في خضم وضع جيوسياسي صعب ومعقد نظم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات بالشراكة مع مكتب مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية بتونس الندوة الثامنة لمنتدى تونس تحت عنوان ” تونس و التغيرات الجيوسياسية الجديدة ” للنقاش حول الوضع الاقتصادي بالبلاد في علاقة بالجغرافيا السياسية
وكشف عضو الهيئة المديرة للمعهد ومنسق المنتدى زبير الشايب ان المعهد قام باستبيان حول رؤية التونسيين لوضعية علاقات تونس بالخارج وتموقعها الجيوسياسي وتصوراتهم لعلاقاتها الخارجية شارك فيه 825 تونسيا من بينهم شباب تراوحت أعمارهم بين 18 إلى 35 سنة ومن 36 إلى 55 سنة ومن 55فما فوق من ضمنهم طلبة وسياسيين ورؤساء جمعيات
حيث عبر المستجوبون عن قلقهم من مستقبل علاقات تونس مع شركائها بالخارج بنسبة 69.2 % في حين عبر26.9 % بأنهم مطمئنون حول وضعية علاقاتها مع الخارج
كما كشف الشايب ان المعهد العربي لرؤساء المؤسسات قام بدراسة حول العلاقة بين الممولين والاقتصاد التونسي لتسليط الضوء على الدول التي تتصدر المراتب الأولى في تمويل تونس في صندوق النقد الدولي فضلا عن الدول التي تتعامل معها تونس تجاريا
وبين الخبراء ان هذا المنتدى يهدف للتباحث في تموقع تونس سواء على المستوى الإقليمي او الدولي و التفكير في تطوير هذا التموقع لمواجهة مختلف التحديات التي تعيشها تونس على المستوى الجيوسياسي و الاقتصادي والسياسي نتيجة التطورات الجيوسياسية القديمة و الحديثة على غرار الحرب الروسية الأوكرانية و جائحة كورونا التي أنتجت تصورات جديدة للعلاقات الدولية
وأكد الخبراء انه على تونس العمل على تنويع شركائها الاقتصاديين بالانفتاح على قوى ناشئة مع المحافظة على الروابط التي تجمعها بشركائها القدامى
وأوضح رئيس الجمعية التونسية للمستثمرين في رأس المال محمد صالح فراد أنه من الممكن أن تراجع تونس تحالفاتها مع الأخذ بعين الاعتبار تعزيز جاذبية الاستثمار وتثمين موقعها الإستراتيجي خاصة في علاقة بإفريقيا التي ستشكل نصف اقتصاد العالم بحلول عام 2050 من خلال العمل على تحالفات أفريقية افريقية
من جهته دعى الخبير الجزائري في القضايا الجيوسياسية أرسلان الشيخاوي تونس و الجزائر للعمل على ايجاد هدف التقاء اقتصادي لمواجهة تحديات عالم الغد المتعدد الأقطاب والتحديات الاقتصادية المتمثلة في تحديات الموارد الطبيعية مبينا ان هذه الحقبة الجيواقتصادية الجديدة تتسم بالتحول الطاقي ولهذا على دولنا إيجاد خطة التقاء اقتصادي مثلما وجدها الأوروبيين اثر سقوط جدار برلين أو دول الشرق وفق قوله
من جانبه أبرز عضو المكتب التنفيذي لكنفدرالية المؤسسات اصلان بن رجب أن تونس تواجه تحديا هاما على المستوى الجيوسياسي في علاقة بالهجرة الغير نظامية وعليها ان تحسن التعامل مع الغرب خاصة مع الاتحاد الأوروبي من خلال شراكات تستفيد منها تونس اولا و اخيرا و لا تكون فيها تونس جدارا أمام الأفارقة جنوب الصحراء مشيرا إلى انه على البلاد اقناع الطرف الأوروبي بأن الحل ليس مع تونس إنما مع بلدان المهاجرين الغير نظاميين
هذا ووفقا للورقة العلمية للمنتدى، يتعين على تونس أيضا التفكير في دعم تعاونها مع المنظمات الدولية والمالية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بما يضمن ملاءتها المالية