أمام جمهور محترم العدد، احتفت الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي بالذكرى التاسعة والخمسين لإعلان الجمهورية ليلة الاثنين 25 جويلية الجاري في المسرح الأثري بقرطاج، بعرض « أحب البلاد » الذي انقسم إلى فقرتين الأولى مع الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة « محمد الأسود » ومشاركة كل من « محمد الجبالي »، « شهرزاد هلال » و »ألفة بن رمضان »… أما القسم الثاني الذي اهتزت له مدارج المسرح الأثري بقرطاج فأثثه الفنان « نصر الدين الشبلي » بعرضه « فلاقة » الحائز على التانيت البرونزي في الدورة الثالثة لأيام قرطاج الموسيقية
استهلت العرض الفرقة الوطنية للموسيقى التي أرادها « محمد الأسود » سهرة تونسية في هذه المناسبة الوطنية مع ثلاثة أصوات متفردة: محمد الجبالي، ألفة بن رمضان وشهرزاد هلال
لكن قبل أن يعتلي المطربون الركح، كرمت الفرقة الفنان « رضا القلعي » بتنفيذ متقن لمقطوعته الموسيقية « ليالي الدار البيضاء »، ثم استقبل الجمهور الفنانة « شهرزاد هلال » التي تألقت بصوتها وإحساسها العالي في وصلتها التي اقترحت فيها أغنية وطنية بعنوان « تونس الحنينة »، فكوكتال مميز لأغاني السيدة نعمة، وختمت وصلتها بإنتاجها الخاص « آش خص » ليهتف الجمهور إعجابا بهذا الصوت المثقف والجميل الذي أحسن الاحتفاء بتونس بلهجات موسيقية تونسية في عيد الجمهورية
أما الفنانة « ألفة بن رمضان » التي كانت أنيقة، حضورها جذاب على الركح فقد استهلت وصلتها الغنائية بأغنيتها الوطنية « سلام على الدرة الساطعة »، ثم اقترحت عددا من إنتاجاتها الخاصة مثل « أصحاب »، و »يقتل حبي » فأطربت الجمهور وراقصته قبل أن تترك الركح للفنان « محمد الجبالي » الذي استقبله الجمهور بحفاوة، وكان على « الجبالي » أن يمتع هذا الجمهور بأكثر ما يمكن من أغانيه فقدم كوكتالا يتضمن عددا من إنتاجاته الخاصة مثل « غزرة عينك »، « انت الكل في الكل »، « آش السر اللي فيك »، « يا حنين »، « يزيني »، « يا قمر »، وقد تفاعل الجمهور رقصا وغناء مع هذا الكوكتال قبل أن يقترح أغنية جديدة من كلمات « حاتم القيزاني » بعنوان « هي بلادي هي » أدتها الفنانة « سلاف » ولكن لأنه صاحب اللحن كان يحق له غناءها وقد رددها بالكثير من الإحساس
صاحب الصوت المتفرد والنادر « محمد الجبالي » احتفى في نهاية وصلته بالفن التونسي في الذكرى التاسعة والخمسين لإعلان الجمهورية من خلال أغنية تتضمن عددا كبيرا جدا من أهم عناوين الأغنية التونسية بعنوان « فن بلادي »
أما القسم الثاني من العرض فقد احتفى بنمط آخر من الموسيقى التونسية هو الفن الشعبي مع عرض « فلاقة » للفنان « نصر الدين الشبلي » عازف الإيقاع والحاصل على الماستير في هذا الاختصاص، منشغل بالفن الشعبي التونسي وأراد الاحتفاء به بعرض فرجوي آسر افتك التانيت البرونزي في الدورة الثالثة لأيام قرطاج الموسيقية
والجمهور التونسي يحب الفن الشعبي، تهزه نغماته انتشاء وإيقاعاته رقصا، فكان تفاعله هستيريا مع « فلاقة » رقصا وتصفيقا وهتافات وغادر المسرح الأثري بقرطاج بعد نهاية العرض دون أن يرتوي منه
« فلاقة » عرض فرجوي بامتياز مع فرقة تمتزج فيها الآلات الإيقاعية بالآلات الوترية العصرية مثل الكمنجة، والكنترباص، والساكسفون مع الزكرة… لكن المثير أن « نصر الدين الشبلي » أحسن دمج هذه الآلات فحافظ على روح الفن الشعبي مع لمسة موسيقية زادته ألقا…
رافق العرض صوتان استثنائيان هما « رشيد الماجري » و »محمد العايدي »… الأول صوت متفرد يؤدي الشعبي بمنتهى التمكن، والثاني صوت شاب واعد ومتمكن… كما حضرت الكوريغرافيا في هذا العرض الفرجوي الحي الذي احتفى كما يجب بالفن الشعبي التونسي ورفعه إلى المكانة التي يستحقها… أما « نصر الدين الشبلي » فقد كان في عرضه عازفا بارعا على الطبلة وقائدا محترفا لفرقته، في حركاته الكثير من العشق لما يفعل ولهذا أشع بعرضه في الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي
