لا خير في مسؤول كلف بالإشراف على جهاز ما أو إدارة و أهمل المسؤولية و ترك الاستخفاف يتحكم فيها سوا لعجز في أداء المهمة أو تقصير في الاجتهاد أو لغياب كلي للرغبة في أداء تلك المهمة … و مع الأسف كل السلبيات متوفرة حاليا و خاصة منذ بداية سنة 2011 لان المسؤوليات لم تعد تسند إلى أهل الكفاءة و الاختصاص و تتجسم المصيبة حين تسند إلى أشخاص يجهلون الحماس في أداء مهمة ما لان كل عمل يتطلب الحذر و الاندفاع و الإصرار على احترام بنود المسؤولية … و دخل العمل التلفزي مرحلة الإهمال منذ بداية القرن و كأن الدولة لم تجد التركيبة المثلى لبعث جهاز مقبول مثمر على الأقل بالنسبة للداخل فرغم التجهيزات العصرية و البناية الجديدة ازدادت دار لقمان انحدارا فحتى ( شريط الأنباء ) بقي في ثوب متواضع ثقيل صورة و محتوى و أحسن دليل على ضياع من يهمه أمر التلفزة كثرة التسميات. ثم جاء جانفي 2011 و تداخلت الأمور في بعضها و لم يعد الفشل فضيحة بعد أن استقر مقامه و أصبح من الصعب القضاء عليه… لكن يبقى الموجود يتطلب عناية و تركيزا حتى لا يغرق في الإهمال الكلي و ربما يتسرب إليه الفساد من ثقب ما و الإنسان ضعيف أمام الإغراء و يستسهل نسيان الأمانة و الحذر.
يؤكد من يشاهد القنوات المحلية أن القناة 2 منسية و مهملة تعرض من خلالها البرامج لسد الفراغ بل و يلاحظ أن الموضب المشرف على الإرسال يجد صعوبة في عرض ما بين يديه من برامج فيلجأ إلى الومضات إلى أن يمدوه بشيء ما و أحيانا يضطر إلى إعادة برنامج سبق عرضه في الصباح مثلا و لم يقع إعادته إلى مكتبة الأشرطة… و تمت الإشارة إلى عرض شريط ” سياحي ” عن منطقة في الوطن القبلي … شريط رديء من ناحية الانجاز يظهر انه تم لجهة ما و هذا ما يفسر الإصرار على تكرار بثه …إلى جانب البحث عن ظروف الانجاز و الحيطة واجبة احتوى على مشاهد مقرفة غاية في القذارة و في الجاهلية… مشاهد عن مشعوذ يبتلع الحشرات السامة و يتمدد على قطع الزجاج و ينفخ النار من فمه و يدخل إبرة طويلة في شدقيه … منظر مقرف يدل على انحطاط القرون الغابرة… أين المسؤول الذي يراقب البرمجة من حيث الجودة و الفائدة؟ … مشهد يسيء إلى تونس و كأن هناك من يعمل على تلطيخ صورة البلاد…
يا سلطة … من واجب الدولة ان تسهر على حسن سير العمل في كل المؤسسات … الاهمال ممنوع و يسهل عمليات الاستخفاف و الاستهزاء و كانت تونس شنت عملية نظافة كبرى ضد المشعوذين و حركاتهم القذرة لكن هناك من الجهلة من بقي يعيش بمنطق القرون الغابرة.