• 25 avril 2025

الأزهر العكرمي (القيادي في «نداء تونس») :أطراف تريد تحويل الحزب إلى مائدة لئـام

 المؤتمر سيفقع الدمّل والباجي أُجبر على اتّخاذ هذا القرار

 رضا بلحاج هو من أتى بالسبسي الابن إلى الحزب وانقلب عليه

قال الأزهر العكرمي القيادي في حركة «نداء تونس» في حوار له مع «التونسية» إنّ إسناد مسؤولية لحافظ قائد السبسي داخل الحركة لم يكن إلا الشعرة التي قصمت ظهر البعير مشيرا إلى أن نفس الأشخاص الذين أتوا بالسبسي الإبن إلى الحزب هم الذين أثاروا الخلاف اليوم وأججوا فتنته بالتصريحات الإعلامية خوفا على مواقعهم القيادية .
واعتبر العكرمي أن الباجي قائد السبسي أُرغم على اتخاذ قرار عقد المؤتمر حتى لا يتهم بالتوريث مؤكدا أن هناك أطرافا احترفت التخريب المنهجي وتريد تحويل الحزب إلى مائدة يجتمع حولها اللئام على حدّ تعبيره.
العكرمي الذي قال إنّه اكتشف عبر تصريح زميله في الحزب رضا بلحاج أن الانتخابات تشبه البنزين ويمكن أن تتحوّل إلى أداة للانتحار أكّد أن نتيجة المؤتمر لن تكون مفاجأة لكنّها ستكون كالمضاد الحيوي الذي سيقضى على الدمّل من جسم الحزب…
وفي ما يلي نصّ الحوار :

 أثار الخلاف بين بعض القيادات داخل «نداء تونس» ضجيجا إعلاميا كبيرا خلال المدة الماضية استوجب ظهورا إعلاميا لرئيس الحزب السيد الباجي قائد السبسي لوضع النقاط على الحروف فما هي أبعاده الحقيقية وهل هدأ الخلاف أم أن ناره ستتقد مجددا في المؤتمر ؟

ـ نحن نمرّ بمرحلة تشبه المطبّات  التي تحدث اهتزازا يمكن تجاوزها دون أي ضرر عندما يكون قائد الطائرة مجربا ومتعوّدا على القيادة ، والإعلام لعب دورا كبيرا في تضخيم الخلاف بمنطق السبق ومتابعة الحدث وشخصيا أرى انه من طبيعة الأحزاب السياسية أن تشقها الخلافات .
ونحن في «نداء تونس» والحمد الله بخصوص مجمل القضايا الوطنية الكبرى ليس ثمّة خلاف في المواقف لذلك نحن نعتبر أن هذا الضجيج هو امتحان للحزب فإذا أدير بحكمة ومسؤولية سيجنبنا الخلافات والتصدع بمناسبة الانتخابات التشريعية أما إذا تم ترحيله إلى المستقبل بتسوية هشّة فسيبقى كالدمّل الذي يهدد الصحة وسلامة الجسد  وعافية مغشوشة، والعمل السياسي يقوم على العقل ونحن نسعى الآن إلى اعتماد ثقافة العقل في معالجة خلافات لم تمسّ الحزب بكامله فهي خلافات تقتصر على قائمة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أشخاص غير أن الجميع يعلم أن الحزب بني حول شخص رمز وهو شخص الباجي قائد السبسي  وهدفه هو تحقيق التوازن الديمقراطي في البلاد وعلى آلية تتمثل في إدارة التنوع وترسيخ الديمقراطية .

