سياحة الأعمال في تونس

خالد عويج إعلامي مختص في السياحة
المايس علامة سياحية مميزة مرتبطة بمجال الإتصال
سنتحدث اليوم عن المايس أو ما يصطلح عليه بسياحة الأعمال و كذلك سنخوض في مسألة الإتصال.
المايس هو (Meetings, Incentives, Conventions and Events) و نجد في هذه التسمية كلمة كبيرة و مهمة جدا و هي “أحداث”، عندما نعمل على سياحة المايس فإننا نسعى للتعريف بمنتوج معين و جعل فريقنا يؤمن أكثر بذلك المنتوج أو تلك العلامة التي عملنا بجهد كبير على انجاحها.
و للتعريف بهذه العلامة المميزة لا بد من امتلاك قوة اتصالية جيدة، حيث يقع استغلال الأحداث للتعريف بالعلامة السياحية و ابرازها للجميع كأفضل ما يكون.
سياحة الأعمال اليوم منتشرة في كل أنحاء العالم.. فمن يسير هذه السياحة؟ و من يعمل على تطويرها؟ بطبيعة الحال وكالات الإتصالات الكبرى هي تقريبا من يسيطر على هذا القطاع السياحي الجديد، و هي مجموعة عالمية تركز في عملها على العلامة السياحية، حيث تتولى هذه المجموعات تنظيم مجموعة من الأحداث المتعلقة بطرح منتوج ما، أو طرح سيارة، أو طرح علامة تجارية جديدة… و هنا تكمن أهمية المايس و كيفية التحامه بالجانب الإتصالي، حيث يتمخض هذا الإلتحام عن خلق علامة مميزة جدا فقط بالإعتماد على شيء بسيط جدا مثل الصورة أو العلامة أو الرمز.
* قِيَم العلامة التجارية 
يمكن إبراز قيم العلامة التجارية عن طريق الفريق الذي تنسب إليه تلك العلامة و يعمل جاهدا على التعريف بها، حيث يمكن إبراز العلامة بالإعتماد على الحرفاء، و إذا تم الجمع بين فريق العلامة و الحرفاء، يمكن خلق أحداث مهمة جدا، يمكن مثلا على النطاق العالمي أن تقوم شركات فرنسية أو إنجليزية بتنظيم مؤتمر أو حدث في تونس، لكن هذا الحدث الذي سيقام على التراب التونسي غايته إضافة القيم و الجانب الإتصالي لفريق العلامة، و عندما يقع تنظيم مؤتمر و هو مناسبة قد تشهد حضور كل الحرفاء، يمكن استغلاله  للتعريف بقيم العلامة التجارية.
* التجربة التونسية في سياحة الأعمال 
منذ التسعينات كان هناك عمل كبير في تونس فيما يتعلق بسياحة الأعمال، و كانت تونس و لا تزال تستقطب الكثير من الأجانب، خاصة الأوروبيين الذي يأتون إلى تونس من أجل اكتشاف الصحراء و كل ما تملكه هذه البلاد من مؤهلات دائما ما نالت إعجاب الأجانب، خاصة و أن تونس قريبة جدا من القارة العجوز و قادرة على جعل الأوروبيين يعيشون تجربة جديدة و مميزة و فريدة من نوعها.
يقصد السياح الأجانب تونس للتمتع بالصحراء، و كون الصحراء مطلوبة جدا فقد عمل التونسيون على استغلالها كما يجب في المجال السياحي، فتم التعريف بالسياحة الصحراوية في العديد من الأحداث، إلى درجة أن السائح الأوروبي أصبح يأتي إلى تونس خصيصا لزيارة الصحاري في توزر أو دوز، و هو ما جعلنا نستغل كل الأحداث اتصاليا للتعريف بصحرائنا كما يجب.
