كالعادة.. أمير الطرب العربي صابر الرباعي يتألّق على ركح قرطاج للمرة 20 في مسيرته أمام جمهور غفير

لم يخيّب أمير الغناء العربي صابر الرباعي آمال عشاقه ومعجبيه الذين توافدوا باكرا جدّا، الليلة الماضية (11 أوت)، على المسرح الروماني بقرطاج حيث مكثوا في طوابير طويلة من أجل الظفر بالمدرّجات الأمامية للمسرح الذي فاق طاقة استيعابه قبل بداية الحفل بنحو 30 دقيقة.

الفنان صابر الرباعي الذي كان اعتلى ركح المسرح الروماني بقرطاج لما يناهز 20 مرة في مسيرته الفنية، حيث كانت المرة الأولى سنة 1994، سجّل في هذا العرض حضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي، فقدّم مصحوبا بفرقة موسيقية بقيادة قيس المليتي، سهرة استثنائية استمرّت لما يناهز ساعتيْن ونصف.

وأغدق على جمهوره بمختارات غنائية متنوعة، راوح فيها بين الطرب والأغاني الإيقاعية والأغاني باللهجة التونسية، كما راوح بين الأغاني الجديدة والقديمة. فتغنى بالمرأة واستجاب لرغبات الجمهور الذي لم يبخل في إمتاعه بباقة متنوعة من الأغاني الرومنسية التي ظلت آسرة للجمهور العربي بكلماتها وإيقاعاتها وتوليفاتها الموسيقية التي تُراوح ببراعة بين الأنماط الموسيقية التونسية والشرقية والطرب العربي الأصيل.

واستهلّ سهرته بأغنية « مغيار » و »دلولة » ثم استمع الجمهور إلى أغاني « ببساطة » و »تمنيت » و »يا للاّ » و »عزت نفسي ». ومن باقة أغانيه الجديدة، ردّد صابر مع جمهوره « خلوني »، ثم أتبعها بأغاني « يا دلولة » و »الطفلة العربية ». وتغير نسق العرض مجددا من الإيقاعات الشرقية إلى الألحان التونسية، إذ أدى باقة من أغاني الفنان الراحل قاسم كافي ثم من أغاني محمد الجموسي.

لقد أكد الفنان صابر الرباعي مجددا من خلال هذا الحفل على أنه نجم ساطع في سماء الفن العربي، بحضوره الركحي المميز وبإتقانه الغناء بلهجات مختلفة، وبإنتاجه الغزير والمتجدد على مدى كامل مسيرته الفنية البالغة نحو أكثر ثلاثة عقود.

واعتبر صابر الرباعي في الندوة الصحفية التي تلت الحفل مباشرة أن مهرجان قرطاج هو بمثابة تحدٍّ بالنسبة إليه ومسؤولية أكبر، فهو يرى أن التحضير لحفله على ركح المسرح الروماني بقرطاج يحظى باهتمام خاص من قِبلِهِ ومن قبل أيّ فنان يغني على ركح هذا الصّرح التاريخي العريق، ذلك أن جمهوره نوعي وبرمجته دوما تحت مجهر الصحافة والنقاد والجمهور، ملاحظا أن نجاح الفنان في امتحان قرطاج هو انتصار له.

وعن حضوره الأخير في القطر السوري الشقيق للغناء، قال الرباعي إنه تحدٍّ من نوع آخر نظرا للظروف التي عرفتها سوريا على مدى 12 عاما، مؤكدا أنه قبِل الغناء هناك دون تردّد أو تفكير ووجد في المقابل كل الحفاوة والترحاب من الجمهور السوري.

367403821_855339179293180_8417566121812072908_n
previous arrow
next arrow
367403821_855339179293180_8417566121812072908_n
367389262_855339099293188_7035808636878412448_n
366970573_855338002626631_1925705015052589213_n
367395263_855339475959817_6162047561283662812_n
366963962_855339395959825_373567443157344604_n
366946519_855338872626544_5755492330960288583_n
366955427_855338979293200_8408332248541759440_n
367391821_855339515959813_4017548439856591127_n
367392777_855339529293145_7623121662457657616_n
366938747_855339232626508_5830681102045138508_n
previous arrow
next arrow

يسري المحنوش قبل حفلها في قرطاج:”اعمل فيا الوقت اعطاك”

أصدرت الفنانة يسرى المحنوش فيديو كليب جديد لاغنية “اعمل فيا ” كلمات الشاعر الغنائي الحبيب محنوش وألحان سليم دمق وتوزيع احمد الشايب.
ولاقى الكليب تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وحاز على عدد مشاهدات كبير بعد ساعة من اصداره.

على ركح مهرجان قرطاج .. السوبر ستار راغب علامة يتألق ويغازل الجمهور التونسي

« أنتم من صنعت لكم الأغنيات » بهذه الكلمات الحبلى بالمعاني والحب الصادق خاطب السوبر ستار راغب علامة جمهور قرطاج، في حفله مساء السبت 5 أوت 2023 ضمن فعاليات الدورة السابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، سهرة لم تحقق نجاحا جماهيريا وفنيا فحسب، بل جاءت لتؤكد قصة الحب الذي لم ولن ينتهي بين سفير الرومانسية راغب علامة والجمهور التونسي .

جمهور غفير جدا فاق طاقة استيعاب المسرح الأثري بقرطاج تحوّل قبل ساعات من انطلاق الحفل، لا لشيء سوى للاستمتاع بصوت فنان يمضي بخطى ثابتة وعلى نفس المنهج منذ بداية الثمانينات محافظا على بريقه الفني ونجوميته، ساعات من الانتظار والشوق والهتافات المتكررة قبل أن يعلن النشيد الوطني التونسي على تمام الساعة العاشرة ليلا انطلاق الحفل، وقبل أن يعتلي نجم السهرة الركح عرض على شاشة خلفية مقاطع من حفلاته السابقة تؤكد نجوميته وشعبيته.

