على خلاف العادة، حرصت حماس هذه المرة على أن تكون ضربتها الموجهة نحو الكيان الغاصب و المحتل دقيقة جدا.
فكيف نجح بعض الجنود من حاملي الأسلحة البدائية في مباغتة أحد أقوى الأجهزة الإستخباراتية في العالم؟
* تدمير أبراج الإتصالات لإرباك العدو
ركز الهجوم في بدايته على عدد من أبراج الاتصالات المتواجدة قرب حدود غزة، في عملية وصفتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بـ”الأكثر تطورا حتى الآن لتعطيل البنية التحتية في المنطقة”.
ويبدو أن استهداف هذه الأبراج كان ضروريا بالنسبة لحماس، تمهيدا لعمليات تسلل غير مسبوقة إلى الداخل الإسرائيلي.
و استهدفت حماس صباح السبت 4 أبراج اتصالات وأبراج مراقبة أخرى قرب غزة، وذلك ضمن المرحلة الأولى من هجومها عبر الحدود على إسرائيل، و هو ما كان له بالغ الأثر في تمكن مسلحي حماس من الدخول إلى أرض العدو و الفتك ب1200 جندي.
بمجرد تدمير تلك البروج تم تعطيل الإتصالات و مهمة المراقبة الإسرائيلية، مما عتم على الكيان و صعب عليه معرفة ما يحدث في تلك المنطقة.
* تقدم قوات حماس و انتشارها داخل إسرائيل
ساهمت الخطوة الأولى – تدمير أبراج الإتصالات و المراقبة – في تمكن قوات حماس من اقتحام البر الإسرائيلي و توجيه ضربات عميقة للإسرائيليين في عقر دارهم،
حيث اجتاح مئات من المقاتلين من حماس والجهاد الإسلامي مستوطنات غلاف غزة، وسيطروا على عشرات المنازل والنقاط العسكرية الإسرائيلية، و في اليوم الأول للهجوم تمكنت قوات حماس من السيطرة على 10 مستوطنات إسرائيلية، بما في ذلك مستوطنة كيبوتس نير آم، حيث احتجزوا ما يقرب من 100 إسرائيلي كرهائن. كما تمكنت حماس من الوصول إلى مطار ديمونا، وهو مطار عسكري إسرائيلي مهم، حيث دمرت طائرات حماس عددًا من الطائرات الإسرائيلية.
كان تقدم قوات حماس داخل إسرائيل غير مسبوق حيث تمكنت من السيطرة على عدد من المستوطنات الإسرائيلية المهمة. ومع ذلك تمكنت إسرائيل من استعادة السيطرة على معظم المستوطنات التي احتلتها حماس.
من المرجح أن يكون لهجوم حماس تداعيات كبيرة على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فقد أظهر الهجوم أن حماس لديها القدرة على شن هجمات مفاجئة داخل إسرائيل، مما يشكل تهديدًا جديدًا للأمن الإسرائيلي.
بلال بوعلي