تشهد تونس شأنها شأن العديد من الدول، تحولات عالمية متسارعة ومتشابكة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مختلف جوانب حياتها. هذه التحولات التي تتراوح بين التطور التكنولوجي والصراعات الجيوسياسية، تطرح تحديات كبيرة على تونس، لكنها تقدم في الوقت نفسه فرصًا للنهوض والتنمية.
سنكشف من خلال هذا الطرح موقع تونس في الخارطة العالمية، من خلال تسليط نظرة على دور الوساطة إذ يمكن لتونس أن تلعب دورًا مهمًا في الوساطة لحل النزاعات الإقليمية، نظرا إلى تاريخها في هذا المجال.
في عالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، يتعين على تونس أن تراجع حساباتها وتحدد مسارها بعناية فائقة. تتقاطع هذه التحولات العالمية مع تحديات داخلية متراكمة، مما يضع البلاد أمام مفترق طرق حاسم.
التحديات التي تواجه تونس
تواجه تونس مجموعة من التحديات المعقدة، أبرزها:
الأزمة الاقتصادية: تعاني تونس من أزمة اقتصادية خانقة، تتمثل في ارتفاع الدين العام، وتضخم الأسعار، وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع النمو الاقتصادي. هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين وتحد من قدرة الدولة على الاستثمار في القطاعات الحيوية.
التحديات السياسية: تشهد الساحة السياسية التونسية حالة من الاستقطاب والتنافس الحاد بين مختلف الأطراف، مما يعرقل عملية صنع القرار ويؤثر على الاستقرار السياسي.
الهجرة غير الشرعية: تمثل الهجرة غير الشرعية تحدياً أمنياً واقتصادياً كبيراً لتونس، وتؤثر على علاقتها بالدول الأوروبية.
التحولات الاجتماعية: تشهد تونس تحولات اجتماعية سريعة، مثل التغيرات الديموغرافية والتغيرات في القيم والأعراف، مما يفرض تحديات جديدة على صناع القرار.
التغيرات المناخية: تؤثر التغيرات المناخية بشكل مباشر على تونس، من خلال تزايد حدة الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتدهور الأراضي الزراعية.
الفرص المتاحة لتونس
على الرغم من هذه التحديات، تملك تونس فرصاً كبيرة للاستفادة من التحولات الجارية في النظام الدولي، أهمها:
الموقع الجيوستراتيجي: تتمتع تونس بموقع جيوستراتيجي متميز يجعلها حلقة وصل بين شمال إفريقيا وأوروبا، مما يمنحها دوراً محورياً في المنطقة.
الموارد البشرية: تتميز تونس بموارد بشرية مؤهلة وشابة، تشكل رصيداً هاماً للتنمية المستدامة.
الثقافة التونسية: تتمتع تونس بتاريخ طويل من الحضارة والتسامح، مما يجعلها شريكاً موثوقاً به في المنطقة والعالم.
الانتقال الديمقراطي: رغم التحديات التي تواجهها، تبقى تونس نموذجاً للانتقال الديمقراطي في المنطقة العربية، مما يجعلها محط أنظار المجتمع الدولي.
لتجاوز هذه التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة، يتعين اتخاذ مجموعة من الإجراءات الشاملة، من بينها:
-
إصلاح الاقتصاد:
يجب على تونس تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة لتعزيز النمو وخلق فرص العمل، مع التركيز على دعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار.
-
تعزيز الحوار الوطني:
يجب على الأطراف السياسية التونسية فتح حوار وطني شامل لبناء توافق حول القضايا الأساسية.
-
مكافحة الفساد:
يجب على تونس مكافحة الفساد بكل أشكاله، لتعزيز الثقة في المؤسسات وتعزيز النمو الاقتصادي.
-
تنويع الشراكات:
يجب على تونس تنويع شراكاتها الاقتصادية والسياسية، وعدم الاعتماد على طرف واحد.
-
الاستثمار في التعليم والتكوين:
يجب على تونس الاستثمار في التعليم والتكوين لبناء اقتصاد المعرفة.
-
تعزيز التعاون الإقليمي:
يجب على تونس تعزيز التعاون الإقليمي مع دول المغرب العربي، خاصة في المجالات الاقتصادية والأمنية.
-
التكيف مع التغيرات المناخية:
يجب على تونس وضع استراتيجية وطنية للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية البيئة.