ومع انطلاق العدّ التنازلي وتحت وابل من التصفيق والهتاف والزغاريد أطل نجم السهرة السوبر ستار راغب علامة كعادته أنيقا ورشيقا ببدلته السوداء ليفتتح برنامجه الغنائي بأغنية « يغيب » التي أنتجها منذ ما يزيد عن عشر سنوات وناهز عدد مشاهداتها على اليوتيوب سبعة ملاين مشاهدة .

ولأنها أصبحت بالنسبة إليه سنّة قرطاجنية، لم يتوان سوبر ستار العرب عن مغازلة جمهور قرطاج بمفردات تونسية كـ « نحبكم برشة » و »نموت عليكم » ، مؤكدا ان لسانه يعجز عن وصف سعادته بلقاء الجمهور التونسي ومحبته له، وفي حركة لاقت استحسان الحضور استقبل السوبر ستار اللبناني إبنه خالد على الركح مؤكدا أن المرة الأولى التي اعتلى فيها نجله ركح قرطاج لم يتجاوز عمره السبع سنوات .

لعل ما زاد في حماس جمهور قرطاج هو اصرار النجم اللبناني على التفاعل معه حيث لم يتردد في مصافحة المعجبات واخذ صور « سلفي » معهن والرقص، كما فسح المجال والركح للأطفال لمعانقته والغناء معه، ليؤكد أن تلقائيته وسياسته الاتصالية سرّ من أسرار استمراريته وشعبيته .

عرف راغب علامة  بقربه وحبه للجمهور التونسي ومن البديهي أن يغني له في هذه السهرة « انت الحبّ الكبير »،  قبل أن يهديه آخر انتاجاته « في كثير حلوين » مؤكدا أن فكرة هذه الأغنية ولدت اثر حفله على ركح قرطاج خلال الدورة الفارطة وأن من قام بتوزيعها هو الموزع والفنان التونسي حمدي المهيري الذي حيّاه واستقبله بالأحضان على الركح .

انتقل النجم اللبناني من أغنية الى أخرى محافظا على نفس النسق طيلة ساعتين، وأسر معجبيه وخاصة معجباته، بسحر أغانيه الرومانسية وحضوره الركحي اللافت للنظر، ورغم الرقص المتواصل والصراخ والهتافات التي لم تنقطع، فقد طغي على سهرة راغب علامة الطابع الرومانسي المميز له،  وفي خطوة غير متوقعة منه، طلب النجم اللبناني من الجمهور أداء أغنية « نسيني الدنيا » لتنقلب الأدوار ويتحول السوبر ستار الى كورال يرافق الجمهور في أداء كلمات أغنية طالما ردّدها العشاق بداية القرن الواحد والعشرين واقتحم من خلالها قلوب الملايين، ونشير الى أن هذه الأغنية صدرت ضمن ألبوم « الحب الكبير » سنة 2004 .

وبتلقائيته المعهودة توجه السوبر ستار اللبناني بتحية الى احدى السيدات من الحضور والتي كان يبدو عليها المرض والإرهاق كما دعاها للالتحاق به وسلمها الميكرو ليفاجئ أثناء الحديث معها أنها من أشد معجباته وأنها كانت تعاني من مرض السرطان وبمجرد شفائها أصرت على حضور حفله، كلمات أثرت في الفنان اللبناني الذي توجه لها بالتحية وعبر لها عن اعجابه بإصرارها وقوتها.

عرض فرجوي متميز، قدم فيه سفير الرومانسية البعض من « ريبرتواره » القديم على غرار  » فورا غرام  » و »اللي باعنا خسر دلعنا » هذه الأغنية التي تجاوزت الـ 100 مليون مشاهدة عبر قناته الرسمية على اليوتيوب، كما غنى  « قلبي عشقها » و  » تركني لحالي »  و »آسف حبيبتي » و »مغرم يا ليل » و « يا ليت فيا خبيها » و »سهروني الليل عيونك » و « أنا اسمي حبيبك » و »طب ليه » وغيرها من اغانيه التي بقيت محفورة في الذاكرة ورددها معه الجمهور بكل حماس .

وبالجبّة والشاشية التونسية، غنى الفنان اللبناني « يا بنت السلطان » التي تعيده الى بداياته في الثمانينات، حيث غنى هذه الأغنية بإذاعة لبنان العربي في أول ظهور له .

و لأنه يختار برنامجه الغنائي بدقة، ويحاول إرضاء كل الأجيال فمن الطبيعي ان يوازن بين الجديد والقديم حيث غنى « استمارة 6″ و »شو مهضومة » .

حفل أكد خلاله راغب علامة أنه « سوبر ستار » ونجم الأرقام القياسية ، حيث تمكن لا فقط  من جمع عديد الأجيال  بل أثبت أن قصة حب استثنائية وغريبة تجمعه بالجمهور التونسي، وعبر سليل جنوب بيروت عن هذا الحب بأدائه لأغنية « يا حياتي » التي أهداها لكل من حضر وواكب حفلته.

وخلال الندوة الصحفية التي عقبت الحفل، عبر النجم اللبناني عن شكره وامتنانه للإعلام التونسي الذي طالما دعمه طيلة مشواره الفني، وفي إجابته عن أسئلة الصحفيين ذكر راغب علامه أنه يستعد حاليا لإصدار أغنية جديدة موفى هذا الشهر تحمل عنوان « كل الناس بتغني » كما كشف عن تعاون تونسي سيجمعه مع المايسترو محمد الأسود في أغنية تحمل عنوان « يا زين الزين يا غرامي » من كلمات الشاعر الدكتور علي الورتاني .

