نحن اليوم امام تحديات كبيرة…

استضاف برنامج «L’Expert ” في حلقته الخامسة عشر من الموسم الخامس الذي يبث على قناة « تونسنا « مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن اخر المستجدات في عالم المال والاعمال وعن التحديات الاقتصادية والمالية للحكومة القادمة وفيما يلي نص الحوار:

السيد رضا الاحول: وزير سابق للتجارة

أرى ان الوضع الحالي صعب وصعب جدا وخاصة الوضع المالي والاقتصادي. وبالنسبة للوضع المالي فان السيد رئيس الحكومة المكلف سيجد امامه 4 ألاف ملياردينار في الشهر يجب الحصول عليها وثانيا الدين الأجنبي كبير جدا وتجاوز تقريبا نسبة 100 بالمائة بالنسبة للناتج الداخلي الإجمالي وكذلك وصل دين الدولة تقريبا الى75 بالمائة من الناتج الإجمالي دون اعتبار المؤسسات العمومية وهذا خطير جدا لأننا نعرف ان الخط يصبح احمرا عندما يتجاوز نسبة 60 بالمائة والمؤسسات العمومية عرفت سنة 2014 خسائر تقريبا ب3 الاف ملياردينار وفي سنة 2018 خسائر ب 10 الاف مليار فكيف سنصلح من شأن المؤسسات العمومية؟ وإضافة الى ذلك نجد العجز التجاري الذي أصبح لا يطاق في السنوات الأخيرة والذي وصل الى 20 ألف مليار وأتذكر انه في سنة 2015 كان في حدود 12 مليار. والى جانب ذلك نجد نسبة تضخم عالية وعالية جدا ونحن نتحدث فرحين عن نسبة 6.4 او 6.5 بالمائة وأتذكر هنا اننا وصلنا الى 3.3 بالمائة في جانفي 2016 وكان هناك تواصل وكان بإمكاننا تحقيق نسبة أفضل من تلك النسبة.

وفيما يخص الصناديق الأجنبية سواء كان الاتحاد الأوروبي او صندوق النقد الدولي او البنك الدولي غير مستعدين لتقديم الاعانة لتونس وحتى انه هناك تعليق من صندوق النقد الدولي حول 3500 مليار التي سيعطيها لهذه الحكومة وهنا امام رئيس الحكومة المكلف نجد شهر افريل الذي تقع فيه اجتماعات في واشنطن ولابد هنا من ان يكون لدينا فريق قوي يمكنه المناقشة حتى نتمكن من تحسين وضعيتنا الاقتصادية.

وكل هذا يجعلنا امام تحديات كبيرة جدا ونحن بحاجة الى أناس اكفاء وفريق كفء يستطيع المنافسة وهناك كذلك اتفاقية التبادل الشامل الحر و المعمق مع الاتحاد الأوروبي ولذلك لابد لكل عنصر ان ندرسه على حدّة واتذكر اني قلت امام كل المنظمات ومجلس النواب انه لا سبيل من الدخول في المفاوضات ونحن خاسرين مباشرة لأنه يجب الاخذ بعين الاعتبار نسبة التنمية بين الاتحاد الأوروبي وتونس وكذلك الاخذ بعين الاعتبار الحراك بين الدول وكذلك الاخذ بعين الاعتبار قطاع الفلاحة والمنتوجات الفلاحية وهنا نحن لسنا بحاجة الى التوجه مباشرة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي الا بعد تحسين وضعيتنا ويوجد حقيقة بعض العناصر التي كنا ناجحين بها وحتى التشاريع متقاربة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي ويمكن ان نتفاوض فيها ولكن يوجد عناصر لا يمكننا التفاوض فيها لأننا نعرف اننا سنخسر المفاوضات فيها.

وأؤكد هنا على ضرورة وجود الفريق الكفء الذي سيناقش سواء في واشنطن او هنا ولابد من ان يكون فريقا متكاملا يتكون من عدة خبراء وفاعلين اقتصاديين وعندما نتحدث هنا عن نسبة التنمية في سنة 2015 والتي كانت 3.3 بالمائة فانه ليس وزير التجارة فقط من قام بتحقيقها وإنما الفريق المرافق له وكذلك وزراء الحكومة.

وهنا اريد ان أكون متفائلا بالنسبة للمستقبل، فسيتم قريبا تكوين الحكومة وبعد ذلك يجب على كل وزير وكل رئيس ان لا يفكر في مستقبله السياسي قبل ان يفكر في البلاد والمآل الذي ستذهب اليه البلاد وعند اخذ الموافقة على الحكومة من قبل مجلس نواب الشعب يجب إعادة النظر في ميزانية الدولة مباشرة والمصادقة عليها من جديد من طرف المجلس لأنها ميزانية ووثيقة محاسبتيه لا اكثر ولا اقل اذ لا نرى فيها توجهات للبلاد او استراتيجية مرسومة واضحة لذلك يجب ان يكون هناك تنسيق وجلسات مستمرة تكون بين كافة الوزراء وفي المجلس الوزاري وفي مجلس الوزراء المضيق حتى نستطيع ان نشعر او نرى وجود شيء هام في الميزانية وتحتوي على استراتيجية دولة.

وأتذكر هنا اننا في ميزانية سنة 2016 قمنا بتحضير هدف كان متمثلا في مقاومة الاقتصاد الموازي ولذلك عملنا على تخفيض الآداءات ويوجد بعض المنتوجات التي خفضنا في آداءاتها وكان لها أثر إيجابي على الاقتصاد الموازي وفي ان واحد على موارد الدولة.

وفي الختام، اعيد القول ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي صعب جدا ولكن يجب ان نتحلى بالتفاؤل ونتمنى ان يكوّن رئيس الحكومة المكلف فريقا مقتدر ومتكامل وعلى كل وزير تحضير برنامج متكامل حتى ننهض ببلادنا.

Read Previous

الياس الفخفاخ لديه المؤهلات اللازمة لتكوين حكومة سياسية ذات كفاءة

Read Next

على السيد رئيس الحكومة ان يكون واضح الرؤية

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular

آخر الأخبار