* نجاح باهر في تنظيم التظاهرات الكبرى 
مكنتنا سياحة الأعمال من تحقيق نجاح باهر في تنظيم التظاهرات الكبرى، و نقصد تلك التظاهرات التي لا يقل الحضور فيها عن 10 آلاف شخص أو أكثر، و بالتالي لا بد لنا في تونس من العمل أكثر على مثل هذه التظاهرات الهامة، خاصة و أننا نجد أن البلدان الأخرى تملك على الأقل 30 تظاهرة تضم 10 آلاف مشارك أو ما يزيد، و من خلال مثل هذه التظاهرات الضخمة يمكن تشغيل النزل و قطاع الخدمات و النقل، و بالتالي هناك حلقة كاملة تصبح شغالة لأشهر من أجل تنظيم مثل هذه التظاهرات الكبرى، و هو ما سيعود على الدولة بمداخيل مالية هامة جدا، عدا تلميع صورة الوجهة السياحية التونسية.
* مستقبل المايس في تونس
تشهد تونس ولادة وجهة سياحية جديدة و فريدة من نوعها، فتونس العاصمة أصبحت قطبا لسياحة الأعمال. في الماضي كنا نتحدث كثيرا عن الحمامات و سوسة و جربة و الصحراء… و في تلك الفترة لم تكن تونس مؤهلة لإستقطاب كم هائل من الزوار أو التظاهرات الكبرى، أما اليوم فقد تطورت البنية التحتية للعاصمة، و هناك تركيز للعديد من النزل من فئة الخمس نجوم بتونس العاصمة، و إذا اردنا مزيد تطوير هذه البنية لا بد من بناء مركز مؤتمرات على أعلى مستوى، حتى تكون تونس قادرة على احتضان التظاهرات الكبرى بأريحية، و هنا ستصبح بلادنا شبيهة بعواصم أرقى و أقوى الدول.
ماهر قعيدة خبير محاسب
نحو تطوير السياحة الوطنية و تنويع مجالاتها
كل المؤسسات اليوم تراهن على مادتها الشخمة و هي العنصر البشري، و حسب القانون تملك كل شركة واجب تكوين طاقمها العمالي مهنيا، و تقوم المؤسسة بهذه الإلتزامات إما بصفة جبائية على غرار ما يحدث في تونس، أو بعدد من الساعات مثل ما نجده في أوروبا، حيث يقع إلزام كل عامل بتكوين احترافي لمدة 35 ساعة، على أن تتولى المؤسسة خلاص معاليم هذا التدريب، و يركز التدريب على سياحة المؤتمرات.
تقوم المؤسسة بجمع عمالها و موظفيها من خلال توفير بيئة ملائمة للتعارف بينهم و الإختلاط أكثر في إطار غير مهني، و هو ما يساهم في خلق لحمة بين موظفي المؤسسة الواحدة، فإذا كانت بينهم عداوة أو عدم اتفاق فإن لحمة كهذه ستحقق بينهم الألفة اللازمة لتفادي كل المشاكل و حلها، فالمعرفة عن قرب سيكون لها بالغ الأثر في إنهاء كل مشكل يمكن أن يحدث بين الموظفين.
كل هذا يندرج في إطار فلسفة تسعى لتحقيق التقارب بين الموظفين.
هناك جهود كثيرة تبذل لتنمية سياحة المؤتمرات، و الإستثمار في رأس المال البشري، و تحقيق الألفة بين العمال، و هناك ميزانيات ضخمة و ضخمة جدا تخصصها أوروبا لهذا المجال.
و نملك في تونس كذلك ميزانيات ضخمة تملكها مؤسسات كبرى، و هي نفسها التي تقوم بعملية التدريب المحترف، سواء داخليا أو خارجيا، و الأهم من ذلك أنه لا بد من تأطير هؤلاء الموظفين و توجيههم نحو السياحة المهنية، و بهذه الطريقة نصبح قادرين على الإستفادة بشكل كبير من السياحة الداخلية و الخارجية.
* خط باريس جرجيس 
قامت “ترونزافيا تونس” بإنشاء خط جديد يربط بين باريس و جرجيس، و سيتم تخصيص رحلتين أسبوعيا.
و تعتبر جرجيس مدينة الجنوب التونسي التي تتميز بسياحتها الصحراوية، و هي سياحة محببة جدا لدى الأوروبيين خاصة ألمانيا و دول الشمال، و يحبذ هؤلاء هذا النوع من السياحة في الفصول الباردة، و نحن نعلم جيدا أن فصل الصيف يمتد من شهر جوان حتى شهر سبتمبر، و تقتصر السياحة في تونس تقريبا على هذه الأشهر لا غير، ثم يصاب كامل القطاع بعد ذلك بشلل شبه كلي.