وعن سر نجاحه واستمرار شعبيته وجماهيريته ، أكد راغب علامة أن شغفه بفنه وحبه لعمله ومعرفته المسبقة لما يريده الجمهور، هو سرّ نجاحه لأكثر من 4 عقود ، مضيفا أنه فنان يحمل على عاتقه شواغل شعبه بعيدا عن كل الأهداف السياسية .

على ركح قرطاج: ناصيف زيتون يكتب صفحة أخرى في مسيرة نجاحه

وهو يستعد للقائه الرابع بجمهور قرطاج مساء السبت 29 جويلية ذكر الفنان السوري ناصيف زيتون خلال الندوة الصحفية التي جمعته قبل يوم بممثلي وسائل الإعلام الوطنية والعربية أن هذا الجمهور هو من منحه « باسبور » النجاح، ورغم هذا النجاح الذي اكتسح كل رقعة في المشهد الفني العربي يعترف الفنان السوري بعد أربع سنوات من اللقاء الأخير: « كبر التحدي وازداد الخوف »…
ساعات قبل انطلاق العرض، طقس شديد الحرارة وأبواب فتحت قبل الساعة السابعة لاستقبال جمهور حجز أماكنه منذ أسبوعين وأكثر واتجه إلى المسرح الروماني حوالي الخامسة عصرا، حركة غير عادية تنبؤ بليلة من ليالي قرطاج الساحرة… حلّت الساعة الثامنة مساء ولم تتبق على المدارج وأطرافها مساحة شاغرة للوقوف، ساعتان اضافيتان من الانتظار تحمّلهما بكل حب وصبر يغنّي أحيانا ويدردش أحيانا ويوثّق اللحظة بصورة فردية أو جماعية أحيانا أخرى… إنه مهرجان قرطاج يلد اللحظة ولا يكرّرها.
حالمًا بالكاد تلامس قدماه أرضية المسرح أطلّ ناصيف زيتون على جمهور الدورة السابعة والخمسين لمهرجان قرطاج في موعد جديد أشبه بلقاء الأحبة (أو هو كذلك فعلا)، بعد حفله الأخير في 2019 كبر السوري ابن درعا أربعة أعوام وأغنيات، لم يعد ذلك الفتى الخجول الخائف من مواجهة جمهور أجمع كلّ من غنّى أمامه على رفعة ذوقه ورهافة حسّه، لقد وجد كلاهما ـ ناصيف والجمهورـ لغة مشتركة للتواصل والتكامل تشكّلت مفرداتها في مساحة ساحرة آسرة ومدهشة هي المسرح الروماني العظيم، فالأول اجتهد لتطوير مدوّنته وتنويعها والثاني تابع كلّ ألبوماته وحفظ أغانيه وحضر بكثافة ليسانده في هذا الاختبار الفني الرابع الذي يخوضه في مهرجان قرطاج الدولي.
ناصيف زيتون خريج ستار أكاديمي 2009 يثبت من خلال هذا الصرح التاريخي أنه لم يكن فقاعة هوائية ولا ظاهرة صوتية وإنما فنان يتقن مختلف أساليب الغناء فهو سليل الميجنا والعتابا والقدود والتواشيح، نهل منها وامتلأ بها لذلك لا يتغيّر صوته سواء سمعناه على إحدى المحامل أو مباشرة على الركح قويا صافيا دافئا وسواء غنّى بالفصحى أو العاميّة…
ساعتان ونصف غنّى خلالها ناصيف أكثر من عشرين أغنية متجاوزا المدّة المحددة للحفل وفاء لهذا الجمهور المدهش الذي تقاسم معه كلّ فقرات العرض منذ صعوده على الركح ب « كاراميلا » و »حب جنون » و »مانّو شرط » و »مش عم تظبط معي » و »أزمة ثقة » و »عندي قناعة » و »ما ودّعتك » وغيرها من الأغاني قديمة وأخرى حديثة الصدور حفضها الجمهور ورددها بمختلف إيقاعاتها بمجرّد أن تعزف الفرقة الموسيقية المتكونة من أربعة عشر عازفا مطلعها… ولم يكن الجمهور هو الوحيد الذي غنّى مع ناصيف بل رافقه في أغنية « موجوع » شاب تونسي من ذوي الاحتياجات الخاصة اتصل به قبل يوم وطلب منه تحقيق أمنيته بالغناء معه فلم يتردد الفنان في تلبية النداء وقد كشف الشاب التونسي عن عذوبة صوته وتمتعه بأذن موسيقية قادرة على ضبط المقامات.
كان الفنان السوري نجم سهرة السبت 29 جويلية منبهرا بهذا الحضور وذكر أنّه أعدّ كلاما كثيرا نسيه بمجرّد وقوفه على الركح لأن فرحته أكبر من الكلمات… ويبدو أن تلك الفرحة أفقدته الإحساس بالزمن (زمن العرض) فتجاوزه مضيفا لبرنامجه أغان أخرى غير مدرجة منها « باكتب اسمك يا بلادي » التي ختم بها حفله الفني الرابع على ركح قرطاج العريق في أجواء من الحماس والتفاعل.
قبل يوم من هذا الحفل ذكر ناصيف زيتون خلال الندوة الصحفية أن أول صعود له على ركح قرطاج ليس كبعده معترفا أن مسيرته شهدت منعرجا بعدما منحه الجمهور التونسي جواز النجاح بعد صائفة 2019… ويبدو أن صائفة 2023 وتحديدا مساء السبت 29 جويلية ستُكتب صفحة أخرى من نجاحات هذا الفنان الشاب.

