في احدى البلدان العربية كان الذين يتعاملون مع شركات الخطوط الجوية يعرفون مدى احترام تلك الشركات لمواعيد النزول و الاقلاع و يصنفونها حسب ما اشتهرت به من تأخير من خمس دقائق إلى ربع ساعة و أحيانا نصف ساعة و كانت شركة عربية واحدة يضربون بها المثل في التأخير الذي يصل إلى أربعة و عشرين ساعة و يبدون الكثير من العطف مع المسافرين الذين يضطرون للتعامل معها … و حين وضعتني الظروف القاسية للسفر على خط لشركة اشتهرت بتأخير يصل أحيانا إلى ساعة قلت مازحا للعون المكلف بتذكرة السفر حين لاحظ أن الإقلاع يكون في الساعة كذا و كم هي مدة التأخير ؟ فأجابني بحدّة الطائرة قد تتأخر و قد تصل في الموعد فأنت مضطر لانتظارها مهما تأخرت بينما الطائرة لن تنتظرك حين تتأخر و لو دقيقة !
و من بين الخطوط التي كان يضرب بها المثل في احترام مواعيدها مثل الشركات الأوروبية شركة الخطوط الجوية التونسية…
و مضت الأيام و دارت عقارب الساعة و بسرعة فقدت شركتنا هذه الشهرة و تعالت أصوات الاحتجاج و التذمر من التأخير و أخيرا و في رحلة من نيس قال احد الأجانب لزوجته بعد طول انتظار » إن رحلة تايلاندة كانت جدّ مريحة و لم أشعر بالضيق كما أشعر به الآن » !! و سمعت هذا التعليق و شعرت بالخجل لأن النقد يبقى موجها إلى جنسية الشركة و ليس إلى مديرها و لا وزيرها .
و مع الأسف نسمع و نطالع تبريرات سخيفة و من حسن الحظ أن السخافة لا تجر الموت … و السؤال هل نطمح يوما إلى العودة إلى الشهرة الإيجابية ؟ قطعا إسترداد الثقة يتطلب جهودا و بطولة نادرة .
محمد الكامل