وطني هادئ وطني جميل و مسالم- و كذلك شعبي عزيز شعبي عظيم و سلمي- تحرك بكل قوة و كل جدية و أسقط تاريخ الظلام و فردية الحكم الأسود- وطني كبير و شعبي عظيم- ولكن بكل حزن تسلّط على وطني كل آفاق و كل قاطع طريق و كل طالب مصلحة و كل مجنون العظمة شبقي شقي. فهذا الحكم و هذا يعارض و هذا ينتقد و هذا يحرّض و هذا يحلل و هذا ينظر و كلهم على غير خطر شعبي و غير أحلام الوطن.
كل هذا يعرفه شعبي و يتابعه بدقة و يتريث باحتراز و يدفنه بتحضر و لا أحد يقدر على شعبي مهما أتى به من دهاء و خبث بل غن بعضهم مدعوم من جهات غريبة و محمّل بعمالة تاريخية.
كل هذا يعرفه شعبي و يعلمه علم اليقين و يمتص مراراته و يتحمّله. أما الذي لا يتحمّله شعبي و لا يتقبّله الوطن أن تأتي مجموعة ينصبون أنفسهم وسطاء و أصحاب مبادرة مع انهم لا ناقة لهم في السياسة و لا جمل لهم في الوساطة.
ليتهم التفتوا إلى واجبهم الوطني كل في موقعه. و وقف وقفة عمل وجدّ في مؤسّسته و انتبه إلى حاجيتها و التزاماتها و بذل جهده لصالح ما اؤتمن عليه- و إلا كيف نفسّر أن تأتي منظمة الأعراف فتتخلى عن واجبها القانوني و تتعاطف منظمة نقابية منافسة تاريخية لها- فيتكاملان في الوساطة و الوصاية على كل كيان الدولة شعبا و حكومة و معارضة و هي لم تستطع أن تحل مشاكل منتسبيها و تدافع عن حقوقهم عجبا يجتمع رباعي لا توافق منطقي بينهم ليقوموا مقام الدولة و الشعب و يرفعون الصوت و العصا في وجه المعارضة والحكومة عجبا يا وطني- ألم يبق في بلدي من يتوسّط ألم يبق في بلدي عاقل و حكيم إلا هؤلاء- فإذا كان الأمر كذلك، مخطئ، مخطئ «نبّاح الوطن» .