 لكن ما هي الأبعاد الحقيقية للخلاف؟

ـ اعتقد ان الأسباب الكامنة وراء الخلاف لم يصرّح بها إلى الآن وهي تخص تموقع أشخاص يتبنون الموقف ونقيضه ويتحدثون على أن الانتخاب لا يصلح لهذه المرحلة ثم يرفضون مرجعية الباجي قائد السيسي من حيث التعيين ذلك أن كل القيادات في الهيئة التأسيسية (12 شخصا) عيّنوا من قبل رئيس الحزب من أمين عام ومدير تنفيذي وناطق رسمي وأمين مال ومكلف بالعلاقات الخارجية ممّا خلق مراكز مصلحيّة لدى البعض ممن اعتبروا أن مواقعهم في الحزب نوع من  النفوذ لم يعد بالإمكان تغييره بأيّة وسيلة وبالتالي أصبح أي نوع من المساس بهذا النفوذ وهذه المصالح يغلّف بحجج ليست هي الحقيقة كالقول بأنّ مصلحة الحزب تقتضى إبقاء ما كان على ما كان إلى اجل غير مسمى.
بينما نرى أنّ فض الخلافات يجب أن يعتمد على آلية قد تكون مخيبة لآمال البعض ولكنها المضاد الحيوي الوحيد لأمراض الحزب وهذه الآلية تمر حتما عبر تشريك الهياكل قاطبة لأننا لسنا  أكثر منهم شرعية وليس كثيرا عليهم أن نشرّكهم في إبداء آرائهم في من يقودهم ولأن منهم من استشهد كالمرحوم لطفي نقض لأجل الحزب .
هل تعتبر فعلا أن إسناد مسؤولية لحافظ قائد السبسي كانت السبب في الخلافات داخل «نداء تونس» أم كانت فقط الشعرة التي قصمت ظهر البعير؟

ـ حافظ قائد السبسي لم تسند إليه مسؤولية كما بدا في الأسابيع الماضية بل هو معيّن على رأس لجنة الهياكل منذ أكتوبر 2013  ومن جاء به إلى هذا المصب  هو المدير التنفيذي وبموافقة سي الباجي ومازلت استغرب إلى حد الآن لماذا  تمّ طرح قضية اسمها حافظ قائد السبسي بعد اجتماع صفاقس الذي حضره 12 ألف شخص؟

لكن ما حصل انه تم الاتفاق على لجنة جديدة للهياكل فيها رضا بلحاج والطيب البكوش والأزهر القروي الشابي ومحمد الناصر وسلمى اللومي وإدارة مركزية للهياكل تعنى بالشأن الإداري على رأسها حافظ وهناك أشخاص من قْيادة الحزب طرحوا الأمر على انه تعيين جديد وتوريث وهذه القصة استهدف فيها رئيس الحزب بالدرجة الأولى وظهرت كأنها عملية ليّ ذراع رغم موافقة 9 على 11 عضوا في الهيئة التأسيسية وبدأ الخلاف يخرج للإعلام وينشر بعناوين مخالفة للحقيقة على لسان بعض قيادات الحزب. من هذا المنطلق تراجع رئيس  الحزب عن التعيين الذي مارسه منذ نشأة النداء وقال «نمرّ إلى الانتخاب للقيادة حتى لا اتهم بالتوريث».
وعندما نقول إنّ الانتخاب هو الآلية الوحيدة الباقية فذلك خوف من أنّ الورقة الأخيرة المتمثلة في تفويض رئيس الحزب لتعيين يمكن أن يراه مناسبا قد تحترق بمعارضة أي تعيين مع الاحتجاج الإعلامي على ذلك حيث لا تبقى للحزب أيّة مرجعية وقتها .

 لكنّ المدير التنفيذي للحزب السيد رضا بلحاج اعتبر أن المؤتمر انتحار سياسي؟

ـ مؤتمر الحزب طرح ضرورة للوعي بما يجري وكحلّ لم يتبق أمامنا غيره. وبالمناسبة يجب التوضيح أن المؤتمر التأسيسي ليس المؤتمر العام فالمؤتمر التأسيسي هو توسيع لدائرة الشرعية بعد أن أصبحت الهيئة التأسيسية المكونة من 12 فردا غير متفقة على حسم القرارات ويقتصر دور المؤتمر في رأيي على ثلاث نقاط هي انتخاب قيادة إدارة الحزب وإعداد الانتخابات العامة التي تشمل الرئيس والأمانة العامة ومكتب سياسي.
ثانيا المصادقة على النظام الداخلي لأنه إلى حد الآن ليس لنا قانون منظم وثالثا تسليم الهيئة التأسيسية صلاحياتها للهيئة المنتخبة وذلك بحضور جميع هياكلها الواقعية  في الجمهورية والتي يبلغ عددها 800 شخص وهنا أعطيك مثالا على ذلك أن حزب «التحالف الديمقراطي» عقد مؤتمره بعد ثلاثة أشهر من تأسيسه واعتمد هذه الآلية ولم يثر ذلك أي أشكال وإذا كانت هذه الانتخابات  قد تخيّب آمال البعض فإنها تبقى  أساسية لإفراز تشكيلة متنوعة تعمل بنظام داخلي وباستمرارية التوافق والشرعية .
وتعليق زميلي على انه انتحار سياسي فمع احترامي لرأيه فإنّه جعلني اكتشف لأول مرة أن الانتخاب كالبنزين أداة للانتحار وهذا علم جديد في العلوم السياسية .

