أمام المبالغة في شن الإضرابات أصبحت كلمة »إضراب » تتنزل كالصاعقة على رؤوس الطبقات الغير ثرية و تزيد في مصاعب الحياة بل و تزلزل حياتهم و تحولها إلى جحيم حقيقي… قطعا يقول المنافقون و المتطرفون و المتلاعبون بالسياسة و المرتزقون من الإضراب أن الإضراب حق دستوري أجيب أنه حق عندما يستعمل في قضايا حقيقية تستحق الوصول إلى هذا الحل المر و لكن عندما تظهر مبالغة إلى حد مشبوه يصبح مزيجا و يثير الشكوك خاصة إذا يشن بسبب مطالب تعجيزية و متطرفة ثم إن للإضراب قواعد و قوانين ثابتة في بلادي لا يتم الرجوع إليها بل أحيانا هناك الإضراب العشوائي و الإضراب الوحشي و الإضراب المفاجئ فلأتفه الأسباب يشن الإضراب و يتوقف النشاط و تلحق الإضراب بالناس و لا أحد يتحرك و لا يسأل بل تجد من يساير و يتضامن و هنا تشعر بالنفاق و بضعف إرادة البشر و بالأنانية المفرطة و بالجبن في مواجهة المسؤولية.
و الإضراب في النقل و في الصحة و في التعليم جريمة مبيتة لأنها تلحق الأضرار بالطبقة المتوسطة فما تحت في حين أن الثري و المهرب و اللص لا تهمه الإضرابات فهو صاحب سيارات و عندما يتوجع يتوجه إلى العيادة أو المصحة على ملك الخواص مهما كانت الأسعار مشطة و في التعليم يتعامل مع المدارس الخاصة و الآن كبار الذين يتلاعبون بالمال و بالكسب الحرام يرسلون الأبناء إلى معاهد و جامعات الخارج و يصيب ضرر الإضراب المواطن العادي المسكين الذي يجد صعوبة في سائر الأيام فما بالك عند الإضراب.
أيها المنافقون إن للإضراب قواعد و قوانين فقد أفسدتم هذا الحق الشرعي و الدستوري و خلقتم نقمة على النقابات التي تبالغ في تسديد الضربات الموجعة للأبرياء… إن الإضراب ليس لعبة عند عدمي الشعور بالمسؤولية و ما ينجر عنه من خسائر و مصائب بل إن الإضراب فقد نجاعته و قداسة هدفه بعد أن أصبح يشن ليومين و ثلاثة أيام و هناك من شنه لخمسة أيام أي للتسلية و لضمان أسبوع إجازة.
يكفي بعد كل هذه السنوات من التلاعب بقدسية الإضراب الذي من المفروض أن يشن لأهداف سامية.