هل ضاقت الدنيا على اتساعها و كثرة حوادثها و أخبارها على قناة الجزيرة أعظم منبر إعلامي عربي لتعود لنبش الماضي و إعادة إنتاجه من جديد؟
تعود بنا الذاكرة نحن صحفيي مجلة الخبير و القائمين عليها لمقال بعنوان “تأخر القضاء في البت في الملف بين ماهر زيد و لطفي براهم: من الصادق… و من الكاذب؟” و هو مقال تطرقنا فيه لهذا الموضوع بكل شفافية، دون أن نتدخل في القضاء و كلمة السادة القضاة، علما و أن هذا المقال نشر بتاريخ 24 أوت 2018.
فلماذا تفتح قناة الجزيرة هذا الملف من جديد و في هذا التوقيت بالتحديد و كأنه حدث و اكتشاف خاصّ بها؟
ما هي دوافع القناة الحقيقية من وراء هذا الطرح، الذي مرت عليه خمس سنوات بالتمام و الكمال؟
حرص الإعلامي “ثامر المسحال” و فريق قناة الجزيرة على إظهار هذا العمل في شكل عملية استقصائية، و كأن أحدا لم يخض في هذا الموضوع قبلهم، فتم التكثيف من الحوارات الحصرية و السرية جدا جدا، و حتى طريقة عرض الموضوع أوحت للسادة المشاهدين خاصة الذين لا يملكون علما و متابعة سابقة لهذا الموضوع، أن القصة جديدة و أن إعلام الجزيرة ذو فضل كبير و محوري و رئيسي في كشف و تعرية الحقيقة، في حين أن هذه العملية ككل لا تتجاوز كونها إعادة “تجمير” لمقالات و منشورات سابقة طال فيها الحديث، و كان لنا في هذا السياق مقال مطول و مفصل و دقيق خاض في هذه المسألة دون إهمال أي جانب منها، و للسادة القراء أن يطلعوا على مقالنا الذي لا يزال موثقا و موثوقا على مرأى من الكل.
لهذا نتساءل عن الأسباب التي أدت بالجزيرة لنبش الماضي و اعادته من جديد دون حتى الإجتهاد و تقديم الاضافة؟ ثم لماذا تم اختيار هذا التوقيت على وجه الخصوص لعرض هذه المسألة؟
إن هذا العمل في محتواه البسيط و الملتصق بتكرار ما وجد في لحظة ما من التاريخ لا يليق بمنبر إعلامي مثل الجزيرة، إذ كان في إمكان أحد الصحفيين الهواة القيام بعمل كهذا.