و لكن يكفي أن نبذل بعض المجهودات حتى نتمكن في تونس من خلق موسمين سياحيين، و هما سياحة الأعمال التي تنطلق من شهر سبتمبر حتى شهر جوان – جويلية وصولا لفترة السياحة الصيفية.
لا بد من وضع خطة استراتيجية قادرة على استقطاب هذا الكم الهائل من الموظفين الذين يبحثون عن التكوين المهني الإحترافي، و لا بد لهذا التكوين من أن يتم في تونس بأسعار أقل بكثير من الأسعار الموجودة في أوروبا، أي أنه حين يتم تخصيص 4 أيام لمثل هذا التكوين باحتساب تكاليف النزل و الطائرة و المكونين لا بد للتكلفة الجملية أن تكون أقل من توجه هؤلاء الموظفين لدولة أجنبية من أجل التكوين.
وكالات الأسفار بدورها مطالبة بالتوجه أكثر نحو سياحة الأعمال و التكوين المهني، و ذلك من خلال خلق باقات مميزة و حلول مبتكرة، و بهذا الشكل ستصبح هذه الوكالات رائدة في السياحة الجديدة.
هذا و لا ننسى تثمين سياحتنا الصحراوية لأننا في حاجة ماسة لإحياء جهاتنا المنسية في الشمال الغربي، من خلال التركيز على السياحة الثقافية و العلمية و المهنيّة…
تملك تونس فرصة كبيرة لتطوير السياحة، خاصة و اننا نمتلك كل الإمكانيات و المؤهلات اللازمة لذلك، فجودة خدماتنا السياحية لا تختلف عن أبرز الخدمات المقدمة في الوجهات السياحية العالمية، كما أن لدينا مكونين يتقنون عدة لغات في امكانهم التدريس بالإنجليزية و العربية و الفرنسية و الألمانية و الإيطالية في تونس… كما في الإمكان جلب كفاءات عالمية للتكوين في تونس، و هكذا يمكن أن نستغل بشكل جيد ال35 ساعة من التكوين التي يجب على كل شركة الإيفاء بها لصالح موظفيها.
يمكن التعويل على الأجور من أجل بناء سياحة وطنية قوية، فالأجور في تونس قابلة للإستغلال عن طريق الإقتطاع قصد بناء سياحة متنوعة لا تقتصر فقط على الشمس و البحر، و إنما لا بد أيضا من تطوير السياحة العلمية و غيرها…
محمد الشيحي صاحب وكالة أسفار
سياحة المايس في تونس بين التأصل و إمكانية الإضمحلال و التلاشي
تعتبر سياحة الأعمال مجالا ضخما جدا، و لا ينفك هذا المجال يتطور السنة تلو الأخرى، و إذا عدنا قليلا بذاكرتنا إلى الوراء سنجد أن هذا القطاع تأصل في تونس منذ 30 سنة.
هي سياحة رائدة في العالم و تتجه نحو التحول لسياحة مستدامة، ميزتها أنها تنمو باستمرار.
نسعى من خلال سياحة الأعمال في تونس لإيصال المنتوج للحريف بكل يسر، خاصة و أن وكالات الأسفار تعتبر بمثابة حلقة الوصل بين المنتوج و الحريف.
تمكنت سياحة المايس في تونس من الإنتشار بشكل واسع و سريع، و هو ما مكن من تطوير هذا القطاع، سواء على المستوى التكنولوجي أو النقل أو تنظيم الأحداث الهامة…
تعتبر تونس من بين الدول التي تقوم بتنظيم الأحداث الكبرى، إذ نملك في هذا المستوى شركات محترمة جدا، تمكنت من اكتساب شهرة كبيرة في مجال تنظيم الأحداث الكبرى، و أصبحت محل ثقة لعديد الشركات المحلية و الأجنبية.
منتوج سياحة الأعمال هو مجال منفتح و متنوع و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون وقتيا، إذ يمكن العمل على استغلال كل جوانبه و توظيفها في العديد من المجالات، و هو ما يكسب العاملين بهذا المجال خبرة كبيرة في سياحة الأعمال.
