• 24 avril 2025

الإضراب و الإضرار بالطبقات الشعبية

أمام المبالغة في شن الإضرابات أصبحت كلمة  »إضراب » تتنزل كالصاعقة على رؤوس الطبقات الغير ثرية و تزيد في مصاعب الحياة بل و تزلزل حياتهم و تحولها إلى جحيم حقيقي… قطعا يقول المنافقون و المتطرفون و المتلاعبون بالسياسة و المرتزقون  من الإضراب أن الإضراب حق دستوري أجيب أنه حق عندما يستعمل في قضايا حقيقية تستحق الوصول إلى هذا الحل المر و لكن عندما تظهر مبالغة إلى حد مشبوه يصبح مزيجا و يثير الشكوك خاصة إذا يشن بسبب مطالب تعجيزية و متطرفة ثم إن للإضراب قواعد و قوانين ثابتة في بلادي لا يتم الرجوع إليها بل أحيانا هناك الإضراب العشوائي و الإضراب الوحشي و الإضراب المفاجئ فلأتفه الأسباب يشن الإضراب و يتوقف النشاط و تلحق الإضراب بالناس و لا أحد يتحرك و لا يسأل بل تجد من يساير و يتضامن و هنا تشعر بالنفاق و بضعف إرادة البشر و بالأنانية المفرطة و بالجبن في مواجهة المسؤولية.

و الإضراب في النقل و في الصحة و في التعليم جريمة مبيتة لأنها تلحق الأضرار بالطبقة المتوسطة فما تحت في حين أن الثري و المهرب و اللص لا تهمه الإضرابات فهو صاحب سيارات و عندما يتوجع يتوجه إلى العيادة أو المصحة على ملك الخواص مهما كانت الأسعار مشطة و في التعليم يتعامل مع المدارس الخاصة و الآن كبار الذين يتلاعبون بالمال و بالكسب الحرام يرسلون الأبناء إلى معاهد و جامعات الخارج و يصيب ضرر الإضراب المواطن العادي المسكين الذي يجد صعوبة في سائر الأيام فما بالك عند الإضراب.

أيها المنافقون إن للإضراب قواعد و قوانين فقد أفسدتم هذا الحق الشرعي و الدستوري و خلقتم نقمة على النقابات التي تبالغ في تسديد الضربات الموجعة للأبرياء… إن الإضراب ليس لعبة عند عدمي الشعور بالمسؤولية و ما ينجر عنه من خسائر و مصائب بل إن الإضراب فقد نجاعته و قداسة هدفه بعد أن أصبح يشن ليومين و ثلاثة أيام و هناك من شنه لخمسة أيام أي للتسلية و لضمان أسبوع إجازة.

يكفي بعد كل هذه السنوات من التلاعب بقدسية الإضراب الذي من المفروض أن يشن لأهداف سامية.

Read Previous

اعتصار الطبقة الوسطى أمام الممارسات الاحتكارية

Read Next

تونس دعم للآداب و الكتاب

Leave a Reply

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Most Popular

A la une!