الخسارة مرّة لكن هل من حقّ التونسيين أن يهاجموا أنس جابر بهذه الطريقة ؟؟؟

من أغرب ما نجد عند التونسيين أنهم يتحوّلون مع الأحداث إلى خبراء ومحللين في السياسة والرياضة والمناخ والتاريخ والجغرافيا والدين وكل شيء تقريبا مع أن أغلبهم لا يعرف شيئا عن الميدان الذي ” يفتي  ” فيه.
 وأكبر مثال على ذلك أن 12 مليون تونسي تحوّلوا بعد خسارة  أُنس جابر نهائي بطولة ويمبلدون  للمرة الثانية على التوالي   ضدّ  التشيكية ماركيتا  إلى خبراء و ” فقهاء ” في  الكرة الصفراء والحال أن أغلبهم لا يعرف حتى شكلها.
الخسارة ” موجعة ” دون شكّ لأنها لم تكن نتيجة قوّة المنافسة وتفوّقها بل نتيجة ارتباك أنس جابر وارتكاب العديد من الأخطاء جعلتها تسجّل النقاط ضدّ نفسها ولم تكن منافستها هي التي سجّلت تلك النقاط… أو بمعنى آخر فقد هزمت أنس جابر نفسها بنفسها ولم يهزمها  أحد.
ولا شكّ أنه من المنطقي  يغضب التونسيون جميعا  وأن يلوموا  أنس جابر لأنها فرّطت في فرصة  قد لا تتكرّر   لكن الأكيد أيضا أن ننتقد بهدوء بعيدا عن التشنّج والخروج عن النص أحيانا.
ولعلّ ما حققته أنس جابر ليس من السهل على أي لاعب أو لاعب ينتمي إلى بلد ليس فيه تقاليد عريقة لهذه الرياضة  أن يصل إلى المستوى الذي بلغته أنس جابر وأن يصبح في بضع سنوات قادرة على مقارعة ” كبار اللعبة ” في العالم.
و أنس جابر ” صنعت ” نفسها بنفسها مثلما نقول في مثلنا الشعبي.وحتى الدولة فقد  ركبت  القطار وهو يسير  ولم تساعدها إلا  بصفة متأخّرة .
وعلى هذا الأساس نرى أنه  من العيب أن يشنّ مئات الآلاف من التونسيين هجمات عنيفة على أنس جابر  وأن يصفها بعضهم بأنها فاشلة والحال أنه  لم يلمس في حياته كرة مضرب ولو بالصدفة.
 وبكل تأكيد وبعد أن نعترف بأن  الرياضة فيها الربح وفيها الخسارة يجب أن نقرّ بأن أنس جابر غيّرت نظرة التونسيين نحو رياضة  التنّس ونقلتها من  ” رياضة بورجوازية ” إلى  رياضة شعبية. وأنس جابر عرّفت بتونس  كأفضل ما يكون في كافة أنحاء العالم والحال أن  مؤسسات الدولة لم تنجح منذ الاستقلال في ما نجحت فيه أنس جابر في بضعة أعوام.
وقد فرضت أنس جابر على  الإعلام الغربي   المنحاز عادة أن يحترمها وأن يحكي عنها بكل احترام وأن يدعوها ليسمع منها وأن يقول عنها إنها بطلة تونسية فرضت نفسها على  الجميع وبات لها اسم بين كبيرات اللعبة. وقد ” وحّدت ” أنس جابر العرب أكثر ممّا تفعله جامعة الدول العربيّة منذ  أكثر من 60 عاما.
وأنس جابر تنفرد  برقم قياسي إذ تعد أول لاعبة عربية وإفريقية تحقق مركز الوصافة 3 مرات في أكبر بطولات لعبة كرة المضرب وخلال عامين فقط.
ومثلما  نريد لأنس جابر أن تفوز بهذا اللقب  العنيد  نريد من التونسيين  كذلك أن يقبلوا  بأحكام الرياضة ومنها الفوز والهزيمة . ولعلّ ما لم يتحقّق اليوم يتحقّق غدا لبطلتنا التونسية أنس جابر… وغيرها من البطلات والأبطال.

Read Previous

Explaining the Rules of Tam Cuc Card Game at 82lottery (2)

Read Next

 ميسي ” يسلع ” في ميامي دون حماية والمعجبون يطلقون الدعوات لتوظيف حرّاس شخصيين

Most Popular

آخر الأخبار