ترتبط سياحة المايس بالسياحة الكلاسيكية التي يتم تعاطيها في تونس، و هي غير منفصلة أو بعيدة عن الوضع الإجتماعي و الإقتصادي.
يعتبر موقع تونس الجغرافي أحد أبرز الميزات التي تصب في صالح سياحة المايس، و لكن للأسف الشديد تنقصنا العديد من الأشياء لمزيد تنمية قطاع سياحة الأعمال، خاصة و أن تطوير سياحة المايس مرتبط بتطور النقل و الكفاءات، و لا بد في هذا السياق من تدريب العنصر البشري باستمرار حتى يكون مواكبا لكل جديد، فهذه الخبرة تمكنه من البقاء و الإستمرار في ميدان السياحة، لأن السياحة في نهاية المطاف تحتاج لعناصر بشرية محترفة و ذات كفاءة عالية.
سياحة المايس في تونس لن تكون وقتية، و إنما ستكون مستدامة و متطورة باستمرار.. إذ لا تكاد تمر علينا سنة إلا و نحقق فيها أشياء جديدة لم نعهدها من قبل، و ذلك بفضل المجهودات الكبيرة الرامية لتطوير سياحتنا الوطنية التي ستوفر لنا رقم معاملات كبير جدا، خاصة و أننا في الظرف الحالي في حاجة ماسة للعملة الصعبة.
سيف الله حبابو إطار سامي سابق مختص في السياحة
تطور السياحة في تونس
تطورت السياحة في تونس منذ فترة الستينات، خاصة على مستوى النزل من ناحية الإقبال و الإقامة.. و لكن كان يجب أيضا أن نطور التنشيط السياحي، لأن السياحة لا ترتبط فقط بالنزل، و إنما ترتبط أيضا بالتنشيط و المطاعم و مختلف الأنشطة الأخرى…
ساهمت كل من وزارة السياحة و ديوان السياحة بشكل كبير في تطور السياحة التونسية، حيث كان هناك إيمان كبير بضرورة تطوير التنشيط السياحي.
كانت البداية بمجموعة من الأنشطة المختلفة، كالمهرجانات و مساندة تنشيط الشوارع.. و شهدت مدينة جربة عديد التظاهرات التي زخرت بالموسيقى و الرقص.
كلما قمنا بتطوير و تحسين منتوجنا السياحي، كلما كنا قادرين على تلبية ذوق و طلبات السوق.
حضرت بصفة شخصية عديد الإجتماعات التي ناقشت مسألة التنشيط السياحي بخصوص سياحة الأعمال و المؤتمرات، كما زرت بعض الصالونات المعنية بسياحة المايس، و كانت مليئة بالمقاعد، حيث يقبل الناس على هذه الأماكن للإستمتاع بالتنشيط الفني و الترفيهي، و مختلف العروض الفرجوية…
التفاصيل في عالم السياحة مهمة جدا، بما في ذلك إعداد الطاولة و كيفية وضع و تنسيق الزهور، و هذا ما يجعل من ميدان السياحة عريضا جدا، و تملك تونس إمكانيات كبيرة لتطوير هذا المجال أكثر.
* تعدد الوجهات السياحية في تونس
تزامن ظهور سياحة الأعمال مع بروز السياحة البديلة بمختلف منتوجاتها، وكانت ولاية توزر تملك مسرح الهواء الطلق الذي يعرض حياة البشرية، على غرار ما يحدث في بلدان أخرى، كمصر التي تعرض تاريخ الأهرامات.. و كان السياح الأوروبيين يأتون إلى تونس خصيصا من أجل زيارة مسرح الهواء الطلق بتوزر.
هذا و يمكن أن نتحدث أيضا عن السياحة الصحراوية، و هي سياحة ترتكز أساسا على خاصية التنشيط، و قد تم في هذا السياق ابتكار منتوج رفيع جدا إسمه السكوت و الموسيقى، كما توجد عروض موسيقية مرفقة بعروض إلقاء الشعر.
من هنا نكتشف أن السياحة التونسية متنعوة و غنية جدا، بالإضافة إلى كونها متطورة و عصرية.
