لطالما حامت الشكوك حول تأثير الهواتف المحمولة على صحتنا، خاصة فيما يتعلق بزيادة خطر الإصابة بسرطان المخ. هذه المخاوف دفعت العديد من الباحثين والمنظمات الصحية إلى إجراء دراسات مكثفة لتقييم هذه العلاقة.
الآن وبعد سنوات من البحث تأتي دراسة جديدة من منظمة الصحة العالمية لتبدد هذه المخاوف وتؤكد عدم وجود صلة بين استخدام الهواتف المحمولة والإصابة بسرطان المخ. هذه النتائج تأتي بعد تحليل شامل لـ 63 دراسة سابقة، شملت ملايين الأشخاص حول العالم.
* ما الذي يجعل هذه الدراسة مختلفة؟
الشمولية: شملت الدراسة مجموعة واسعة من الدراسات السابقة، مما زاد من قوة النتائج.
المدة: غطت الدراسات التي تم تحليلها فترات زمنية طويلة، مما سمح بتقييم التأثيرات طويلة الأمد لاستخدام الهواتف المحمولة.
التنوع: شملت الدراسة مختلف أنواع الهواتف المحمولة وترددات الإشعاع، مما يجعل النتائج قابلة للتطبيق على مجموعة واسعة من المستخدمين.
* ما الذي يجب أن نعرفه عن تصنيف الإشعاع الصادر عن الهواتف المحمولة؟
على الرغم من أن هذه الدراسة وغيرها تؤكد سلامة استخدام الهواتف المحمولة، إلا أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان تصنف الإشعاع الصادر عن الهواتف المحمولة على أنه “يحتمل أن يكون مسرطناً”.
هذا التصنيف يعني أن هناك بعض الأدلة، وإن كانت محدودة، تشير إلى وجود علاقة محتملة بين هذا النوع من الإشعاع وبعض أنواع السرطان. ومع ذلك فإن الدراسات الحديثة، بما في ذلك الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن هذه المخاطر إن وجدت ضئيلة جداً.
تؤكد الدراسة الجديدة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن استخدام الهواتف المحمولة لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان المخ. هذه النتائج طال انتظارها من قبل ملايين المستخدمين حول العالم، وتساهم في طمأنتهم بشأن سلامة استخدام هذه الأجهزة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
بلال بوعلي