الذي لم أفهمه و لم يفهمه الشعب و هذه القوى العاملة و المناضلون النقابيون و كل فئات المجتمع هو أمر هذه النخب التي ظهرت بعد الثورة نخب لا يعرفها أحد و لا يصدقها أحد و لا يتأثر بها أحد فجأة صعدت عل صدر الحدث و برزت إلى العلن و تبوأت الصدارة و أصبحت تصارع من أجل المناصب و من أجل المجد الزائف و لا همّ لها إلا ضرب بعضها البعض أحزاب و نخب سياسية واهية المبدأ واهية البرامج واهية التقدير و الانتماء و دأبت منذ بروزها على الصراخ و التهجم ساعدها بعض من الإعلام مدفوع الأجر و منضمات و هيئات و جمعيات تطفو على الساحة فينكرها المجتمع و يرفضها و لكنها تتعنت و تحاول أن تفرض نفسها و لا تستحي و لا تراجع موقفها بل تكابر و تزايد محاولة أن تهيمن على الساحة بكل الوسائل
بل فيهم من تخلى عن واجبه الحقيقي و رسالته التي تأسس من أجلها و راح يبحث عن موقع آخر و طبعا فالسياسة في أيامنا هذه أسهل طريق للوصول للغايات نراهم تخلوا عن واجبهم الحقيقي و تناسوا أنهم غير مؤهلين لها تصدروا أمره و تصدروا المشهد كله و أصبحوا منظرين و واضعيين للمبادرات و التوافقات و خارطات الطريق و يفرضون رأيهم فرضا بل يهددون و يتوعدون من لم يأخذ برأيهم و يقف موقفهم و يذعن لقرارهم .
هؤلاء تخلوا عن واجبهم الحقيقي و راحوا يبحثون عن سلطة واهيه و شهرة مفتعلة و مراكز متقدمة في الصدارة و هم يعملون في قرارة أنفسهم أنهم لا يمثلون إلا أقلية تدور في فلكهم أما الشعب و أما منخرطو المنظمات و المناضلون فقد تخلوا عن هذه النخب و شرعوا في تركهم لأنهم أكتشفوا أن هؤلاء النخب تتخلى عنهم في كل لحظة من أجل مصالحهم الشخصية .
اعداد رفيق المختار