تواجه تونس تحديات كبيرة في ظل التحولات الجارية في النظام الدولي، ولكنها تمتلك أيضاً فرصاً كبيرة لتحقيق التنمية والاستقرار. يتطلب ذلك تضافر جهود جميع الأطراف وتبني رؤية مشتركة لمستقبل تونس.
نحو تونس رقمية: استراتيجيات وتطلعات في ظل التغيرات العالمية
يشهد العالم تحولاً جذرياً بفعل الثورة الرقمية، التي تغير أنماط الحياة والعمل والتفاعل الاجتماعي. وفي هذا السياق، تسعى تونس جاهدة للانخراط في هذا التحول، إيماناً بأهميته في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تتبنى تونس استراتيجية شاملة للرقمنة تهدف إلى بناء اقتصاد رقمي مزدهر، وتحسين الخدمات الحكومية، وتمكين المواطنين من شتى الخدمات الرقمية.
-
الأبعاد الاستراتيجية للتحول الرقمي في تونس
البنية التحتية الرقمية: تشهد تونس استثمارات متزايدة في توسيع نطاق شبكات الإنترنت، وتحديث البنية الأساسية للاتصالات، وبناء مراكز البيانات…
المشروع الوطني للبنية التحتية الرقمية “فايبر تونس” يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث يهدف إلى توفير تغطية بالإنترنت فائقة السرعة في جميع أنحاء البلاد.
الحوكمة الرقمية: تسعى تونس جاهدة لتبسيط الإجراءات الحكومية، وتوفير الخدمات الحكومية عبر الإنترنت، وتعزيز الشفافية والمساءلة. منصة “تونس الرقمية” تمثل نموذجاً لهذه الجهود، حيث توفر مجموعة واسعة من الخدمات الحكومية للمواطنين والشركات عبر الإنترنت.
الاقتصاد الرقمي: تشجع تونس ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا، وتدعم نمو الشركات الناشئة، وتطوير الصناعات الرقمية…
تم إنشاء العديد من الحاضنات ومسرعات الأعمال لتوفير الدعم للشركات الناشئة، كما يتم تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات لتشجيع الابتكار في مجال التكنولوجيا.
الموارد البشرية: تولي تونس اهتماماً كبيراً بتطوير الكفاءات الرقمية، وتوفير برامج تدريبية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تعمل على تعزيز البحث العلمي في هذا المجال من خلال دعم الجامعات والمراكز البحثية.
الأمن السيبراني: تدرك تونس أهمية حماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات الإلكترونية، وتعمل على تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بالأمن السيبراني، وبناء القدرات الوطنية في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية.
-
التحديات التي تواجه التحول الرقمي في تونس
الفجوة الرقمية: لا تزال هناك فجوة رقمية بين المناطق الحضرية والريفية، وبين مختلف الفئات الاجتماعية، مما يتطلب بذل المزيد من الجهود لتوفير الوصول إلى الإنترنت والخدمات الرقمية لجميع المواطنين.
نقص الكفاءات: تعاني تونس من نقص في الخبرات والكفاءات الرقمية اللازمة لدفع عجلة التحول الرقمي، مما يتطلب الاستثمار في التعليم والتدريب.
التحديات التمويلية: تحتاج تونس إلى توفير الموارد المالية اللازمة للاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير المشاريع الرقمية.
المقاومة الثقافية والتغيير: تواجه تونس تحديات في تغيير العادات والتقاليد المرتبطة بالعمل والإدارة، مما يتطلب توعية المجتمع بأهمية التحول الرقمي.
-
الفرص المتاحة
يمثل التحول الرقمي في تونس فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يساهم التحول الرقمي في خلق فرص عمل جديدة في القطاعات الرقمية، مما يساعد على الحد من البطالة.
يمكن للتحول الرقمي أن يساهم في تحسين جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين، وزيادة كفاءة الإدارة العامة.
هذا و يعزز التحول الرقمي تنافسية الاقتصاد التونسي على الصعيد الدولي، ويساهم في جذب الاستثمارات وتطوير الصادرات.
-
دور القطاع الخاص
يلعب القطاع الخاص دوراً حيوياً في دفع عجلة التحول الرقمي في تونس.
تشجع الحكومة التونسية الشركات الناشئة على الابتكار وتطوير الحلول الرقمية، كما تدعم الشركات الكبرى على تبني التقنيات الرقمية في عملياتها. كما يعمل القطاع الخاص على تعزيز التعاون مع القطاع العام لتسريع وتيرة التحول الرقمي.
