الشاعر الروماني) فرجيل، ويشعر المرء بالرغبة في القول تباعا لكاهن من طروادة احذروا من الإغريق حين يأتون بهدايا”، مبيناً أنّ “أردوغان له أهداف خاصة به في السياسة الخارجية، ومن الواضح أنّ خططه لا تشمل على أي حال الحفاظ على شبه جزيرة القرم ضمن منطقة نفوذ كييف”، مستكملاً أنه “مع وجود حليف مثل تركيا، فإنّ زيلينسكي لا يحتاج إلى أعداء”.