لا يخفى على أحد أن بلادنا حباها الله بموقع جغرافي تحسد عليه و هي بمثابة منطقة عبور لجنوب أوروبا و الشرق الأوسط و كامل شمال افريقيا بقيت فاتحة ذراعيها لحضارات عديدة وتم جلب الخيرات منها منذ العصور الغابرة لتبقى تدر على العالم منتوجات فلاحية برا و بحرا و يصح فيها لقب مطمورة روما الذي أطلق عليها أيام الامبراطورية الرومانية و لم تنقطع بلادنا عن توفير الغذاء الطبيعي و في كل مناطقها شمالا و وسطا و جنوبا… لتصبح قبلة السياح و موطن الراحة و التمتع بالخيرات التي قل ما نجدها لدي الآخرين في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط و حتى لدى أشقائنا في البلدين المجاورين لنا ليبيا و الجزائر اللتين أنعم الله عليهما بثروات نفطية كبيرة جدا… في حين بقي بلدنا يستغل بعض الحقول المنتشرة التي تنتج المحروقات برا بحرا بكميات قالوا لنا انها لا تفي بالحاجة رغم التأكيدات لدى عديد الأوساط المختصة في الميدان أن بعض المناطق في بلادنا و خاصة بالبحر في عرض سواحل قرقنة وصفاقس تسبح على بحيرة من الغاز الطبيعي و البترول… و قد ترى النور يوما هذا دون اعتبار ما تخزنها اراضينا من كميات رهيبة من غاز الشيست…
موضوعنا اليوم يخص الطاقة البديلة التي توفرها الرياح المتواجدة في عدة مناطق كالشمال الغربي مثلا و كذلك بمنطقة الوطن القبلي (ولايات الكاف و جندوبة و نابل و صفاقس بجزيرة قرقنة) أين تبقى الرياح تعصف جل أيام السنة و قادرة على توفير الطاقة لبلادنا و لم لا تصدير هذه الطاقة لدول أخرى… في حاجة أكيدة لذلك لتدر علينا العملة الأجنبية.
نفس الشيء بالنسبة للطاقة الشمسية و الضوئية التي أصبحت صناعة تدر أموالا طائلة و لا تتطلب الكثير من التجهيزات المعقدة و المصاريف الباهضة بالتالي تمنع الطاقة التي يمكن استغلالها لأغراض الصناعة و تزويد المساكن و تخزين كميات كبرى لتصديرها للخارج و قد أكدت لنا مصادر مختصة في الميدان أن موقع بلادنا يعد مصدرا لتوفير الطاقة الشمسية خاصة لأطول فترة و تبقى جزيرة جربة مثلا أفضل منطقة لذلك و من احسن المواقع في العالم لتوفير الطاقة بالشمس و الهواء و كذلك مياه البحر التي لا تستغل في بلادنا كما يجب سواء بتحليتها أو بتوظيفها لصنع طاقة تعوض الأخرى الكهربائية التي ينفق عليها اموالا طائلة من المحروقات التي تكلف خزينة الدولة مصاريف كم نحن في حاجة اليها لتصرف في ميادين أخرى.
نقول مرة أخرى لقد حان الوقت لتشجيع الصناعيين و الفلاحين و حتى المتساكنين لدخول غمار الاعتماد على الطاقة البديلة حتى يخف العبء على المواطن و الدولة لما فيه خير البلاد و حتى تصل إلى مرحلة استغلال ثروات منحها الله لهذا البلد العزيز علينا و الذي نريده ان يبقى آمنا من الفتن و تصبح الريح و الشمس و البحر منبع الخيرات و مصدرا للعملة الصعبة التي نحن في حاجة لها.
مرشد السماوي