ركائز الاستراتيجية الوطنية للرقمنة مبادرات محددة
-
برنامج “تونس الناشئة”
يهدف هذا البرنامج إلى دعم رواد الأعمال الشباب وتوفير بيئة محفزة لنمو الشركات الناشئة، من خلال توفير التمويل والاستشارات والتدريب.
-
الذكاء الاصطناعي
تسعى تونس إلى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مثل الصحة والزراعة والصناعة، لتحسين الكفاءة والإنتاجية.
-
الأمن السيبراني
تعطي تونس الأولوية للأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات الإلكترونية.
الأمن السيبراني.. تحصينات صامدة في وجه التهديدات المتزايدة
يشهد العالم تزايداً ملحوظاً في الهجمات السيبرانية، مما يجعل الأمن السيبراني أولوية قصوى للدول والمؤسسات. وفي هذا السياق، تبذل تونس جهوداً كبيرة لحماية بنيتها التحتية الرقمية من هذه التهديدات.
أثبتت تونس قدرتها على التصدي للهجمات السيبرانية المعقدة، كما حدث مع المنصة الخاصة بالاستشارة الوطنية التي تعرضت لأكثر من 120 ألف محاولة اختراق، إلا أن أنظمة الأمن السيبراني المتطورة تمكنت من إحباطها بنجاح.
تعتمد تونس على أحدث التقنيات في تحليل البيانات، مثل الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية، لتحليل كميات هائلة من البيانات التي يتم جمعها من خلال المنصات الرقمية، مما يساعد في اكتشاف التهديدات المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
التوقيع الإلكتروني: نقلة نوعية نحو الإدارة الرقمية في تونس
يشهد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تونس تطورات متسارعة، حيث تسعى الحكومة جاهدة إلى رقمنة الإجراءات الإدارية وتبسيطها. وفي هذا السياق، يأتي مشروع الهوية الرقمية والتوقيع الإلكتروني كخطوة حاسمة نحو تحقيق هذا الهدف.
الهوية الرقمية والتوقيع الإلكتروني: ركيزة أساسية للتحول الرقمي
يمثل مشروع الهوية الرقمية والتوقيع الإلكتروني ركيزة أساسية للاستراتيجية الوطنية للرقمنة في تونس. حيث يهدف هذا المشروع إلى:
توحيد وتبسيط الإجراءات: من خلال توفير هوية رقمية موحدة لكل مواطن، يتمكن المستخدم من الدخول إلى مختلف الخدمات الحكومية الإلكترونية بسهولة ويسر، مما يقلل من الحاجة إلى زيارة الإدارات الحكومية بشكل شخصي.
تعويض الخدمات الإدارية التقليدية: يساهم التوقيع الإلكتروني في التخلص التدريجي من الإجراءات الإدارية الورقية التقليدية، مثل التعريف بالإمضاء في الدوائر البلدية والنسخ المطابقة للأصل.
تحقيق الكفاءة والشفافية: يضمن التوقيع الإلكتروني سلامة المعاملات الرقمية ويقلل من فرص التزوير والتلاعب.
تسهيل الخدمات على المواطنين: يتيح التوقيع الإلكتروني للمواطنين إنجاز معاملاتهم إلكترونيًا في أي وقت ومن أي مكان، مما يوفر عليهم الوقت والجهد.
يمثل التحول الرقمي في تونس فرصة تاريخية لبناء اقتصاد معرفي مبني على الابتكار والإبداع. من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير الكفاءات وتشجيع ريادة الأعمال، يمكن لتونس أن تصبح نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
يتطلب هذا التحول تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من حكومة و قطاع خاص و مجتمع مدني، للعمل معاً من أجل بناء تونس رقمية مزدهرة وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
تونس تخطو نحو المستقبل: هل تستطيع تجاوز التحديات الجيوسياسية والاقتصادية؟
في ظل التطورات المتسارعة على الساحة الدولية والإقليمية، يجد الاقتصاد التونسي نفسه أمام تحديات جسيمة تهدد موقعه في خريطة العلاقات الدولية. في هذا السياق يأتي تصريح رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة أصلان بن رجب حول ضعف تموضع تونس في موازين القوى الجيوسياسية المتغيرة، يُلقي الضوء على واقع مَرير تعيشه البلاد، ويفتح الباب أمام نقاش حول الأسباب والعواقب، فضلاً عن الحلول الممكنة.