358093819_847851880041910_2477591336140177659_n
previous arrow
next arrow
358093819_847851880041910_2477591336140177659_n
357788887_847851916708573_5378407218490083070_n
364076922_847865190040579_3875934162348181178_n
358096183_847851233375308_3360902971889280149_n
358096399_847851610041937_8374118857994280824_n
358092068_847851280041970_7850172736670177048_n
364031148_847851656708599_5306673809053593408_n
358087761_847851760041922_738534062453475427_n
previous arrow
next arrow

في سهرة استثنائية على ركح مهرجان قرطاج.. رؤوف ماهر يُبدع و يُقتع

كان كل شيء يوحي بأن سهرة الجمعة 28 جويلية 2023 على ركح المسرح الأثري بقرطاج ستكون مختلفة واستثنائية جدا، وكيف لا تكون ونجمها فنان من طراز رفيع ، فنان سلاحه هويته التونسية الجنوبية، وميزته اعتزازه بتراثه وتمسكه بجذوره، صفات أكدها رؤوف ماهر في عرضه « صنديدة » الذي استقطب جمهورا غفيرا تحوّل بأعداد كبيرة الى المسرح الروماني.
جمهور رؤوف ماهر كان متحمسا للقائه منذ الإعلان عن برمجته في الدورة السابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، وهو ما يفسر الإقبال القياسي على تذاكره إذ غنى أمام شبابيك مغلقة .. جمهور مختلف عن باقي السهرات، حيث لم يقتصر على فئة عمرية معيّنة، ففي هذه السهرة القرطاجنية رأينا الشباب بحماسهم المفرط وكبار السنّ بهدوئهم والأطفال بتلقائيتهم، سهرة حضرها تونسيون من شمال البلاد الى جنوبها، اضافة الى جزائريين وليبيين وغيرهم من الجنسيات المغاربية والعربية، ولأن جمهوره كان متنوعا ومختلفا، أهداه رؤوف ماهر بداية سهرته موالا خاصا عنوانه  » سلامات » الذي تغني فيه بكل ولايات الجمهورية التونسية مرورا بالأشقاء المغاربة والعرب وصولا الى فلسطين .
رؤوف ماهر الذي أطل بالبرنس الجنوبي ( الوزرة) والشاشية التونسية، مسبوقا بفرقته وافرة العدد والتي ارتدى عناصرها أيضا الزي التقليدي الجنوبي، لم يغفل في عرضه عن أدق التفاصيل، حيث تزيّن ركح قرطاج بديكور بدوي انطلاقا من « بيت الشعر » وصولا الى القفة الجربية و »المرقوم »، كما صاحبته طيلة العرض فرق راقصة بملابس تقليدية اشراف « للّا زوينة »، إضافة الى مجموعة إحياء التراث بقصر الخراشفة ببني خداش، دون أن ننسى الكورال المتكوّن من المجموعة الصوتية حرايّر تونس بصفاقس، لوحة فسيفسائية ذات طابع تقليدي محملة بنفحات الجنوب التونسي حاملة إمضاء الفنان أنور الشعافي في الإخراج.
للمرأة وللوطن وللأم وللأخت غنى رؤوف ماهر وتغنّى بـ »الصنديدة » فهزّ صوته القوّي مدارج المسرح الروماني، وعلى امتداد أكثر من ساعتين قدّم باقة من أجمل الأغاني مع حضور ركحي متميز ليبرهن أنه جدير فعلا باعتلاء هذا الركح وبحب الجمهور الذي لم يخذله، حيث غنى معه ورقص بلا توقف وملأت الزغاريد أرجاء المكان احتفاء بابن الصحراء التونسية.
ومن الأغاني التي تفاعل معها الحضور بشكل كبير أغنية « مولات القربة »، قبل أن يلهب رؤوف ماهر حماس الجمهور بأدائه لكوكتيل جربي مصحوبا بلوحات فولكلورية، وبنفس النسق والكاريزما والطاقة الإيجابية انتقل رؤوف ماهر من أغنية الى أخرى بسلاسة وبساطة حيث تميز في أداء أغنية « شطّ السويحل »، وتألق في أغنية « الخطافة » التي ردّدها معه الجمهور متقمصا دور الكورال .
ولأن العرض يحمل عنوان « صنديدة » أهدى رؤوف ماهر هذه الاغنية الى كل التونسيات، ولعل ما زاد في جمال هذه الأغنية اللوحات الراقصة التي رافقتها، والأزياء الموشحة بالعلم التونسي، اضافة الى اعتلاء مجموعة من الفتيات الركح مرتديات لأزياء تعبر عن مهن معينة من الطبيبة الى المحامية وعون الأمن والمعلمة وغيرها من الإختصاصات التي تميزت فيها المرأة التونسية .
وتكريما منه للأم، غنى رؤوف ماهر « الولادة »، واستضاف معه على الركح كاتب كلماتها الشاعر بلقاسم عبهول الذي رافقه في ادائها شعرا فكان ثنائيا متناغما ومنسجما.. مراوحة بين الشعر والغناء لاقت استحسان الحضور الذي حياهما بالتصفيق والهتافات.
ومن المفاجآت التي قدمها رؤوف ماهر في هذه السهرة تكريمه لمجموعة من الفنانين والفنانات الذين رحلوا عن عالمنا، حيث غنى « جوك الخطابة » لمختار الغازولي، و »عزيز على أمه » لفايزة المحرصي، و »الفيزا » للطفي جرمانة، و »غريت بيا » لمنيرة حمدي، و »خاينة » لأشرف، و »عمي الشيفور » و »كرهبة كمال » لفاطمة بوساحة، و »ها الكمون منين » لقاسم كافي، وكلمسة وفاء منه لكل هؤلاء الذين غادرونا عرض رؤوف ماهر صورهم وأسماءهم على شاشة عملاقة، حركة نالت كل الاعجاب والتقدير ولعلها المرة الأولى التي يردّد فيها جمهور قرطاج كلمة « برافو » بكل حماس وتأثر . دون أن ننسى لمسة الوفاء التي أهداها نجم السهرة الى روح المطرب والملحن الليبي محمد حسن .
لم تتوقف مفاجآت رؤوف ماهر عند هذا الحدّ، بل فاجأ الجميع بإهدائه أغنية خاصة الى كل المطلقات، مرّر من خلالها رسالة إنسانية مفادها أن المرأة المطلقة ليست بالمذنبة أو السيئة، بل هي امرأة لم يحالفها الحظ لا غير ولا بدّ للمجتمع أن يغيّر نظرته تجاهها .
وبتأثر كبير أسر رؤوف ماهر الجمهور بغنائه موالا عن الأب، قبل أن يفاجئه بأداء كوكتال جزائري، تضمن أجمل أغاني الراي، وهي خطوة جريئة تحسب لصاحب « صنديدة »، كما أهدى رؤوف ماهر كل الحضور أغنية  » الخوت »، مؤكدا أن النجاح الجماهيري الذي لاقاه عرض « صنديدة » على ركح قرطاج يعدّ أكبر هدية تلقاها وأكبر فوز له .
ولأن الجمهور كان متشوقا لسماعها خير رؤوف ماهر إسدال الستار على سهرته القرطاجنية بأداء الأغنية الأكثر انتشارا مؤخرا وهي « عروبية » طالبا من الجمهور إشعال أضواء هواتفهم ليتحول المسرح الروماني الى لؤلؤة مضيئة، في مشهد يلخص نجاح عرض « صنديدة » جماهيريا وفنيا .
لن نطيل الحديث لأن بعض الكلمات قد تعجز عن وصف سهرة من أجمل سهرات الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي دون مبالغة فرؤوف ماهر ذلك الفنان الذي اختار لنفسه طريقا خاصا سلكه بثبات قدم درسا في الفن والموسيقى المحملة بعديد الرسائل، موسيقى الوطن والإنسان والحب والفرح.

