متناقضات مؤثّرة في العاصمة… ففي المسرح البلدي ينظم العرض الأول لأيام قرطاج السينمائية وفي قاعة السينما تدعى –ملكة القاعات- ينقل من مدريد مباشرة مقابلة مدريد وبرشلونة… احتفال شعبي مثير أمام قاعة السينما موسيقى وأعلام وأهازيج رغم أن اللعب في مدريد والحماس في قاعة الكوليزي والكل يتدافع ولا يبالي بغلاء سعر التذكرة وفي لمح البصر غصت ملكة القاعات بجمهور قدّر بألف ومائتين نسمة وتعالت الهتافات إلى أقصاها مع كل هدف يسجّل وكانت الحصيلة أربعة أهداف من طرف واحد، أي فرح وهتاف عند فريق وحزن ووجوم عند طرف آخر. بدأت المقابلة السادسة وعشر دقائق وانتهت الثامنة مساء في نفس توقيت حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية وتقابل الفريقان في الشارع، فريق سعى وبجهد لمشاهدة مقابلة تُجرى في مدريد في قاعة سينما وفريق آخر جاء مدعوا لمشاهدة شريط سينمائي في مسرح أقيم لعروض الفن الرابع.
وحياتنا كلها متناقضات ولابدّ من البحث عن سرّ اهتمام قاعة السينما بنقل مقابلة في كرة القدم بدل إيواء افتتاح مهرجان سينمائي… هناك أسباب تدلّ على تغليب الأغراض الشخصية على المصلحة العمومية وهذا مرفوض لو وجدت القيادة الحكيمة في وزارة الثقافة بدل اللهث وراء مصالح شخصية قريبة وبعيدة المنال لم تعد خفية على العين المجرّدة.
محمد الكامل