ضعف التموضع الجيوسياسي: أسبابه وعواقبه
يشير التصريح إلى تراجع نفوذ تونس الإقليمي والدولي، ويعزو ذلك إلى عدة عوامل متداخلة. أبرز هذه العوامل هو الاستقرار السياسي الهش الذي يعاني منه البلد، والذي يترجم في تكرار التغييرات الحكومية وعدم القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية طويلة الأمد. هذا الوضع يقلل من جاذبية تونس كشريك اقتصادي وسياسي موثوق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد تلقي بظلالها على قدرة تونس على التعاون مع الدول الأخرى وجذب الاستثمارات. هذا الأمر يؤثر سلبًا على نمو الاقتصاد و يبعث برسالة سلبية للمستثمرين.
ولا يمكن تجاهل عامل التنافس الإقليمي الشديد الذي تشهده المنطقة العربية، حيث تتنافس القوى الإقليمية على النفوذ والتأثير. هذا التنافس يجعل من الصعب على تونس أن تحتفظ بمكانتها ويضعها تحت ضغوط كبيرة لاتخاذ مواقف حاسمة.
مستقبل تونس: بين التحديات والحلول
في ظل هذا الواقع المعقد، تبرز الحاجة إلى إصلاحات جذرية وشاملة في كافة المجالات. فلتجاوز هذه الأزمة، يجب على تونس أن تركز على تعزيز الديمقراطية وحكم القانون، وبناء دولة مؤسسات قوية.
كما يجب على تونس أن تعمل على تنويع شركائها الدوليين، وعدم الاعتماد على طرف واحد، وذلك من أجل ضمان استقلالية القرار وتحقيق التوازن في العلاقات الخارجية.
ولا يمكن إغفال أهمية الاستثمار في رأس المال البشري، من خلال الاهتمام بالتعليم والتكوين المهني، لتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في بناء مستقبل البلاد.
إن تصريح رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة يعكس قلقاً مشروعاً بشأن مستقبل تونس.
ولكن، يجب أن نؤكد أن تونس تمتلك إمكانات كبيرة، وأنها قادرة على تجاوز هذه الأزمة، شرط توفر الإرادة السياسية والاجتماعية للقيام بالإصلاحات اللازمة.
سباق نحو الطاقة النظيفة: التنافس الجيوسياسي الجديد في شمال إفريقيا
تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولاً جذرياً في مشهد الطاقة، حيث باتت مصادر الطاقة المتجددة ساحةً جديدة للتنافس الجيوسياسي بين الدول الإقليمية والدول الكبرى. ففي ظل التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، تسعى دول المنطقة للاستفادة من إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، و انتاج الهيدروجين الأخضر مما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التحول وكيفية تأثيره على العلاقات الإقليمية والدولية.
لا يقتصر التحول الطاقي في شمال إفريقيا على دوافع اقتصادية محلية فحسب، بل يتجاوزها إلى أبعاد جيوسياسية واسعة.
تسعى الدول إلى تعزيز مكانتها على الخارطة الدولية من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتقوية علاقاتها مع القوى الكبرى. كما أن هذا التحول يمثل فرصة لتقليص الاعتماد على الواردات، وتعزيز الأمن الطاقوي، وتحسين صورة هذه الدول على الصعيد البيئي.
أهداف طموحة: رؤية دول شمال إفريقيا للطاقة المتجددة
تعد دول شمال إفريقيا من أبرز الدول التي تبنت أهدافاً طموحة في مجال الطاقة المتجددة. فوفقاً لمساهماتها المحددة وطنيًا، تسعى هذه الدول إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بشكل كبير بحلول عام 2030. المغرب، على سبيل المثال، يهدف إلى رفع هذه الحصة إلى 52%، بينما تسعى الجزائر وتونس إلى تحقيق نسب 27% و30% على التوالي. وتؤكد هذه الأهداف عزم المنطقة على التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة وتنويع مصادر الطاقة.
-
التحديات المشتركة والفرص المتاحة
التحديات: بالإضافة إلى التنافس، يمكن تسليط الضوء على التحديات المشتركة التي تواجهها دول المنطقة، مثل نقص المياه، وتغير المناخ، والتصحر، وكيف يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في معالجة هذه التحديات.
الفرص: يمكن التوسع في الحديث عن الفرص الاقتصادية والاجتماعية التي يوفرها التحول الطاقي، مثل خلق فرص عمل جديدة، وتنمية الصناعات المحلية، وتحسين نوعية الحياة.
