هل تخيلت يوما ما وجود شخصا خارقا، تحاوره وتسأله فيرد عليك بإجابات علمية محددة في ثوان، أو أن تطلب منه مثلا أن يألف لك كتابا أو شعرا أو موضوعا انشائيا، أو أن يترجم ويجيب على أسئلة علمية معقدة، فيقوم بالأمر بدقة بالغة في ثوان معدودة؟ روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” والذي صنعته شركة “أوبن أي آي” يستطيع القيام بكل ذلك، ما جعل عدد مستخدميه يصل في غضون ستين يوما إلى مئة مليون شخص، ليصبح التطبيق الأسرع نموًا في التاريخ وفقاً لدراسة بحثية من البنك السويسري “يو بي اس”.
“إنه أشبه بنسخة من مصباح علاء الدين”، هكذا وصفته صحيفة “اندبندنت عربية” والتي قالت:” يمكن لـ”تشات جي بي تي” الرد على الأسئلة المعقدة وتقديم إجابات شاملة، ميزته توليد استجابات تشبه تلك التي يقدمها البشر، كذلك يمكنه أن يقدم إجابات طبيعية للأسئلة بنبرة محادثة، وفي مقدوره أن يكتب قصائد شعرية، قصة، مقالا أو منشورا، وأن يترجم نصوصا ويصححها، ويقترح كلمات للأغاني ونغمات”.
منافس قوي لمحركات البحث
“تشات جي بي تي” يختلف كليا عن محركات البحث كونه يسعى لتقديم أجوبة شاملة لما تسأله في المحادثة نفسها، على عكس محركات البحث التي تحيلك إلى مواقع أخرى تساعدك على الإجابة على السؤال عبر عرض مجموعة من الروابط لمواقع مختلفة. كما يمكن ل” تشات جي بي تي” الحفاظ على السياق وتذكر أسئلتك السابقة وأخذها مع أجوبتها في عين الاعتبار عند الإجابة على الأسئلة اللاحقة. كل ذلك جعل من “تشات جي بي تي” منافسا قويا لمحركات البحث، والتي بدورها تقوم بتطوير روبوتات دردشة تفاعلية لتمكينها من تقديم خدمات مماثلة لمستخدميها، مثل روبوت “بارد” من تطوير شركة جوجل وروبوت “بينج” من تطوير شركة ميكروسوفت.
القدرة على اجتياز الامتحانات المهنية والاختبارات الدراسية
نجح “تشات جي بي تي” ليس فقط في القيام بأعمال عديدة مثل ترجمة النصوص وتأليف الكتب والأشعار وتقديم المئات من وصفات الطعام وكتابة البرمجيات، ولكنه نجح أيضا في الاختبارات الدراسية من المرحلة الابتدائية إلى اجتياز امتحان الترخيص الطبي الأمريكي. وهو ما ركزت عليه “سي أن أن” في تناولها ل “تشات جي بي تي” وقالت:” رغم توفّر برامج الذكاء الاصطناعي منذ فترة، إلا أن هذا البرنامج أثار الكثير من الاهتمام لدرجة أن الممارسات الطبية، والجمعيات المهنية، والمجلات الطبية قد أنشأت فرق عمل لمعرفة كيف يمكن أن تكون مفيدة، وفهم القيود والمخاوف الأخلاقية التي قد تسببها”.
تحذير من سوء الاستخدام
صحيفة “الشرق الأوسط” استعرضت بعض مخاطر استخدام “الاختراع المعجزة”، ونقلت تحذير علماء من إمكانية أن يسهم «تشات جي بي تي» في انتشار الأخبار الزائفة، “بينما يشير خبراء إلى فائدة تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل عام في تسريع عملية تدقيق المحتوى، إلا أنهم يخشون من أن يكون لنظام «تشات جي بي تي» دور في زيادة نشر المعلومات الزائفة، لا سيما مع تقديمها في قوالب عالية الجودة، ما يجعل من الصعب تدقيقها”.
الصين تلجأ للحظر
المخاوف من التقنية الجديدة دعت الصين إلى اللجوء إلى سلاح الحظر، وفقا ل”قناة روسيا اليوم”، التي نقلت بدورها عن الصحف الصينية قرار حجب الوصول إلى “تشات جي بي تي”، “السلطات المنظمة لعمل الإنترنت في الصين أعطت توجيهاتها لشركات التقنية الرائدة في البلاد بعدم تقديم خدمات ChatGPT للعملاء، وسط مخاوف متزايدة في بكين من ردود روبوتات الدردشة غير الخاضعة للرقابة، والتي يمكنها التعامل مع مختلف أنواع أسئلة المستخدمين”