363365246_847297066764058_2962106744710536532_n
previous arrow
next arrow
363366467_847297150097383_3866714050493314440_n
363365246_847297066764058_2962106744710536532_n
363376313_847296796764085_706839885712540712_n
363446790_847296850097413_1347848418366529068_n
364102594_847297010097397_9038802682818569906_n
364040156_847297873430644_3300040427081297572_n
363981929_847297720097326_7890578775572590825_n
364029454_847297673430664_927842985146909553_n
363384595_847297620097336_3126231660833863605_n
previous arrow
next arrow

مهرجان قرطاج الدولي 2023: نجاح جماهيري منقطع النظير لنوردو في أول حظور له على مسرح قرطاج

« نوردو » واسمه الحقيقي مروان الجبالي، مغنّي وممثل وملحن وراقص أيضا، تلك هي الصفات التي اكتشفها جمهور الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي، الذي أقبل بأعداد غفيرة، الليلة الماضية (26 جويلية) على المسرح الروماني بقرطاج، لمتابعة عرض هذا المغني الشاب الذي سرعان ما سطع نجمه ليصبح واحدا من أكثر مغني الراب إنتاجا في تونس حيث أثبت في كل مرة أنه فنان متعدد المواهب، ويحتل المراتب الأولى مع كل أغنية جديدة يطلقها مثل « الأيام » وغيرها من الأغاني التي تحظى بمتابعة مكثّفة على اليوتيوب.

دام العرض حواليْ ساعتيْن، وتألف من مجموعة من الأغاني الخاصة بهذا الفنان الشاب الصاعد الذي اشتهر بأدائه الغنائي المتميّز، ولم يتوقف عند أسلوب موسيقي واحد، بل واضب على تطوير أدائه الغنائي وتنويعه، وهي أغان تصنّف ضمن نمط الأفروبوب (الموسيقى الشعبية الافريقية).

ووظف نوردو طاقاته الصوتية والموسيقية، فقدّم عملا فنيا متكاملا يجمع بين الموسيقى والغناء والكوريغرافيا. كما توفّرت فيه جميع مقوّمات العرض المتكامل أبرزها العناصر السينوغرافية. وصاحبته في هذا العمل مجموعة موسيقية تضمُ عازفين على الكمنجة والقيتار والباص والباتري إلى جانب آلات إيقاعية، بالإضافة إلى مجموعة من الراقصين عبّروا من خلال لوحاتهم الكوريغرافية عن مضمون الأغاني التي تنتصر للقيم الإنسانية الكونية السامية كالحرية والعدالة.

وأضفى نوردو على العرض مؤثرات بصريّة وجمالية بدت متناسقة مع الموسيقى المقدّمة. وأدّى رفقة جمهوره « عربوش » التي استهل بها الحفل واختتمه بها، إلى جانب باقة مختارة من أغانيه التي لاقت صدى جماهيريا واسعا على الأنترنت منها بالخصوص « غريبة » و »أنا والليل » و »في الامان » ودارو بينا » و »ليّام » و »وحش كلاني » و » »عينيّا » و »الأصحاب » و »يا دنيا ».