-
دور القطاع الخاص
الاستثمارات: يمكن التركيز على دور القطاع الخاص في جذب الاستثمارات وتنفيذ المشاريع، ودور الحكومات في توفير بيئة جاذبة للاستثمار.
الشراكات: يمكن تسليط الضوء على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة.
-
الأبعاد الاجتماعية
العدالة الانتقالية: لا بد من مناقشة مسألة العدالة الانتقالية، وكيفية التأكد من أن فوائد التحول الطاقي تصل إلى جميع شرائح المجتمع.
التأثير على المجتمعات المحلية: يجب التطرق إلى تأثير المشاريع الضخمة على المجتمعات المحلية، وكيفية التعامل مع هذه التأثيرات.
-
التعاون الإقليمي
المشاريع المشتركة: يمكن اقتراح مشاريع مشتركة بين دول المنطقة، مثل شبكات الكهرباء الإقليمية، ومشاريع الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع.
المنظمات الإقليمية: يمكن مناقشة دور المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد المغاربي في تعزيز التعاون في مجال الطاقة.
الهيدروجين الأخضر.. مستقبل الطاقة في تونس
تسعى تونس جاهدة لتبوء مكانة رائدة في سوق الهيدروجين الأخضر العالمي. تهدف استراتيجيتها الطموحة إلى إنتاج 8 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2050، وتصدير 7 ملايين طن منها إلى الأسواق الأوروبية. هذا المشروع الضخم من شأنه أن يعزز الاقتصاد التونسي، ويخلق فرص عمل واسعة، ويجعلها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة.
بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة من الشمس والرياح، تسير تونس بخطوات ثابتة نحو التحول إلى قوة عالمية في إنتاج الهيدروجين الأخضر. تستثمر الدولة بكثافة في تطوير البنية التحتية اللازمة لإنتاج هذا الوقود النظيف، والذي سيساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تتعاون تونس مع دول وشركات عالمية رائدة في مجال الطاقة المتجددة، مثل ألمانيا والنمسا والسعودية، لبناء شراكات استراتيجية في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر. وتؤكد هذه الاتفاقيات التزام تونس بالتحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمية.
الهيدروجين الأخضر فرصة ذهبية لتونس
أكد الخبراء أن الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة تاريخية لتونس لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز اقتصادها. فبفضل موقعها الجغرافي المتميز وإمكانياتها في مجال الطاقة الشمسية والرياح، يمكن لتونس أن تصبح قطباً إقليمياً في إنتاج هذا الوقود النظيف.
لذلك أطلقت تونس استراتيجية وطنية طموحة لتنمية قطاع الهيدروجين الأخضر، حيث تهدف إلى بناء بنية تحتية متكاملة لإنتاج وتصدير هذا الوقود النظيف. وتشمل هذه الاستراتيجية مجموعة من الإجراءات، منها:
وضع إطار تشريعي وقانوني مناسب: تسعى تونس إلى توفير بيئة استثمارية جاذبة للشركات العاملة في مجال الهيدروجين الأخضر.
التعاون الدولي: وقعت تونس اتفاقيات شراكة مع عدد من الدول والشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، مثل ألمانيا والنمسا والسعودية وشركات “طوطال” و”أكوا باور”.
الاستثمار في البحث والتطوير: تسعى تونس إلى بناء قدراتها الوطنية في مجال البحث والتطوير في مجال الهيدروجين الأخضر.
التحديات والفرص
على الرغم من الفرص الواعدة التي يتيحها قطاع الهيدروجين الأخضر، إلا أن تونس تواجه بعض التحديات، منها:
التكاليف المرتفعة: يتطلب إنتاج الهيدروجين الأخضر استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتكنولوجيا.
نقص الخبرات: تحتاج تونس إلى بناء القدرات والكفاءات اللازمة لتطوير هذا القطاع.
التنافسية العالمية: يشهد سوق الهيدروجين الأخضر تنافسية كبيرة بين الدول والشركات.
ولكن مع التخطيط السليم والاستثمار المستدام، يمكن لتونس أن تتغلب على هذه التحديات وتحولها إلى فرص.
المخاوف البيئية
أثارت منظمات المجتمع المدني في تونس مخاوف جدية بشأن تأثير مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر على المياه الجوفية. وتتمثل هذه المخاوف في:
استنزاف المياه الجوفية: يخشى النشطاء البيئيون من أن يؤدي الإقبال على إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى استنزاف الموارد المائية الجوفية، خاصة في المناطق التي تعاني أصلاً من شح المياه.
