السلام عليكما يا شعبيى العزيزين
السلام عليك يا شعب يعتبر بأن الله نصره بتمكين منه
بأن أبعد الفاسدين و أحله هو محلهم ليصلح في الأرض
و ليثبت الناس على الإيمان و تعاليم الإسلام السمحة
و أن اللحظة تاريخية و أن واجبه يحتم عليه بأن يتلقفها
و أنه حُمّل المسؤوليّة و لا بد له من تحمّلها، و أنّ كلّ
إخلال من طرفه سوف يعرّضه لسخط اللّه و غضبه…
السّلام عليك يا شعب يعتبر نفسه ثائرا إنتفض بعدما
تخلّص من خوفه الذي كبّله لدهور.. ثمّ إندهش لما آل
إليه الأمر تبعاً لما قام به من هبّات قويّة و عاتية أتت على صرحٍ
ظُنّ أنه عتيد و إنخرط في مسار أراده مسار ثورة تأتي
على الفاسد فتُقوّضه و تمحوه…
السّلام عليك يا شعب يتشبث بالشّرعيّة الإنتخابيّة
لأنّها أنصفته و أنّها تلك هي إرادته الواجب الإذعان لها
و أنّه بدون إحترام قواعد اللّعبة فسوف تنخرم كلّ الأمور.
السّلام عليك يا شعب يعتبر بأن لا شرعيّة تفوق الشّرعيّة
الثّوريّة لأنّ المرحلة خارقة للعادة و لأنّ الإنتخابات لم تكن
لتحديد من سوف يحكم أو ينفرد بالحكم و إنّما غايتها
التّأسيس لا التبسيس…
شعبان تونسيّان طيّبان و بريئان و ذكيّان بالرغم من
محدوديّة ثقافتهما السّياسيّة. شعبان من واجبهما أن
يكونا متلازمين و متضامنين بالرغم من نقاط إختلاف
عديدة يُأجّج سعيرها عدم التعوّد على الإتّفاق على
مفاهيم مشتركة تُوحّد و لا تفرّق.. فما يضرّ لو إتّفقا
على أنّ ما جرى إنّما هو تمكين بثورة؟ ألم يُأكد
ربّ الحكماء بِأنّه لا يُغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بِأنفسهم؟
أليس هذا في أعلى سلّم التوافقات و بعده تنهمر
الحلول غيثاً نافعاً؟
أيّها الشّعب التّونسيّ الذي يتشبّث بالشّرعيّة, عليك
أن تعي بِأنّ السّلطة تُكترى و لا تُباع لِأنّهاملكك وحدك
وأنّ مِن أبرزبنود عقد الكراء أنّ التسويغ محدود في المدة
و أنّه لا يجوز للمتسوّغ تغيير هيكل المحلّ أو شاكلته
لِأنّه سوف يتركه لِمتسوّغ آخر لا محالة…
أمّا أنت أيّها الشّعب التونسيّ الذي يهدّد بِالتمرّد فعليك
أن تعي بِأنّ ذلك سوف يُدخل الجميع في دورة جهنّميّة
لِأنّ ذلك يُمثّل سابقة تٌبيح للشّعب الآخر التمرّد عليك
و تُعبّد الطريق لمن لا يُؤمن بالديمقراطيّة و التداول السلمي
على السّلطة….
أيّها الشّعبين الأبيّين الكريمين لا تجعلا العالم يظنّ أنّكما
كنتما شعبا واحدا بحكم الدكتاتوريّة و القهر و أنّكما لن
تتّحدا إلا تحت دكتاتوريّة أخرى…
صالح منّوبي