بفضل جمهور استثنائي لم يتخلف عن حضور أي سهرة من سهرات « خارج الأسوار » ضمن فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج، يمكن القول إن الثقافة التونسية كسبت فضاء جديدا ساحر هو بازيليك « سان سيبريان » الذي أثبت قدرته على استقطاب جمهور محب للتجارب الجديدة والمجددة، متذوق للموسيقى الراقية
ليلة الاثنين 15 أوت الجاري كان الموعد مع اختتام برمجة « خارج الأسوار » بعرضين اثنين الأول « موشح » لنوفل بن عيسى والثاني من تدبير الفنان الكبير « صلاح مصباح » الذي اهتزت أركان البازيليك بصوته الجميل وآدائه عالي الإحساس
كانت سهرة موسيقية أصيلة، استهلها « نوفل بن عيسى » وضيفه عازف الكمنجة المصري « حسن شرارة » بعرض « موشح » الذي قدم
فيه مسار الموشح من الأندلس إلى إفريقية ثم إلى الشرق العربي، من خلال عدد من الموشحات المعروفة القديمة أغلبها من تأليف « عطية شرارة » إضافة إلى موشحات أخرى حديثة والأزجال المشهورة
وقد شارك في الآداء بصوت متمكن وإحساس عال الفنان « نزار بوصحيح » والمجموعة الصوتية لجمعية مقامات المعززة بطلبة المعهد العالي للموسيقى بتونس
في النصف الثاني من السهرة، انتظر جمهور بازيليك « سان سيبريان » بشغف كبير إطلالة الفنان المتميز « صلاح مصباح » الذي كان أنيقا كعادته، لبقا كعادته بادر قبل صعوده على ركح « البازيليك » بإهداء مدير الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي « محمد زين العابدين » باقة من الورود، كما رمى جمهور باقتين تحية منه لمدير المهرجان ولجمهور هذا الفضاء الساحر الذي لم يرض بالمغادرة مطالبا « صلاح مصباح » بالمزيد من الأغاني، وهو كان في أجمل حالاته، غنى بإحساس كبير واستعرض إمكانياته الصوتية التي تطيح بأي لحن… صوته لوحده قيثارة من السماء تحرك القلب والوجدان
استهل « صلاح مصباح » عرضه بأغنية جديدة بعنوان « اكتبني » التي قال إنها تبدو عاطفية ولكنها أغنية وطنية موضوعها أم ترجو ابنها عدم الرحيل ولكنها لا تستطيع أن تثنيه عن فعل ذلك، ونخشى أن تكون الأغنية رسالة حب قاسية بين « صلاح مصباح » وهذا الوطن وهو الذي قال خلال الندوة الصحفية التي سبقت عرضه إن هذه المحطة هي الأخيرة له في تونس!
غنى « صلاح مصباح » أيضا عددا آخر من أغانيه المتميزة التي لمع فيها صوته كالعادة مثل « أنا هكة »، « تقول نحبك »، « توحشتك يا للا » أو « رونديفو »، « ضحكة » وغيرها من الأغاني الجميلة التي اختتم بها « صلاح مصباح » برمجة « خارج الأسوار » ببازيليك « سان سيبريان » ضمن فعاليات الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي ليكون أفضل اختتام في برمجة كانت متميزة ومنحازة للتجارب الجديدة والمجددة في الموسيقى