تلوث المياه: قد يؤدي تسرب المواد الكيميائية المستخدمة في عملية الإنتاج إلى تلوث المياه الجوفية والمياه السطحية.
زيادة ملوحة مياه البحر: تعتمد عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر على تحلية مياه البحر، مما قد يؤدي إلى زيادة ملوحة المياه المعادة إلى البحر، وبالتالي التأثير على الحياة البحرية.
ضرورة التوازن بين الطاقة المستدامة والحفاظ على البيئة
إن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب التوازن بين الحاجة إلى الطاقة النظيفة والحفاظ على الموارد الطبيعية. وعلى تونس أن تتخذ إجراءات حازمة لحماية مواردها المائية، مع ضمان استدامة مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر.
يمثل الهيدروجين الأخضر فرصة كبيرة لتونس لتحقيق التحول نحو الطاقة النظيفة، ولكن يجب التعامل مع هذا الملف بحذر، مع إيلاء اهتمام كبير للحفاظ على الموارد المائية. من خلال التخطيط السليم واتخاذ الإجراءات الوقائية، يمكن لتونس أن تحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
تصاعد التوترات: هل تستعد الصين للصراع مع تايوان؟
موقف تونس من هذا الصراع
يعاني العالم حاليًا من صراعات متعددة، بدءًا من الحرب المستمرة في أوكرانيا إلى القضية الفلسطينية الإسرائيلية المستمرة منذ فترة طويلة. ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن نقطة اشتعال محتملة أخرى تظهر في شرق آسيا متمثلة في العلاقة بين الصين وتايوان.
يعد النمو الأخير للقوة العسكرية الصينية أمرا لافتا للنظر، ولا سيما قواتها البحرية، التي يُنظر إليها من قبل البعض على أنها علامة على الطموحات الصينية المتزايدة في المنطقة.
سنستكشف من خلال هذه المقالة التوقعات الاستراتيجية التي تتنبأ باحتمال حدوث مواجهة بين الصين وتايوان في المستقبل القريب.
بناء عسكري صيني
تعمل الصين على توسيع قدراتها العسكرية بسرعة في السنوات الأخيرة. وهذا يشمل استثمارًا كبيرًا في بحرية البلاد، التي تفوقت الآن على البحرية الأمريكية من حيث الحجم المحض. أنتجت صناعة بناء السفن الصينية سفنا حربية حديثة بمعدل ينذر بالخطر، ويطور استراتيجيوها العسكريون أنظمة أسلحة متطورة بشكل متزايد.
هل الصراع أمر لا مفر منه؟
أدى النمو الكبير للقوة العسكرية الصينية، مقترنًا بمطالبها الإقليمية تجاه تايوان، إلى اعتقاد بعض الخبراء بأن الصراع العسكري بين الجانبين يصبح أكثر احتمالا. يشير هؤلاء المحللون إلى حقيقة أن الدول عادة لا تبني جيوشًا ضخمة إلا إذا كانت تنوي استخدامها.
عام 2027 عام محوري؟
حددت بعض التوقعات الاستراتيجية عام 2027 كعام محتمل لمواجهة بين الصين وتايوان. ويستند هذا التنبؤ إلى الاعتقاد بأن النمو الاقتصادي الصيني سيتوقف عند تلك النقطة، مما يجعلها أكثر يأسًا لتأمين الموارد والسيطرة على تايوان، التي تراها مقاطعة مارقة.
الوضع بين الصين وتايوان معقد ومليء بالتوترات. ستكون العواقب المحتملة للصراع العسكري بين الجانبين مدمرة، ليس فقط للمنطقة ولكن للعالم بأسره.
إن التوترات المتصاعدة بين الصين وتايوان تشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
يجب على جميع الأطراف المعنية أن تعطي الأولوية للحوار والدبلوماسية، وأن تعمل على بناء الثقة وتقليل الخلافات. كما يجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف لدعم جهود السلام، وأن يشجع الطرفين على حل خلافاتهما بطرق سلمية. إن أي صراع عسكري في مضيق تايوان سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، مما يجعل من الضروري الحفاظ على السلام والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.
موقف تونس من هذا الصراع المحتمل
تسعى تونس إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من الصين والولايات المتحدة، وهما قوتان عظميان تلعبان دورًا حاسمًا في النظام الدولي. أي انحياز واضح لأحد الطرفين قد يؤثر سلبًا على العلاقات مع الطرف الآخر.
