على وقع مفاوضات التسوية بين إيران والسعودية، أعلنت البحرية الأمريكية إرسال غواصة نووية إلى الشرق الأوسط «للمساعدة على نشر الأمن والاستقرار في المنطقة»، وفق بيان لها. ونقلت الوول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين أن الخطوة جزء من مساعي البنتاغون لتعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة من أجل «ردع القوى المدعومة من إيران عن تنفيذ مزيد من الهجمات على الولايات المتحدة وحلفائها».
الغواصة «يو إس إس فلوريدا» هي واحدة من 4 غواصات مزودة بصواريخ موجهة في البحرية الأمريكية. وتستطيع الغواصة، التي عبرت مضيق السويس في طريقها إلى الخليج لتلتحق بالأسطول الأمريكي الخامس، حمل 154 صاروخ توماهوك العابر للقارات، يمكن أن يبلغ مداه 2500 كم، كما يحمل شحنة ناسفة تبلغ 450 كغم، ويمكن تزويده برأس نووي.
تشمل منطقة عمل الأسطول الخامس الخليج والبحر الأحمر وخليج عمان وجزءًا من المحيط الهندي، بما يشمل مضيق هرمز، الذي تعبر منه 20% من إمدادات النفط العالمية، فضلًا عن مضيق باب المندب وقناة السويس.
تأسس الأسطول عام 1944، ليُخرج من الخدمة بعد الحرب العالمية الثانية، ويُعاد تفعيله عام 1995 في أعقاب حرب الخليج وما تلاها من تعزيز للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
يتخذ الأسطول من القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين مقرًا له، وهي كذلك مقر القيادة الوسطى للبحرية الأمريكية. وتعود هذه القاعدة لحقبة «الحماية» البريطانية، حيث كانت مقرًا للبحرية الملكية منذ عام 1935، قبل أن تستلمها البحرية الأمريكية عام 1971. وشكّلت القاعدة منطلقًا رئيسًا للأنشطة الحربية البحرية الأمريكية خلال حربي أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003.
بحسب تقديرات، يضم الأسطول الخامس حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، و17 سفينة حربية، و70 طائرة مقاتلة، و100 منصة لإطلاق المسيرات، إضافة لطائرات دعم لوجستي، وطائرات وسفن مسيرّة، وغيرها. كما يضم حوالي 15,000 عنصر في البحر، و1000 عنصر على اليابسة.
هذا الأسطول هو واحد من سبعة أساطيل نشطة تضمها البحرية الأمريكية، تتقاسم جميع محيطات الأرض فيما بينها كمناطق عمليات.
ككل، تضم البحرية الأمريكية 484 وحدة بحرية، و11 حاملة طائرات تستطيع كل منها حمل 80 طائرة مقاتلة، و92 مدمّرة، و68 غواصة، وغيرها، إلى جانب أكثر من 400,000 عنصر بشري.
تشغّل البحرية الأمريكية 82 قاعدة ومحطة بحرية كبيرة، ما لا يقل عن 31 منها خارج الولايات المتحدة، 7 منها في شبه الجزيرة العربية. وتعد قاعدة يوكوسوكا في اليابان أكبر قاعدة بحرية أمريكية خارج الولايات المتحدة، بينما تعتبر قاعدة نورفولك في ولاية فرجينيا الأكبر في الولايات المتحدة، وهي الأكبر في العالم.
«أمتنا منخرطة في منافسة طويلة الأمد. من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية حول العالم، على القوات البحرية الأمريكية أن تبقى مستعدة… إن أمن الممرات التجارية البحرية ذو أهمية قصوى للاقتصاد العالمي… في عالم معولم بازدياد، فإن نجاح الولايات المتحدة يعتمد على القوات البحرية أكثر من أي وقت مضى».