وبلغ إيقاع العرض ذروته مع أغاني « لا ماما » و »شوك العديان » و »عايش ليلي ». وواصل نوردو حفله بالحماس نفسه من بداية العرض إلى نهايته، منتشيا بالنجاح الجماهيري منقطع النظير في أوّل اختبار له على ركح المسرح الروماني بقرطاج. وهو جمهور لم يهدأ له بال على مدى العرض وظلّ يردّد جميع الأغاني دون استثناء بصوت قويّ وحماسيّ، فلعب وظيفة الكورال.

وعلّق نوردو على حفله في مهرجان قرطاج الدولي، خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض مباشرة، بالقول إن هذا الصعود على ركح المسرح الروماني بقرطاج لا يعني أن حلمه قد تحقق، « بل يظلّ الحلم مستمرّا لاعتلاء هذا الركح ومصافحة الجمهور بأغانٍ أكثر نجاحا ».

وقال أيضا إنه توقّع حضورا جماهيريا كبيرا للعرض لكن ليس إلى حدّ امتلاء جميع المقاعد واكتظاظ المدرّجات على آخرها.

ونفى نوردو في ختام الندوة الصحفية أيّ صلة لمهرجان قرطاج الدولي بالعطب الفني الذي طرأ على الصوت وجهاز المايكرفون خلال العرض، موضّحا أن مسؤولية العطب محمولة على عاتق الفريق التقني المرافق له.

وكانت تجربة المغني نوردو انطلقت سنة 2006 مع المجموعة التي حمل اسمها لاحقا. ورغم حلّ المجموعة ظل نوردو متمسكا بأحلامه الفنيّة. وفي سنة 2010 أدّى مع بلطي أغنية « زوفري » التي تعرضت ألى القرصنة، ورغم ذلك واصل مشواره فتعددت تجاربه وتنوعت. وكانت 2020 سنة فارقة في مسيرته، حيث حقّق نجاحا باهرا على الساحة الفنية بفضل أغنيته « يا دنيا » التي حصدت أكثر من 105 مليون مشاهدة و »عربوش » التي شاهدها 187 مليون شخصا على يوتيوب.

363751242_846173270209771_1370724629905761512_n
previous arrow
next arrow
363751242_846173270209771_1370724629905761512_n
363382499_846173146876450_905518485951408054_n
363763971_846173200209778_6174307685307526860_n
363781499_846173160209782_3892514609976248564_n
363284629_846171456876619_2322340549661477331_n
363411132_846171863543245_2176414136796690800_n
363757963_846171403543291_7261310483178229847_n
363436826_846171740209924_3804527659016533179_n
363454964_846171543543277_520149275086324628_n
previous arrow
next arrow

أحمد سعد يحقّق “يومه الحلو” على ركح مسرح قرطاج الأثري قرطاج

« إيه اليوم الحلو ده ؟ » يبدو أن يوم السبت 22 جويلية كان يوما أكثر من « حلو » في حياة ومسيرة الفنان المصري أحمد سعد، كيف لا وهو الذي اعترف بمجرّد صعوده على ركح قرطاج العظيم بتاريخه وبثقل الأسماء العربية والغربية التي اعتلته أنّ الغناء ضمن برمجة مهرجانه كان حلما انتظر سنوات ليراه واقعا مجسدا في سهرة اكتملت بها كل عناصر الجمال والدهشة، تلك الدهشة التي تملّكت أحمد سعد إلى حدّ البكاء وهو يرى جمهورا حضر بالآلاف سبقه في كلّ جملة موسيقية وكل مقطع من أغانيه.
ولأنه كان واقعا تحت تأثير ما حدث في حفله بمدينة بنزرت والجدل الكبير الذي أُثير بعده عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي فكانت رغبته ملحّة في كتابة صفحة جديدة مع تونس وجمهورها تبدأ من هذا المساء القرطاجني الجميل، فكان الاعتذار من المرأة التونسية في قائمة أولوياته وقدّمه بأسلوب فنّي راق: « أنا لو سألت عن الجمال قالولي هي، هي الأصل والاحترام والشهامة… سألت عن اسمها؟ قالولي تونسية ». اعتذار أنيق ليس لأنه تطاول على المرأة التونسية بل لأنه ظٌلم بتأويل خاطئ
نزل أحمد سعد على الدرج إلى ركح قرطاج الذي تصدّرت خلفيته شاشة عملاقة تعرض مقتطفات من أنجح كليباته على إيقاع أغنيته « سكوت… سكوت » متفاجئا بهذا الجمهور الغفير الذي استقبله بأنوار هواتفه راسما لوحة غاية في الانسجام « الحفل ليس لمن غنّى فيه بل لمن حظر بهذا الجمال وهذا المستوى… » مرة أخرى وبأسلوب مغاير يعرب ابن النيل عن سعاته بهذا الجمهور وقدرته على الغناء بصوت واحد وإيقاع مٌعدّل كما لو أنه كورال مصاحب لفرقته ذات العشرة عازفين، فرحة لا توصف وانفعالات لم يسبق له أن عاش مثلها سطّرت نقطة مضيئة في مسيرة أحمد سعد الذي اعترف أنه كان يتابع أخبار عروض فنيّة أقامها زملاؤه بمهرجان قرطاج منتظرا دوره ليتحقق الحلم وتكتمل سعادته.
« كل يوم بيفوت ويمشي » و »قادر أكمّل » و »يا عرّاف » و »وسّع وسّع » وأغنيات أخرى انتقاها من ألبوماته المختلفة أداها أحمد سعد مع جمهور سبقه إليها كلمة بكلمة ونغمة بنغمة ونفسا بنفس مما جعله يعتبر هذا الحفل تجربة فنيّة وإنسانية تركت في داخله أحلى الانطباعات « وكأن الجمهور يساندني بعد سوء التفاهم الذي حصل إثر حفل مدينة بنزرت ».
إلى جانب أغانيه الخاصة غنّى أحمد سعد لجمهور قرطاج « أكذب عليك » لوردة الجزائرية و »بحلم بلقاك » لذكرى محمد ومقطع من « ودارت الأيام » لأم كلثوم يرافقه نفس الكورال (الجمهور) الذي أدهشه على امتداد الحفل، تلك الدهشة التي تواصلت بعد السهرة وعبّر عنها خلال اللقاء الذي جمعه بممثلي وسائل الإعلام الوطنية والعربية « لأول مرة أواجه جمهورا يحفظ الأغاني أكثر من الفنان » وأضاف أن الأرقام شيء مهم في حياته والرقم الذي أضافه اليوم مهمّ جدا في مسيرته.
وفي سؤال وٌجّه له عن عدم غناءه بعامية تونسية أجاب أحمد سعد أن قامات فنيّة تونسية موجودة بالمشهد الدرامي والسينمائي المصري يتكلمون اللهجة المصرية بطلاقة، ولأنه يتجنّب الخطأ في النطق ويحرص على أن يكون ما يقدمه صحيحا وعد بأن يفعل ما بوسعه ليتقن العامية التونسية ويقدّم هدية خاصة لهذا الجمهور في مشروع قادم « أكون سعيدا لو غنيت بالتونسي » أمّا عن أغنية « باحلم بلقاك » للراحلة ذكرى فقد ذكر أنه قدمها من باب الحب الكبير لصوتها وكتحية لفنّها وعندما ردّدها معه الجمهور أحسّ أن روحها تحلّق فوق سماء قرطاج سعيدة « بنا ».
أكثر من مرة أكّد أحمد سعد أنه لم يسئ للمرأة التونسية وأن التحية التي قدّمها لها في بداية الحفل لم يقصد بها ردّ الاعتبار فهي امرأة مميزة وكرامتها من الثوابت التي لا يجب الاقتراب منها، بل كانت التحيّة لرفع الالتباس وتجاوز سوء الفهم الذي حصل منذ أسابيع.

