بدأ سنة 1985 حلما… ليتحول إلى فعل إبداعي جاد …هو مهرجان « نيابوليس » لمسرح الطفل بنابل الذي كان وطنيا قبل أن يرتدي لباس الدولية بداية من 1994 ليصبح منارة إبداعية هامة أفردت للطفل التونسي أولوية لاهتماماته وشواغله.
مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل هذه التظاهرة التي تهتم بالفن الرابع الموجه للنشء ستحتفي بانطلاق دورتها الـ31 بداية من الأحد القادم 8 جانفي وتتواصل حتى يوم 15 جانفي 2017 بحضور وطني ودولي هام وبإنتاجات محترفة رائدة في مسرح الطفل.
تعدّ هذه الدورة استثنائية لتزامنها مع عطلة الشتاء وتحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف.
وفي هذا السياق، أكّد الرئيس الجديد لجمعية مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل ومدير الدورة وليد بن عبد السلام أنّ هذه الدورة الـ31 هي مسؤولية كبرى وهي دلالة على استمرارية المهرجان ونمّوه مع نموّ متطلّباته مضيفا أنّ هذه الدورة تقوم بإدارتها جمعية متطوّعة متكوّنة من عناصر شابة.
وأشار إلى أنّ كلفة المهرجان بلغت 250 ألف دينار حيث وقع جمع 85 ألف دينار من السلط ومؤسسات الدعم أما البقية فهو بفضل تضافر الجهود لمحبي مهرجان نيابوليس لكونه مكسب وطني وهو أقدم وأعرق مهرجان عربيّا وإفريقيّا في اختصاص مسرح الطفل وأنّ الاستثمار في الطفل هو استثمار في المستقبل لذا لابدّ من إعطائه الاهتمام اللازم والإحاطة به على حدّ تعبيره.
وبيّن بن عبد السلام أنّ دور المهرجان يتمثّل في الانفتاح على الآخر والتسامح مشيرا إلى عقد الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف من خلال عرض أنشطتها وتقديم معرضها خلال الدورة في إطار الاحتفال بسبعينيتها.
وأضاف أنّ هناك ورشات خلال الدورة للتعريف بحقوق الطفل وبدور منظمة اليونسيف وكذلك هناك عروض مسرحية مشاركة من 14 دولة مختلفة كإيطاليا وفرنسا واسبانيا والجزائر والعراق ومصر والكويت والأردن والكونغو وتركيا وفلسطين.
وأفادنا أنّ هذه الدورة تتميّز ببرمجة ما لا يقل عن 10 عروض مسرحية يوميا بـ5 فضاءات للعرض إضافة إلى العديد من الفقرات التنشيطية وسط المدينة وعروض لمسرح الشارع.
وأكّد مدير الدورة أنّ هناك انفتاح للمهرجان على محيطه القريب والبعيد من خلال برمجة 27 عرض بكل من منزل بوزلفة والمعمورة وعروض أخرى بفضاء المدينة بياسمين الحمامات وبأكودة والقلعة الصغرى من ولاية سوسة وعروض أخرى بعقارب من ولاية صفاقس إضافة إلى مجموعة من الورشات المتمثّلة في ورشة في الكوميديا « دي لارتي » ورشة المرح التفاعلي والعلاج بالدراما وورشة توظيف الموسيقى في المسرح وورشة توظيف التراث في المسرح المدرسي كما تتواصل هذه التجربة الفريدة من خلال مسرح الرضع التي أصبحت من عادات المهرجان حيث وقع برمجة عروض للرضع بداية من 3 أشهر من خلال عرض مسرحية TEMPO وهو عرض من فرنسا لمسرح الشعلة والذي شهد سابقا إقبالا كبيرا والذي يستوعب 25 رضيع و25 ولي.
وبيّن أن المهرجان سيواصل عروضه من خلال عمله على إدماج الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية ببرمجة عرض الإشارات للصم والبكم بعنوان « اللبيب من الإشارة يفهم » للفنان عبد المنعم شهير إضافة إلى دعوة أطفال من مؤسسة الإصلاح والسجون بسيدي الهاني وحضور 3 عروض مسرحية وبالتالي سيكون المهرجان مشعّ وغير مقتصر على ولاية نابل فقط وهي سياسة هذه الدورة وتفعيل شعار مدن الفنون من خلال الولوج إلى الإحياء الشعبية على حدّ قوله.
وختم مدير المهرجان أن هذه الدورة هي افتتاح لسنة 2017 بالفرحة والابتسامة والنشاط من خلال أزقة ومدن ولاية نابل وهو في حدّ ذاته استثمار اقتصادي كبير من الجانب الفني وكذلك من الجانب المادي ببيع الصناعات التقليدية التي تتميّز بها المدينة إضافة إلى إنعاش قطاع السياحة الداخلية والخارجية وكذلك القطاع الفلاحي من خلال معرض شهر البرتقال والتعريف بمنتوج القوارص بولاية نابل وتكون بذلك الثقافة في خدمة الاقتصاد الوطني من خلال برمجة المهرجان لـ130 عرض مسرحي في ظرف 8 أيام فقط.
هاجر عزّوني