• 25 avril 2025

بمناسبة حلول شهر رمضان الأسعار تتسابق نحو الإرتفاع

بعد الزيادة الأخيرة في سعر الحليب ب100 مليم، يبدو أن أسعار الخضر هي الأخرى تتزاحم دون أن تتراحم، لترتفع ارتفاعا مُشِطّا قبل حلول الشهر الكريم الذي ينتظره الجميع.
و لعل أشد ما يلفت النظر في الأسواق التونسية على تنوعها، هو الإرتفاع الغريب الذي شهدته مادة الفلفل، و التي يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها بين 4500 و 5000 مليما! و هو ما جعل منظمة الدفاع عن المستهلك تدعو إلى ضرورة مقاطعة هذه المادة، نظرا لما تقدر عليه سياسة المقاطعة من قدرة على تخفيف و تخفيض الأسعار، و ذلك خوفا و رُهابا من التجار خشية فساد سلعهم قبل التخلص منها بيعا.
أما عن بقية المواد و خاصة منها الخضر فستكون محل مراقبة و متابعة، و هذا حسب ما صرح به السيد « سليم سعد الله » رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك. و من جهته أكد رئيس الحكومة السيد « هشام المشيشي » بأنه سيتم توفير كل المواد التي يحتاجها المستهلك التونسي، دون وجود أدنى نقص.
وزارة الفلاحة بدورها سبق و أكدت بأن كل المواد الإستهلاكية ستكون متوفرة…
و من توصيات منظمة الدفاع عن المستهلك أن يحافظ التونسي على النسق المعتاد في اقتناء المواد الغذائية دون لهفة و خوف من فقدانها، ذلك أن هذه اللهفة دائما ما تكون محل استغلال خبيث من قبل التجار الذين يجدون في مثل هذا الإقبال الواسع الفرصة السانحة لرفع الأسعار.
هذا و يطمئن المسؤولون بأن المحلات الغذائية، سواء التي تبيع الخضر أو اللحوم أو غيرها… ستكون مفتوحة للعموم في شهر رمضان، لذلك ليس هناك أي داع للهفة و الركض وراء تخزين المواد! و عليه فمن المستحسن الحفاظ على النسق الإستهلاكي العادي، خاصة و أن إصرار البعض على الشراء بكثرة، سيحرم الفئات الأخرى من اقتناء حاجياتهم اليومية، و هذا التصرف يضر كثيرا الطبقات الهشة و المتواضعة الغير قادرة على اقتناء ما تحتاجه من مواد قصد التخزين على المدى الطويل، و بالتالي تتسبب هذه اللهفة في نفاد السلع، من ما يحرم محدودي الدخل من إيجاد ما يبحثون عنه من مواد غذائية و غيرها… و هو ما يؤدي أيضا إلى استغلال مثل هذه الظروف للترفيع في الأسعار.
هذا و سيتم الحرص على توزيع المواد اللازمة على نقاط بيع من المنتج إلى المستهلك، و ذلك حتى لا يكون المواطن عرضة للإستغلال من قبل المضاربين و المحتكرين..
و عن الزيت النباتي المفقود أو النادر في الفترة الأخيرة، فإنه سيتم تأمينه بوفرة بحلول شهر رمضان الكريم، و ذلك من خلال التعاون بين منظمة الدفاع عن المستهلك و وزارة التجارة.

تبدو كل هذه التحضيرات واعدة و مهمة، و تصب جميعها في مصلحة المواطن بما هو مستهلك.. و لكن كل هذه الوعود المُنَمّقَة لا تزال مجرد كلمات تسبح في الفضاء. ثم إلى أي مدى يمكن أن نُعَوّلَ على سياسة المقاطعة قصد التخفيض في أسعار السلع! ألا تقدر الحكومة و وزارة التجارة رفقة منظمة الدفاع عن المستهلك إيجاد حل أكثر نجاعة من المقاطعة من أجل جعل الأسعار في متناول الجميع؟؟ خاصة و أن هذه الفترة التي يحل فيها شهر رمضان ضيفا كريما علينا طالما كانت بمثابة الفرصة الذهبية التي يقتنصها التجار و المحتكرون و المضاربون للترفيع في الأسعار، نظرا لاطمئنانهم بأن التونسي لن يتراجع عن اقتناء ما يحتاجه و ما لا يحتاجه فقط لإرضاء شهواته.

بلال بوعلي

Read Previous

تعكّر ‘غريب’ لحالة المصابين في أقسام الإنعاش:هل هي السلالة البريطانية؟

Read Next

العاصمة: تحوير جزئي في حركة المترو رقم 4

Leave a Reply

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Most Popular

A la une!