من المتوقع أن تتبنى تونس موقفًا حياديًا حذرًا تجاه أزمة تايوان، مع التركيز على الحفاظ على العلاقات مع كلا الطرفين. قد تعبر تونس عن دعمها لحل سلمي للأزمة، وتدعو إلى الحوار والتفاوض بين بكين وتايبيه.
حرب غزة.. دعم تونسي معنوي دون خطوات فعلية
أكدت تونس ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
و أكد وزير الخارجية نبيل عمار و شدّد “على موقف تونس الثابت الداعم لاسترجاع الحقوق الفلسطينية المشروعة كاملة”.
و لكن لماذا لم تطلب تونس تحقيقا بجرائم الحرب في غزة لدى الجنائية الدولية؟
جاء هذا التساؤل في تدوينة نشرها عالم الرياضيات و مدير أبحاث بالمركز الوطني للبحث العلمي في باريس “أحمد عبّاس” على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك تحدث فيها عن عدم فهمه لموقف الحكومة من عدم مساهمتها في تحريك ملف مجازر إسرائيل في غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
عبّاس معروف بنشاطه الداعم للقضية الفلسطينية، كان قد قال في تدوينته إن تونس قادرة على “تقديم دعم حقيقي لفلسطين بدلًا من مجرد الاكتفاء بالخطابات الجوفاء”.
مشددا على أن تونس لم تنظم إلى جنوب أفريقيا وبنغلاديش وبوليفيا وجزر القمر وجيبوتي في طلبها إلى المدعي العام للجنائية الدولية في 17 نوفمبر لفتح تحقيق في الجرائم الإسرائيلية في غزة.
لا تزال هذه الحرب الضارية مستمرة، و قد راح ضحيتها آلاف الضحايا من المدنيين و الأبرياء، و حتى الجهود الدبلوماسية لم تتمكن إلى حد هذه الساعة من إيقاف هذا الصراع، كما زادت الإغتيلات الأخيرة في تعميق المشكلة و تعقيد عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
هل تسعى إسرائيل لتطبيق نموذج بانتوستان في غزة ؟
هناك عدة أدلة تشير إلى أن إسرائيل تسعى لتطبيق مفهوم البانتوستان في قطاع غزة.
في هذا السياق لا بد أن نرسم أوجه التشابه بين التطبيق التاريخي للبانتوستانات في جنوب أفريقيا في ظل نظام الفصل العنصري والوضع الحالي في فلسطين.
ما هو البانتوستان؟ يعرّف البانتوستان بأنه وطن منفصل تم إنشاؤه للسود في جنوب أفريقيا أثناء نظام الفصل العنصري. كانت وسيلة لحصر السكان السود في مناطق جغرافية محددة، و تكبيل حقوقهم واستقلاليتهم.
تأسست عشرة مناطق بانتوستان في جنوب أفريقيا، وعشرة في جنوب غرب أفريقيا المجاورة (ثم أصبحت تحت الادارة الجنوب أفريقية)، بغرض تجميع أعضاء بعض الجماعات العرقية، وبالتالي جعل كل من هذه المناطق متجانسة عرقياً كأساس لإنشاء دول قومية “مستقلة” لمختلف المجموعات العرقية السوداء في جنوب أفريقيا.
تم تجريد السود من جنسيتهم في جنوب أفريقيا، مما حرمهم من حقوقهم السياسية والمدنية القليلة المتبقية في جنوب أفريقيا، وجعلهم مواطنين من أوطانهم المعينة.
هي مناطق تفتقد لأي نوع من الشرعية الحقيقية، غير معترف بها من قبل المستعمر، منها من تمكن من الحصول على حكم ذاتي جزئي لكنه لم يمنح أبداً الاستقلال.
الهدف من إنشاء البانتوستان
كان الغرض الأساسي من البانتوستانات هو الحفاظ على تفوق البيض والسيطرة على الموارد. ومن خلال عزل السكان السود، يمكن لنظام الفصل العنصري استغلال عملهم وقمع تطلعاتهم السياسية بسهولة أكبر.
أمثلة تاريخية
يشهد التاريخ على وجود بانتوستانات في جنوب أفريقيا وناميبيا، و قد تم تصميم هذه الكيانات لتكون معتمدة على هيكل القوة البيضاء المهيمنة.
السياق الإسرائيلي
لا شك أن هناك مخاوفا بشأن إمكانية تنفيذ إسرائيل لنموذج بانتوستان في قطاع غزة. و يمكن القول أن إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة وسيطرة محدودة على حدودها من شأنه أن يحولها إلى بانتوستان.