 ما مدى صحـة «قصّة التوريث» بين السبسي الأب والإبن ودور العائلـة في الحزب؟

ـ هذه قصة خلقت للضغط على الباجي القائد السيسي ومن يعرف لماذا يحمل رأسه بين كتفيه يدرك أننا في زمن لم يعد فيه مجال للتوريث وأن في الحزب كفاءات رجالا ونساء بعيدون عن هذه الثقافة وأن حافظ قائد السبسي وجد منذ البداية وكان حاضرا في شعار الحزب وهو من اختار النخلة وأنا لن أمارس الدعاية لفائدته ولكن أتمنى أن أقول الحقيقة وأتذكر لأشهر ماضية كيف كانت علاقته يومية مع من يسبّه الآن.
شخصيا لم تكن لي علاقة خاصة بحافظ وقد لا أوافقه في بعض الأفكار والرؤى ولكني اعتقد أن حشر اسمه هو استهداف لرئيس الحزب التقت عليه مجموعة صغيرة من قيادة الحزب وأطراف من خارجه تخطط ليلا نهارا للاستحواذ عليه في عملية سطو لا تليق إلا بمن له خبرة طويلة في التخريب المنهجي لكن حزب «نداء تونس» وطني ولن يكون وليمة يجتمع عليها اللئام.

 ما تعليقكم على الرسالة التي توجهت بها مجموعة من المثقفين مؤخرا إلى رئيس الحزب تضمنت جملة من الأفكار والانتقادات؟

ـ قرأت تلك الرسالة في صحيفة «المغرب» وأثارت لديّ العديد من الأسئلة هي في ظاهرها رسالة نُصّاح وعندما تقلّب في الأسماء تجد أن عددا هاما منهم ينتمون إلى حزب سياسي آخر وعدد آخر ليس من باب الصدفة غير منتم  لـ«نداء تونس»  وقد قدموا الرسالة من قبيل خوفهم على «نداء تونس» من رسكلة «التجمع»، لكن أريد فقط أن أشير إلى أن من بين الممضين على الرسالة  شخص كوّن شركة منذ 16 جوان الماضي تكفّلت بالاحتفالات والمشهدية في «نداء تونس» وكان يقدم إثر كل اجتماع فاتورة حدها الأدنى  5 ألاف دينار كان يستعد لوليمة بمناسبة الانتخابات التشريعية بجلب الطبل والمزمار وجني الأموال ولكن نحن نقول لحسن النية «شكر الله سعيك» ولمن فاتته الفرصة «الله يعوض عليك».

 أين أنتم من حزب «المبادرة» و«الحركة الدستورية»؟

ـ حزب «المبادرة» تربطنا به علاقة طيبة مثله مثل بقية الأحزاب التي تشبهنا في النظر لمستقبل تونس والحركة الدستورية ليس بيننا وبينها خلاف في الرؤى ونحن نتمنى لهذين الحزبين أن  يكونا في المستقبل في خدمة النظام الديمقراطي لأنّه علينا أن نقرّ اليوم أن بلادنا عاشت منذ الاستقلال بدولة وطنية حققت مكاسب اقتصادية وتنمية بشرية لا يستهان بها في الإدارة والصحة والأمن ومستوى العيش مقارنة ببعض الدول التي تشبهنا إلا أنها أخفقت في الحريات العامة والفردية من حيث التداول السلمي على السلطة لذلك فإن الأحزاب الدستورية مدعوة أكثر من غيرها إلى تبني النهج الديمقراطي لتوفير عناصر المصالحة الوطنية ونحن مدعوون جميعا لبناء اقتصاد الوفرة وحرية التعبير والتداول السلمي على السلطة في مناخ يتسم بالسلم الأهلية ودون نزاعات أو هيمنة أو إقصاء لأيّة جهة كانت.