و لكن مثلت الثورة و فترة عدم الإستقرار التي تلتها، انعكاسا سلبيا جدا على القطاع السياحي ككل، ثم اصطدم القطاع من جديد بالكوفيد، و هذا ما يفسر ضعف و وهن القطاع السياحي اليوم.
رغم كل هذه المشاكل إلا أن القطاع أخذ في الإنتعاش من جديد، و بعودة السياحة سيعود رفقتها التنشيط، لأننا اليوم غير قادرين على إرساء سياحة متطورة بمنأى عن أنشطتها التي تحيط بها، فالسائح لن يكتفي بالنزل، و إنما سيرغب في رؤية مختلف العروض و الأنشطة و كامل المناخ الذي يحيط بالنزل الذي يقيم به.. و بهذا الشكل نوفر للسياح تجربة متكاملة خارج إطار الغرفة و البحر.
من جهة أخرى يعتبر ميناء بنزرت ميناء ترفيهيا بامتياز، إذ تتسع بنيته التحتية لإستقبال عشرات السفن الضخمة، و لسوء الحظ بمجرد وصول السائح لهذا الميناء يصيبه الملل، و ذلك بسبب انعدام الأنشطة الترفيهية، و من هنا تأتي الضرورة القصوى التي تستدعي منا حتمية تطوير الأنشطة بكل مظاهرها، كالمطاعم و المسارح و المنتزهات المخصصة لأداء العروض الفرجوية… و بهذا الشكل نخلق حركية قادرة على جذب السائح الذي سيجد منتوجا سياحيا متكاملا في انتظاره.
لا بد من العمل أكثر على تطوير منتوجنا السياحي، حتى تصبح السياحة التونسية متكاملة و محمية في مستقبلها.
* علاقة التكامل بين سياحة المايس و السياحة الشاطئية
سياحة المايس لن تعرقل السياحة الشاطئية الكلاسيكية، و إنما ستلعب دورا كبيرا في دعمها و تطويرها، لأن الإشكال الكبير في السياحة التونسية أننا نملك منتوجا واحدا لا غير، و من هنا ينفر السائح الذي يجد نفسه بين وجهتين لا ثالث لهما، و هما النزل و الشاطئ، و هذا ما يفسر تراجع نسبة الرجوع، فالسائح الذي يزور تونس لأول مرة، لا يعود لزيارتها مرة أخرى، لأنه اصطدم بسياحة عقيمة و مملة تُستَهلَكُ في زيارة واحدة. و هذا ما أدى لإضعاف سياحتنا.
لا بد إذن من تطوير المنتوج السياحي التونسي و تنويع مكوناته، و بهذا الشكل سنتمكن من تسخير السياحة الشاطئية لدعم سياحة المايس، خاصة و أن السياحة الصحراوية لم تشكل يوما أي خطر على وجود السياحة الشاطئية، و إنما ساهمت بشكل كبير في دعمها و دفعها أكثر نحو التطور و الإزدهار.
إذا سرنا على نهج التطوير و التنويع فسنتمكن في وقت وجيز من إرساء سياحة قوية تستقطب السياح على مدار السنة.
السيد نبيل مسعود صاحب وكالة أسفار
البنية التحتية لتونس غير ملائمة لبعض الأنشطة السياحية
مررنا بالعديد من الصعوبات منذ سنتي 2011 و 2015، خاصة مع انتشار فيروس كوفيد 19 باعتبار أن قطاع السياحة معقد بعض الشيء وحساس.
منذ 2011 قمنا باتباع إستراتيجية جديدة، إذ اتجهنا أكثر للعمل مع الجمعيات والمنظمات، وكما تعلمنا قطاع السياحة هو قطاع متنوع ومهم، من ناحية أنه يجذب السياح على طول السنة لتنظيم التظاهرات والمؤتمرات.
هناك دائما أشخاص لديهم ثقة في البلاد التونسية، لأنها تبقي بلادا تجذب السياح مقارنة ببعض البلدان الأخرى، وبعد 2015 خرجت الأمور عن السيطرة، وفي 2025 بدأت الأمور تتحسن وعدنا إلى تنظيم التظاهرات والأحداث الثقافية، وأصبحنا نتحدث عن السياحة على مدار السنة وليس فقط السياحة الموسمية خلال أشهر الصيف المعدودة.