التعاون الأمني والحكم الذاتي المحدود
يعد التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مكونا رئيسيا لنموذج بانتوستان. و هذا التعاون من شأنه أن يحد من الحكم الذاتي الفلسطيني ويجعل من الصعب عليهم تحقيق تقرير المصير الحقيقي.
إذن إسرائيل تسعى إلى إنشاء بانتوستان في غزة، مما يحد من السيادة الفلسطينية ويديم نظام الفصل العنصري. و يعد هذا النهج خطيرا مما يؤكد على الحاجة إلى سعي الفلسطينيين إلى الاستقلال الكامل والسيطرة على أراضيهم ضمانا لاستقلاليتهم و حريتهم.
قيام نموذج بانتوستان في غزة سيكون ضربة قاضية و قاسية للانسانية التي سعت للقضاء على العنصرية و العبودية.
بين الأمن الغذائي والمسؤولية الدولية: موقف تونس من الحرب في أوكرانيا
في 24 فيفري 2022، أطلقت روسيا غزوا واسع النطاق على أوكرانيا، متجاوزة بذلك الصراع المحدود في دونباس.
* الأسباب الرئيسية للحرب
تسعى روسيا للحفاظ على نفوذها التاريخي في أوكرانيا ومنعها من الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
يهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة تأسيس نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق.
كما أن هناك انقسامات عميقة في المجتمع الأوكراني حول الهوية الوطنية، بين مؤيدي التقارب مع روسيا ومؤيدي التقارب مع الغرب.
* التطورات الرئيسية
السيطرة الروسية على أجزاء من أوكرانيا: تمكنت القوات الروسية من السيطرة على أجزاء كبيرة من جنوب وشرق أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
المقاومة الأوكرانية الشرسة: أثبتت القوات الأوكرانية مقاومة شرسة، بدعم من الغرب بالأسلحة والمساعدات الإنسانية.
الأزمة الإنسانية: تسببت الحرب في أزمة إنسانية كبيرة، مع نزوح ملايين الأشخاص وتدمير البنية التحتية المدنية.
العقوبات الدولية على روسيا: فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على روسيا ردًا على غزوها لأوكرانيا.
* الآثار المترتبة عن هذه الحرب
أزمة الطاقة العالمية: أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، مما أثر على الاقتصاد العالمي.
تقويض النظام الدولي القائم على القواعد: شكّل الغزو الروسي تحديًا للنظام الدولي القائم على القواعد، وأثار مخاوفا بشأن اندلاع صراعات أخرى في العالم.
تداعيات طويلة الأمد على أوروبا: من المتوقع أن يكون للحرب تداعيات طويلة الأمد على الأمن والاستقرار في أوروبا.
أظهرت تونس موقفًا متوازنًا وحذرًا إزاء الحرب الدائرة في أوكرانيا. هذا الموقف يمكن تفسيره بعدة عوامل منها:
– الحياد الإيجابي: تسعى تونس إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف المعنية، وتعتبر أن الحياد هو أفضل وسيلة لتحقيق ذلك.
– الأبعاد الاقتصادية: تعتمد تونس بشكل كبير على واردات القمح والحبوب من روسيا وأوكرانيا، ولذا فإن أي تصعيد في الصراع قد يؤثر سلبًا على أمنها الغذائي واقتصادها.
– الدور الدبلوماسي: تسعى تونس إلى لعب دور فعال في الوساطة لحل الأزمة، معتمدة على تاريخها الدبلوماسي الطويل وقدرتها على بناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة.
– الالتزام بالقانون الدولي: تؤكد تونس مرارًا وتكرارًا على أهمية احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وتدعو إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية.
موقف تونس الرسمي
طالبت تونس مرارًا وتكرارًا بوقف فوري لإطلاق النار وعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
و شددت على ضرورة الحوار السلمي كسبيل وحيد لحل الأزمة.
كما أعربت عن تضامنها مع الشعب الأوكراني ومعاناة المدنيين.
أعلنت تونس عن دعمها لكافة الجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة.
إن الحرب الروسية الأوكرانية قد كشفت عن هشاشة النظام الدولي وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي. وتواجه تونس كبلد نامٍ تحديات كبيرة في مواجهة تداعيات هذه الأزمة. ومع ذلك فإن الموقف التونسي يبقى متوازنا وحذرا، حيث يظهر أهمية الدبلوماسية والحوار في حل النزاعات الدولية.
بلال بوعلي