 ما هو مصير «الاتحاد من اجل تونس» وهل سيكون شريكا ل«نداء تونس» في الانتخابات المقبلة ؟

ـ «الاتحاد من اجل تونس» كان خليطا رائعا من حيث إدارة التنوع ولمّ شمل العائلة الديمقراطية التي تؤمن بنفس القيم وأطراف هذا التحالف ورغم خروج «الحزب الجمهوري» مازالت متحالفة سياسيا وهي تبحث عن صيغة للتحالف الانتخابي واعتقد انه بعد مؤتمر 15 جوان وتصليب عود حزبنا سنشهد دفعا جديدا لهذا المكون وسنقدم أفكارا أكثر صراحة.
ولمّا كانت المصلحة الوطنية هي منطلق هذا الاتحاد فقد اقترحت منذ أكثر من 3 أشهر أن نحوّل الاتحاد ذاته إلى حزب ونقيم مجلس أمناء يحتفظ فيه كل أمين عام بموقعه السابق وان يقع الاندماج بين الهياكل الجهوية لنتقدم إلى الانتخابات كجسم واحد ففي الهزائم الانتخابية لا يبقى معنى لأيّة هوية «شلُالية» أو لـ«براستيج» أي أمين عام أو حزب فالسياسة تقاس بالنتائج وفي الاتحاد قوة تغنينا عن صراعات التقاسم بالحصص لخدمة هدف كان وسيبقى إقامة التوازن الذي سيسمح بالتداول السلمي على السلطة.

 معلوم أن الشق اليساري في «نداء تونس» لم يقبل بوجود «محمد الغرياني» ويعمل على عزل التجمعيين فكيف ستحلّون هذا الإشكال؟

ـ محمد الغرياني جاء به رئيس الحزب كمستشار له وهو لم يعيّن لا أمينا عاما ولا في المكتب السياسي ولا مديرا تنفيذيا. بقي أنّ هناك حساسية من بعض الإخوة الذين لم يفهموا التوازنات في كل مرحلة ومتطلباتها ونحن لم نغير الخط العام للحزب الذي انطلق كفكرة في 26 جانفي 2012 مرحباً بكل تونسي بريء قضائيا وبإمكانه أن يعمل من اجل الديمقراطية وبالتالي فالحديث عن عزل التجمعيين أو الدساترة الذين جاؤوا إلى «النداء» لغة تليق برابطات حماية الثورة ولا تليق بقياديين معينين في «نداء تونس» .
أما الحديث عن الشق اليساري فانا أوصّفه بلغة أخرى بأن هناك وجوها ذات مرجعية يسارية سابقة لان اليسار بدلالاته السياسية موجود في «الجبهة الشعبية» وليس في «نداء تونس» وهناك وجوه كثيرة مستقلة لا تحسب اليوم على اليسار  كانت في الجامعة تتبنى الفكر «الماركسي اللينيني» وعندما يصبح الإنسان قابلا بالديمقراطية بمعناها المتداول لا يمكن له التحجّج بأنه من مرجعية قديمة والإشكال الفكري في تقسيم حزب «نداء تونس» إلى  يسار وتجمع ونقابيين ومستقلين كأنها في وحدات غير مندمجة يعنى أننا جميعا سلفيون لا نتحدث عن ابن تيمية أي أننا  ماضويون لا يتطلعون إلى المستقبل بقدر تمسكهم بهويّات سابقة .

 ألا تتوقع مفاجآت كبرى في انتخابات مؤتمركم التأسيسي؟

ـ إذا عملنا على التوافق ورئيس الحزب كلف لجنة بذلك بإدارة التوافق بدل الخلاف فانه لن تحدث مفاجآت تذكر.

 ما مدى صحة ما يروّج حول التقارب بين «النداء» وحركة «النهضة» الذي قد تصل حسب البعض إلى حد التحالف مستقبلا ، وما مدى صحة أن هذا التقارب هو سبب الخلافات بين قيادات الحزب ؟

