شملت الزيادة في الأسعار خلال السنوات
الأخيرة كل مرافق الحياة حتى أن بعض الأمثلة
تظهر و كانها نزوة إذ لا شرعية على ذلك و هذا
بغض الطرف عن المناسبات التي يتم فيها التهافت
على سلعة ما فترفع أسعارها هكذا لمجرد الاستغلال
المسكوت عنه إذ في امكان المواطن العاقل الاستغناء
و بسهولة عن عدة أشياء .
ففي الأسابيع الأخيرة وضعت مائة مليم في
يد متسول متقدم في السن كان يستعطف المارة
بصوت عال فنظر إلى قطعة المائة مليم و بسرعة
أعادها لي و هو يتمتم « خليها عندك « و يظهر أن
ذلك المتسول من الطبقة البورجوازية خطا معينّنا
لقبوا ما يجود به أهل المرم من حسنات .
و هناك نوع آخر من متسولين يرفضون مد اليد
و استعطاف المارة فيضعون أرضا آلة وزن لجلب
أنظار أهل العطف فهناك من يفهم المعنى فيجود على
الرجل بقطعة نقدية و في بعض الأحيان يتضاهر
بأنه يزن نفسه و تبقى عملية عطف و هي مجرد
صدقة… و منذ أسبوع شاهدت في شارع فرنسا
أحد هؤلاء وضع لافتة كتب عليها 140 « مليما « و
منذ الأزل كان المطلوب مائة مليم … ما معنى زيادة
بأربعين مليما ؟ يظهر أن الرجل تأثر بمحيطه و
اندفع مع الجماعة في نزوات مسترسلة لن تجلب
له أي شيء سوى استهزاء المارة و استغرابهم لما
آلت إليه الأمور العامة .