قبل2011 كانت الاستراتيجية مختلفة، ثم تغيرت بعد 2011 إذ أصبحنا نقيم التظاهرات والمؤتمرات.
وللإشارة فإن هناك عدة نقائص في قطاع السياحة، منها أسعار النزل والبنية التحتية وغياب الموارد والإمكانيات التقنية… وبالتالي لا بد من العمل أكثر لتحسين البنية التحتية والحد من الإجراءات المعقدة. بعد جائحة كورونا لا زلنا متشبثين بهذا القطاع الحيوي، ونسعى دائما للإصلاح و التطوير، وقد اعتمدنا على التقنيات الرقمية في تعاملاتنا، ولدينا نظرة ايجابية للمستقبل، لذلك لابد من توفر الإرادة والشجاعة لتحسين بعض الظروف.
السيدة درة ميلاد رئيسة الجامعة التونسية للنزل
نحو إرساء سياحة رقمية
إن الأرقام التي نشرها البنك المركزي حول قطاع السياحة تدل على انتعاشة القطاع، وهي مؤشر جيد جدا، ولكن لا يجب أن تخفى علينا حقيقة أن القطاع الفندقي في تونس يعاني منذ سنوات أزمات متتالية، آخرها أزمة كورونا، ولدينا في الفنادق مواطن ضعف هيكلية، كتنويع المنتوج والمديونية ونقص السيولة ونقص في الأعوان المختصين في الخدمات االفندقية وخاصة موسمية النشاط… ولابد أيضا من الوصول إلي خلق منتوج متنوع على غرار سياحة المؤتمرات وسياحة المعتمرات، وهذا يتطلب إستثمارات ككل البرامج لإحداث مراكز اجتماعات تتوفر فيها مقومات التكنولوجيا الحديثة والسياحة المستدامة والطاقات المتجددة.
نحن في الجامعة نعتبر أن الاستثمار يستوجب إجراءات مرافقة من طرف الدولة، وسياسات الدول تتغير كي تضمن للفنادق الحصول على استثمارات، واليوم بعد الأزمات المتعاقبة نحن في وضع صعب، إذ بات من الصعب الحصول على تمويل بنكي، وبالتالي لابد من تطوير مواردنا الذاتية للقيام  بالصيانة والتكوين.
كان موسم 2023 جيدا في تغطيته للميزان التجاري، إذ لعب قطاع السياحة دورا هاما في هذا الاتجاه، وسيكون هناك برامج لتقوية القدرة التنافسية والمداخيل.
تستوجب 50% من النزل تمويلا بكلفة باهظة، وبالتالي لابد أن يكون هناك تمويل جديد لهذه الفنادق.
تركز الخدمات الفندقية على اليد العاملة وتحتاج باستمرار إلي العملة المختصين، لكن للأسف هناك شغورات كبيرة والجامعة التونسية للنزل بالتعاون مع العديد من المنظمات قامت بالعديد من الدورات التكوينية على المدي القصير، و هي دورات استفاد منها عدد كبير من الشباب.
نحن كجامعة نبارك عودة الخط المباشر بين باريس وتوزر، ونعتقد أن هذا الخط ستكون له منفعة كبيرة و هامة على المنطقة، خاصة و أنها تتماشى مع الانتظارات السياحية البديلة والمستدامة، خصوصا بعد أزمة كوفيد 19.
نحن نأمل أن يساهم هذا الخط في دفع السياحة الصحرواية وإعادة فتح الـ50 نزل التي تم اغلاقها.
أما فيما يتعلق بالتحول الرقمي الذي ندعو إليه، فإنه يستوجب عملا جبارا، ونحن نعمل منذ فترة على هذا من خلال التعاون مع مؤسسات التكنولوجيا الناشئة.

Read Previous

(حسب الجنس والفئة العمرية)-هذه تركيبة الغرفة الثانية للبرلمان ..

Read Next

الذكاء الإصطناعي: المحاسن و المخاطر

Most Popular

آخر الأخبار