ـ هذا الموضوع أثير منذ لقاء سي الباجي والشيخ راشد في فرنسا وأثار مخاوف لدى البعض وقد استعمل في الكثير من الأحيان بشكل مغرض للتأثير في مسار الحزب وليس لتصليب عوده وهو نوع من الإرباك المقصود من أي طرف جاء منه.
فالتحالف مع «النهضة» عندما يستعمله البعض فيه إيحاء لما  وقع لحزب «التكتل» الذي يقال انه في تحالفه مع «النهضة» وابتعاده عن الحركة الديمقراطية خسر الكثير من القواعد والديمقراطية ونحن أكدنا في «نداء تونس» أننا نتعامل مع الساحة على أساس المصلحة الوطنية ليس على أساس مصلحة الحزب أو أفراد ونحن نقبل بالتعايش مع أي مكون يقبل بذلك لإيجاد سبل تكفل السلم الأهلية ومعاداة العنف ومحاربة الإرهاب وحل المعضلات الكبرى لمعيشة الناس والشغل والديمقراطية. أما التحالف فيستلزم مقومات أخرى تختلف عن التعايش من بينها توحيد البرامج الاقتصادية والإجتماعية.

 يرى البعض أن مجيء محمد الناصر إلى الحزب كان على حساب الطيب البكوش الذي يقولون إنّ حضوره تضاءل كأمين عام للحزب؟

ـ هذا انطباع وليس حقيقة لأنه في ظل ثقافة العمل الجماعي والتكليف البعيد عن التشريف هناك مكان لكل من هو مستعد للنضال من اجل تونس ومن اجل الديمقراطية. والأخ الطيب البكوش حاضر منذ لحظات التأسيس الأولى وكنت أول من دعا إلى أن يكون الأمين العام وقد كان يحكمنا وقتها هاجس وحيد هو أن يولد هذا المولود بخير ويترعرع في تلك الظروف الصعبة ليقيم التوازن ولم تكن بيننا أيّة حساسيات أو تنافس. كنا نكمّل بعضنا ونعمل في ظروف تحت تهديد السلامة الجسدية والتخلي عن مصادر رزقنا وعائلاتنا وسي الطيب  محترم إلى حد الآن ولا أحد يطعن في وجوده وهو يمثل الحزب في أكثر من مكان كالحوار الوطني و«جبهة الإنقاذ» و«الاتحاد من أجل تونس». أما على مستوى التسيير كأمين عام فإنّ التجربة الحزبية تنقصه حيث انه لم ينخرط في أي حزب في السابق وهذا من الأمور التي يتم التغلب عليها بعدم تركيز المهام في يد شخص واحد وأنا افهم أن مجيء محمد الناصر يساعده على التخلص من بعض الأعباء .

 ما هو موقفكم مما يجري في ليبيا حاليا وكيف تتوقع انعكاساته على الأمن والاقتصاد الوطني؟

ـ ما يجري في ليبيا يمس الأمن القومي التونسي والأمن القومي المصري وكذلك الجزائري وعلى هذه الدول أن تجد حلا وتصلح ما أفسده الحلف الأطلسي الذي تدخل في دولة عسكريا وعينه على منابع النفط ثم خرج منها وتركها في فوضى عارمة. ومفهوم الأمن القومي يجب أن يعاد النظر فيه لأننا اكتشفنا أن الأمن القومي لتونس يصل إلى شرق المتوسط وعندما قامت الحرب في دمشق  مسّتنا في العمق والأمر نفسه يقال عن مصر التي لا يتوقف أمنها القومي على حدود رفح وإنما يمتد كما حدده جمال عبد الناصر إلى الشيشان ومنابع النيل.
نحن اليوم نعالج الأمن القومي بمعنى الأمن العسكري لكن الحقيقة أنّ له أبعادا أخرى استراتيجية واقتصادية يجب أن نحددها في المستقبل في ضوء أمننا ومصالحنا واعتقد أن الوضع في ليبيا له انعكاسات خطيرة على عموم الإقليم كما أنّي على يقين أن الستة أشهر القادمة ستكون حاسمة في مقاومة الإرهاب بمجهود إقليمي ودولي. صحيح أننا نحن الحلقة الضعيفة نسبيا في الجوار الليبي لكن الحكمة في إدارة العلاقة مع المصريين والجزائريين ستُجنّبنا الكثير من المخاطر ولا بد للحكومة الحالية أن تخصص مجهودا استثنائيا بفريق عمل فني وسياسي يراقب هذه الأزمة ويعدّ السيناريوهات المحتملة لآثارها الجانبية.

التونسية

Read Previous

بسبب رفض مطالبهم من وزير التربية ، المعلمون يهددون بإضراب مفتوح بداية من الاثنين القادم

Read Next

الداخلية والدفاع الجوي ينضمان الى حفتر

Leave a Reply

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Most Popular

A la une!