كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن زيارتين غير معلنتين لمسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى إلى الصين، تمثلان أول تحرك من نوعه منذ نحو عقد، حيث زار وزير التجارة دوغلاس ألكسندر العاصمة بكين بالتزامن مع زيارة نادرة لقائد الجيش البريطاني الأدميرال توني راداكين.
ووفق الصحيفة، أجرى ألكسندر محادثات تجارية مع مسؤولين صينيين، وسط تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، كما زار جزيرة هاينان وهونغ كونغ. وأشارت إلى أن أحد محاور النقاش شمل شركة “جينغي” الصينية المالكة لـ”بريتيش ستيل”، رغم نفي مصادر حكومية وجود محادثات مباشرة بشأن الشركة، مؤكدة أن الزيارة كانت مقررة مسبقاً وتهدف إلى تعزيز الصادرات البريطانية.
أما على الصعيد العسكري، فقد أعلنت وزارة الدفاع الصينية أن راداكين التقى نظيره الصيني الجنرال ليو تشنلي في بكين، حيث تباحث الطرفان في سبل تعزيز التعاون العسكري والتبادل بين الجيشين، إضافة إلى مناقشة قضايا دولية وإقليمية.
وقد ألقى راداكين كلمة أمام طلاب جامعة الدفاع الوطني التابعة للجيش الصيني، أكد خلالها أهمية الحفاظ على النظام الأمني العالمي والتحالفات الدولية في ظل التحديات الراهنة.
ردود فعل سياسية متباينة
أثارت الزيارات انتقادات في أوساط سياسية بريطانية، حيث أعرب عدد من البرلمانيين عن قلقهم من ما وصفوه بـ”الانفتاح المفرط” على الصين. واعتبر النائب المحافظ إيان دنكان سميث أن السماح للجيش البريطاني بلقاءات مماثلة مع مسؤولين صينيين هو نوع من التملق لدولة تنتهك حقوق الإنسان وتخرق الاتفاقيات الدولية، بحسب تعبيره.
كما أبدى نواب آخرون تحفظات حول الثقة في الصين كشريك تجاري أو عسكري، مشيرين إلى ممارسات بكين في هونغ كونغ، وتزايد اتهامات التجسس، وكذلك التوترات المتعلقة بتايوان.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي أول زيارة لرئيس أركان بريطاني إلى الصين منذ عام 2015، الذي شهد آنذاك تقارباً وصف بـ”العصر الذهبي” للعلاقات بين البلدين، قبل أن تتدهور إثر ممارسات الصين في هونغ كونغ. ورغم ذلك، يسعى حزب العمال البريطاني حالياً إلى إعادة التواصل مع بكين، مع التركيز على مصلحة بريطانيا الاقتصادية، في ظل توتر متزايد في العلاقات الدولية.