362672105_844014627092302_1270651042874179748_n
previous arrow
next arrow
362682901_844014590425639_4639559767208970854_n
362890152_844014863758945_8049500980327865375_n
362900056_844014740425624_1565264649249336284_n
362672105_844014627092302_1270651042874179748_n
362695667_844014470425651_7308652089994530916_n
362922196_844014927092272_4598085049547446010_n
362691637_844014783758953_4739071720748544794_n
previous arrow
next arrow

لأوّل مرّة يعتلي ركح مسرح قرطاج.. الفنان مرتضى الفتيتي يكسب الرهان

طوابير طويلة تحولت مساء الاربعاء 19 جويلية الى المسرح الروماني بقرطاج قبل ساعات من انطلاق السهرة المشتركة التي جمعت الفنان التونسي مرتضى الفتيتي والفنان المغربي دوزي، أما الأجواء بساحة المسرح فكانت على غير العادة، الجميع يتسابق من أجل الظفر بمكان مناسب يمكنهم من الاستمتاع بسهرة عنوانها « كسب الرهان » .
« ليلة الجمهور » هكذا وصفها الفنان مرتضى الفتيتي الذي أطل بكامل أناقته مصحوبا بفرقته ومجموعة من الراقصين على درجة عالية من الحرفية والتناسق في الأداء .
على أنغام أغنية « أنا اللي بغيت »، استهل مرتضى الفتيتي الجزء المخصص له من السهرة، ليؤكد ويثبت منذ الوهلة الأولى شعبيته وجماهيريته، حيث تفاعل معه الجمهور بشكل كبير وردّد معه كلمات الأغنية عن ظهر قلب.
وبكلمات أغنيته « ما سمعوا كلامو » عاد مرتضى الفتيتي الى بداياته موجها تحية الى الملحن الطاهر القيزاني، ولأن كلمات هذه الأغنية تقول « غنّي معايا وردّد.. عمرو الذهب ما يصدّد » فمن الطبيعي أن يردّدها معه جمهوره الذي لم يخذله طيلة السهرة تصفيقا وهتافا ورقصا.
سهرة لم يدّخر فيها الفتيتي مجهودا، حيث اكتملت فيها كل مقومات النجاح من صوت قوّي وحضور ركحي متميز وكوريغرافيا متناسقة وتقنيات ضوئية متطورة حيث زيّنت شاشات عملاقة ركح المسرح وهنا نستحضر ما صرّح به الفتيتي خلال ندوته الصحفية حيث أكد أنه استعد جيّدا لهذه السهرة وأن حلمه سيتحقق بتقديم عرض يلبي انتظارات الجمهور وبالفعل كان الفتيتي وفيا لكل هذه الوعود .
وفي خطوة مفاجئة استقبل مرتضى على ركح قرطاج فنان الر اب سانفرا، الذي صاحبه في أداء أغنية « شدّة وتزول » قبل أن ينسحب ويفسح له المجال لمواصلة سهرته التي انتقل فيها من أغنية الى أخرى وقدم خلالها جديده الفني وهو عبارة عن أغنيتين الأولى « بورا بورا » والثانية « ما علاباليش » ومن ريبرتواره غنى الفتيتي  » 2000 كتاب »، وأغنية « رايدة » التي تجاوزت 20 مليون مشاهدة على قناته باليوتيوب، قبل أن يطلب من الجمهور انارة هواتفهم الجوالة على موسيقى « آه يا ليل » ليتحول مسرح قرطاج الى فسيفساء جميلة.
بهذه السهرة أثبت مرتضى الفتيتي أحقيته باعتلاء ركح مهرجان قرطاج الدولي وأنه فنان من طراز رفيع صنع لنفسه هوية فنية خارجة عن السائد، وأثبت أن للشباب مكانا على ركح قرطاج فقط لو توفرت فيهم العزيمة والإصرار والاجتهاد وحبّ الفنّ والتجديد .
غادر مرتضى الفتيتي المسرح على وقع تصفيق حار وهتافات باسمه بعد عرض لم يتجاوز ساعة من الزمن محملا ببطاقة عبور الى عالم الكبار، ليفسح المجال الى النجم المغربي صاحب الصيت العالمي دوزي .
قبل اعتلاء دوزي الركح، تم تقديم فقرة موسيقية شبابية أجّجت حماس الجمهور الذي لم يغادر المسرح الى نهاية الحفل.
بلباسه الرياضي المعتاد وحيويته اللافتة للنظر استهل الفنان المغربي دوزي الجزء الثاني من السهرة بأغنية  » أنا مغربي »، ونذكر أن هذه الأغنية عادت الى الصدارة بعد أزيد من تسع سنوات على طرحها وتخطت أرقاما قياسية في نسب الاستماع بكل دول العالم تزامنا مع الاحتفالات التي رافقت إنجازات المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال 2022 .
بطريقة لا تخلو من ذكاء شدّ دوزي جمهور قرطاج بحديثه عن اللهجة التونسية وتمكنه من تعلّم بعض الكلمات الصعبة قبل أن يهديهم أغنية الفنان عبد الوهاب الحناشي  » محبوبي مثلتك شجرة » التي رددها معه الجمهور.
دوزي الذي لم يعوّل على فرقة موسيقية وافرة العدد، أسر الحضور برقصه وحركاته وصوته القويّ وليزيد من حماس الجمهور استقبل معه على الركح « دي جي » الذي رافقه في مختلف أغانيه .
لم يكتف دوزي بريبرتواره الفني من  » مريمة » و »باختصار » و »حاسدو » و »شوف شوف » و »لعيون عينيا »، بل أدى بامتياز أغنية « هي هي » لصاحبتها الأصلية الحاجة الحمداوية والتي عرفت بها الفنانة المغربية « شاما » .
عبد الحفيظ الدوزي، الذي أكد خلال ندوته الصحفية أن اعتلاءه ركح مهرجان قرطاج الدولي تأخر كثيرا، أثبت مساء الأربعاء 19 جويلية أنه جدير بهذه السهرة وبهذا الركح .
ختاما نستحضر ما قاله جلال الدين الرومي  » دون حب .. كل الموسيقى ضجيج وكل الرقص جنون » ولأن الحب هو ما لمسناه في سهرة مرتضى الفتيتي ودوزي فلا موسيقاهما كانت ضجيجا ولا رقص الجمهور كان جنونا.

