نجيب حشانة:مراكز التفكير قوة ضغط مستقبلية

تعتبر مراكز التفكير خزانا ومصنعا و مختبرا.. للأفكار و الرؤى الجديدة و العصرية، التي تنأى بناء عن كل ما هو عادي، إلى ما هو بدعة جديدة و غير مسبوقة… كل هذه السمات تجعل من الأفكار الجديدة ذات جدوى و فاعلية مؤكدة.

مراكز التفكير عبارة عن مجموعة من الخبراء المتجمعين صلب هيكل، لا ينتمي للدولة و ليست له صيغة ربحية، و تتمثل مهمته الأساسية في إنتاج أفكار جديدة، و إعداد أطروحات و مقترحات في شتى المجالات، و يعمل هؤلاء الخبراء على ربط ما ينجزونه من بحوث بالمجال السياسي و البيئي و العسكري و الأمني و الإقتصادي و الثقافي… مع الحرص على إعطاء الدقة و الصرامة الأكاديمية في معالجة القضايا المطروحة، و أخذا بالإعتبار لكل الإكراهات التي يفرضها عالم السياسة.

مراكز التفكير في تونس ظاهرة جديدة، خاصة بعد فترة 2011، لأنها مرتبطة بالديمقراطية و الحرية، و مراكز التفكير لا يمكن أن تطور بدون وجود الديمقراطية و الحرية، لذلك نجد النسبة الأعلى لهذه المراكز متواجدة بأمريكا، بما يقارب الألفي مركزا نجد منها 400 بالعاصمة، ذلك أن واشنطن تزخر بالحرية و الجميع فيها يعبرون عن آرائهم بكل أريحية… و هذا يؤدي بالضرورة إلى خلق المبادرة و صناعة الأفكار. أما بالنسبة لتونس فقد دخلت بعد فترة 2011 مرحلة بناء مراكز التفكير، و لم نصل بعد إلى مرحلة ممارسة الضغط على عالم المال و الصناعة.. و سيكون لتونس مستقبلا نسيج متين و قوي و معترف به، لتكون بذلك كلمته و آراؤه مسموعة.

الطبقة السياسية ضد الأفكار الجديدة

تعود السياسيون على الأفكار القديمة و الروتينية، حتى أنهم أصبحوا يخافون كل ما هو جديد و مخالف.. يزعجهم جدا الإختلاف في الرأي، في حين أن هذا الإختلاف ثراء… كل هذا يجعل من السياسي غير مهيئ لتقبل حرية المبادرة. لذلك ترى هذه الفئة أن مراكز التفكير بمثابة الحاجز و العقبة أمام ديمومتهم في السلطة.

Read Previous

هيكل المكي: “أنا مع قيس سعيّد وبدون تردد وبكل فخر أنتمي إلى الفريق الاجتماعي السيادي”

Read Next

وليد بالحاج عمر: تعدد مراكز التفكير دليل على قوة الديمقراطية

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular

آخر الأخبار