بعد أن فشل مؤتمر القاهرة للسلام في الوصول لقرار حاسم من شأنه أن ينهي الحرب القائمة منذ 17 يوما بين حماس و إسرائيل، بل و فشلت هذه القمة المصرية حتى في الخروج ببيان ختامي، هل يقتنص قيس سعيد الفرصة و يدعو إلى اجتماع دولي لوقف العدوان على غزة و الفلسطينيين؟
لا شك في أن تونس هذه الأيام كانت أكبر و أوفى المساندين للأشقاء الفلسطينيين الذين أرهقتهم المعارك و الحروب.
وكانت لعملية طوفان الأقصى ارتدادات عكسية قاسية جدا، إذ يرزخ قطاع غزة منذ أيام تحت وطأة القصف الجوي و البري الإسرائيلي ما تسبب في ازهاق و استشهاد مئات الأرواح، و ندد الرئيس التونسي قيس سعيد في عدة مناسبات بهذا العدوان الغاشم و الوحشي، و هذا ما جعلنا نتوسم في شخص الرئيس أن ينتهز هذه الفرصة و يدعو إلى اجتماع دولي طارئ تحضره روسيا و الصين و دول أميركا اللاتينية و إسبانيا و بعض الدول العربية…
و سيكون هذا الإجتماع فرصة لفتح عيون العالم على ما يحدث فعليا في فلسطين من خلال درء التعمية و التعتيم و التزييف الإعلامي الذي لا ينفك ينتصر لإسرائيل على حساب فلسطين.
هذا و لا بد أن يتم التركيز في هذه المبادرة على حق الشعوب في الحماية الدولية، التي تضمن السلام و الأمان لكل شعب هُضِمَ حقه من قبل أي دولة.
إن قمة كهذه في حال انعقدت سيكون لها تأثير كبير في الضغط على الكيان الصهيوني و اجباره على التراجع، و وقف انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
و كانت تونس قد بادرت دون خوف أو ذعر بإرسال حزمة من المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين، و لم يتأخر الرئيس قيس سعيد ثانية واحدة في إصدار الخطابات المساندة لفلسطين و الداعية إلى مؤازرة الأراضي المحتلة، لذلك لا بد لهذا الإجتماع من أن يعقد في تونس بحضور كل الأطراف التي أشرنا إليها حتى يتم وضع حد لنزيف الأرواح.
بلال بوعلي