عندما نتحدث عن الفرق المتوجة بلقب دوري أبطال إفريقيا ( وعددها 26 فريقا ) نلاحظ قبل كل شيء سيطرة أندية شمال إفريقيا عموما وسيطرة الأندية المصرية بشكل خاص على هذه المسابقة حيث فاز الأهلي المصري على سبيل المثال بما لا يقلّ عن 10 بطولات .
وبعد الأهلي المصري يأتي الزمالك المصري و ” تي – بي – مازمبي ” الكونغولي بخمس بطولات لكلّ منهما ثم الترجي الرياضي التونسي بأربع بطولات ثم ” حافيا كوناكري ” الغيني والوداد الرياضي والرجاء الرياضي المغربيين و ” كانون ياوندي ” الكامروني ” بثلاث بطولات لكلّ فريق.
ثم نجد في القائمة كلّا من ” أشانتي كوتونو ” الغاني وشبيبة القبائل الجزائري و ” إينمبا ” النجيري ووفاق سطيف الجزائري ببطولتين وفرقا أخرى ببطولة واحدة على غرار النادي الإفريقي والنجم الساحلي…
ولو عدنا إلى السنوات العشرين الماضية على سبيل المثال سنلاحظ دون شكّ أن لكثير من الفرق الإفريقية المعروفة لم تعد موجودة على منصة التتويج ومنها من يغادر السباق قبل بلوغ مرحلة المجموعات.
وفي المقابل نلاحظ أن فرق الشمال الإفريقي باتت الأكثر سيطرة على هذه المسابقة . لكن السؤال الذي طرح منذ سنوات ولم تقع الإجابة عنه بكل صراحة ووضوح هو : هل تعود هذه السيطرة إلى قوّة فرق الشمال الإفريقي أم إلى ضعف الفرق الإفريقية الأخرى التي كان بعضها يصول ويجول في القارة السمراء؟.
وقبل الإجابة عن هذا السؤال دعونا نستعرض الفرق التي تأهّلت إلى الدور ربع النهائي من هذه المسابقة وهي الرجاء البيضاوي وصان داونز الإفريقي الجنوبي و الترجي الرياضي التونسي وشباب بلوزداد الجزائري والوداد الرياضي المغربي و سيمبا التنزاني وشبيبة القبائل الجزائري و الأهلي المصري.
ومثلما تلاحظون يوجد 6 فرق على ثمانية تنتمي إلى الشمال الإفريقي ( المغرب والجزائر وتونس ومصر ) بينما لم يتبقّ من الفرق الأخرى سوى فريقين اثنين … وكلاهما يعتبر حديث العهد بهذه المسابقة مقارنة بالفرق العريقة الأخرى المعروفة.
أما الإجابة فهي من وجهة نظري البسيطة فهي في الجانبين معا بالرغم من أن الجانب الثاني هو الذي يفسّر أكثر هذه الظاهرة. فالفرق المغربية والمصرية والجزائرية والتونسية ظلّت منذ أكثر من 20 عاما الماضية تجلب لاعبين أجانب ترى أنهم يساهمون في رفع مستواها خاصة في منافسات القارة الإفريقية. وهؤلاء اللاعبين الذين يتم جلبهم أغلبهم من تلك الفرق التي تتنافس مع فرق الشمال الإفريقي على لقب دوري الأبطال بالإضافة إلى أن تلك الفرق الإفريقية المعروفة انخرطت منذ عقود في سياسة التكوين وبيع لاعبيها للفرق الأوروبية التي وجدت فيها مناجم تنتج المواهب فتشتري منها بأبخس الأثمان تم تنتقل بيع ذلك إلى مرحلة البيع والانتقالات بآلاف الملايين من الدولارات و ” اليورو ” وغير ذلك من العملات.
ومختصر الحكاية أن الفرق الإفريقية لم تشهد هذا التراجع إلا لأن هذه المسابقة الإفريقية لم تعد تمثّل أولويّة بالنسبة إليها في حين أن فرق الشمال الإفريقي لم تنقطع يوما عن جلب اللاعبين ( الأفارقة وغيرهم ) فكانت نتيجة ذلك أن أحكمت السيطرة على هذه المسابقة … وأظن أنها ستواصل السيطرة عليها إلى ما لا نهاية … طالما أن الفرق الإفريقية ستظل تفرّخ اللاعبين لتنتفع بهم الفرق الأوروبية.
طارق المالكي