362200736_842372147256550_1989797383309954990_n
previous arrow
next arrow
362200736_842372147256550_1989797383309954990_n
361941105_842372137256551_5110335926346009970_n
361928841_842372433923188_6028386284859286401_n
362259368_842373013923130_3652777555672817995_n
362223718_842374547256310_8298367885776040100_n
362265550_842372197256545_6414740176411598259_n
361939725_842372040589894_1504638288105947795_n
362268827_842565933903838_7221813569662072885_n
361954721_842566003903831_4218165526010425512_n
362208476_842567397237025_4853130142511979037_n
362205349_842567313903700_295564916927544527_n
362217853_842372370589861_8608255216065632449_n
previous arrow
next arrow

برنامج الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي.. نجوم عرب وعالميّين في الموعد

تنتظم الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي من 14 جويلية إلى غاية 19 أوت 2023 وفق ما تمّ الإعلان عنه في الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”
وستكون البرمجة كالآتي:

الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي.. عرض “المحفل” في الافتتاح و”محمد حماقي” في الاختتام

عقدت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي ندوة صحفية للكشف عن تفاصيل الدورة 57 للدورة التي ستدور فعالياتها من 14 جويلية الى غاية 19 اوت 2023 وذلك يوم الخميس 06 جويلية 2023 بمتحف قرطاج.

بحضور عدد كبير من الصحفيين والفنانين وشركاء المهرجان انطلقت الندوة الصحفية التي أدارها الإعلامي مالك العوني بحضور هند المقراني المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية التي اكدّت في كلمتها على التجديد في هذه الدورة الذي سيكون من خلال الحلّة الجديدة التي ستكسو مسرح قرطاج من ديكور واضاءة .

وفي اطار دعم اللامركزية الثقافية قالت المقراني ان هذه الدورة ستواصل في البرنامج الوطني “شباب الجهات في مهرجاني قرطاج والحمامات ” ايمانا بحق شباب الجهات في مواكبة التظاهرات الثقافية والفنية الكبرى كما سينزل المهرجان لأول مرة ضيفا على مهرجان القصرين الدولي من خلال برمجة عروض عربية وعالمية في القصرين.

وفي ختام كلمتها وجهّت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات و التظاهرات الثقافية والفنية جزيل الشكر لكل الداعمين، المستشهرين و الشركاء الإعلاميين للمهرجان قبل ان تفسح المجال للسيد كمال الفرجاني مدير الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي .

وفي مداخلته قدّم كمال الفرجاني بعض الاحصائيات الخاصّة بالدورة الفارطة التي كانت حسب الأهداف المرسومة حيث نجحت المداخيل المرصودة من مداخيل التذاكر والداعمين و الشركاء في تغطية اغلب عقود الفنانين مشيرا الى ان العجز المالي كان ضعيفا جدا مقارنة بالسنوات السابقة.