• 25 avril 2025

السياسة و استخلاص العبرة من الحرث في البحر

تمر الحياة السياسية في البلاد بمرحلة صعبة شديدة الغموض نتيجة الحرية المبلغ فيها التي منحت إلى المواطنين…حرية احتكار الكثيرون في كيفية التصرف معها فالمنظمات الإنسانية اختلط عليها المشهد و انطلقت في الدفاع المستميت عن الأبيض و الأسود و في مهاجمة و بإصرار عجيب بقية الألوان الأخرى و في نفس الوقت أغمضت المنظمة الشغلية عينيها عن مجلدات قوانين الشغل و اندفعت في مناصرة هذا وذاك في محاولة لتعويض ما فات في سنوات كانت تلجم طموحاتها المبالغ فيها و كانت تساير تعليمات السلطة حتى في المناشدة لتجديد الفترة الرئاسية أما الأحزاب الكرتونية السابقة حلت محلها 217 حزب و كلها تدعي الثورية بينما هي في الجهالة تسبح و يتلخص نشاطها في النقد و في خطاب متشنج تطغى عليه نبرة الغضب الاصطناعي هكذا في المطلق و تتكرر خلالها كلمة  »الفشل » و كأنها صاحبة مجهودات بناءة لفائدة المجتمع حتى أصبح لكل حزب يخرج من حين  لآخر من أعماق الرماد و يتبنى قضية عامة علامة مميزة لعل أهمها رفض جهاز الدولة برمته و التظاهر بالعطف على حالة الناس المزرية…و في هذا الخصم من الضياع العام اختلط الحابل بالنابل و لم يعد المواطن الشريف يعرف الجانب الموالي للخير أو الطرف المنافق الذي يخفي الشرور في قوالب مزيفة و ما أكثر عددها منذ 2011 و ما أخبث سمومها فهي تدافع عن الإرهابيين و نلبسهم أزياء العاطلين عن العمل و تناصر المهربين و المحتكرين و المارقين عن القانون بحجة اضطرارهم لذلك أمام انسداد آفاق الاجتهاد بل إن منظمي رحلات الموت و الهلاك لهم من يساندهم من منظمات و أحزاب كرتونية بحجج ملفقة كلماتها تتناقض فيما بينها…

و هكذا و مع الأسف يقع العبث بالحرية التي تستعمل حاليا لتصفية حسابات وضيعة فهذا يريد تدمير ذاك و لا يهمه الأسلوب بل بذل كل ما وسعه من أساليب منحطة لتحقيق هدفه… الكل يحرث في البحر و يعتمد على فصاحة منجد التهجم و التخريب في وقت يهتز الركب بالجميع و لعل أسوأ صورة يلمع بريقها من البرلمان حيث استقرت اللامبالاة و الاستخفاف و المقاعد الشاغرة و الخطاب المستفز و المثير للنعرات و الغير مثمر…و هكذا يذكرنا بخرافة مصباح علاء الدين الذي أهدرت الطلبات المفيدة في مطالب صبيانية لا تنفع و لا تفيد و هذا ما يقع حاليا للحرية في بلادنا.

Read Previous

عدد المسجلين الجدد في الانتخابات التشريعية والرئاسية يصل الى مليون

Read Next

كرة القدم … و بوادر إشعال نار الفتنة

Leave a Reply

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Most Popular

A la une!