وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية تم فرز 90٪ من إجمالي الأصوات الناخبة، ويبدو أن الكفة في الوقت الحاضر قد رجحت لصالح « إبراهيم رئيسي » وسط اتهامات بوجود تزوير في الإنتخابات..
و بدا رئيس القضاء الإيراني المحافظ « إبراهيم رئيسي »، متأكدا من أنه سيصبح الرئيس المقبل للبلاد يوم السبت، و ذلك بعد انتخابات غاب عنها الكثير من الناخبين، الذي اعتبروا أن هذه المسرحيّة الإنتخابية مزورة، يراد بها اغتصاب الحكم لصالح « رئيسي ».
و قالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، نقلاً عن رئيس لجنة الانتخابات، إنه بعد فرز 90 في المائة من الأصوات فاز رئيسي بـ17 مليون صوت من أصل 28 مليون صوت تمت جدولتها.
و يعتبر السيد إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 60 عاما، رجل دين متشدد يفضله المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، و ينظر إليه على أنه خليفته المحتمل.
و يحوز رئيسي سجلا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتهامات بلعب دور في الإعدام الجماعي للمعارضين السياسيين في عام 1988، ويخضع حاليًا لعقوبات الولايات المتحدة.
يدو أن وجهات نظر رئيسي المحافظة ستجعل من الصعب على الولايات المتحدة التوصل إلى صفقات إضافية مع إيران، أو انتزاع تنازلات بشأن القضايا الحاسمة مثل الصناعات النووية و برنامج الصواريخ في البلاد، ودعمها للميليشيات التي تعمل بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحقوق الإنسان…
فهل سيغير الرئيس الإيراني الجديد ملامح منطقة الشرق الأوسط؟
في البداية يجب أن نقر بأن رئيسي من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية، و هذا الأمر سيمدد في العداء المستمر بين إيران و الكيان الصهيوني.. أما عن العلاقة مع أميركا فلا توجد أي بوادر لتغيرها نحو الأفضل، ذلك أنه من المتوقع أن تظل إيران على نفس سياستها نحو تقوية ترسانتها النووية و الصاروخية.. و يرى الإيرانيون أنفسهم أن سياسة رئيسي المتشددة ستعود بالوبال على إيران من ناحية البؤس الإقتصادي الناجم عن العقوبات الأمريكية القاسية و المتواصلة..
ومع ذلك، قال محللون إن دعم المرشد الأعلى للسيد رئيسي يمكن أن يمنحه المزيد من القوة لتعزيز التغيير عن طريق فتح الاقتصاد الإيراني على العالم، من خلال إبرام صفقة دائمة مع الغرب.
و بفوز رئيسي في الإنتخابات، يبدو أنه من الممكن أن تتحسن آفاق تجديد الاتفاق النووي مع الجانب الأميركي، و هو ما سيمكن من إرساء تحسينات اقتصادية بمجرد رفع العقوبات.
و يأمل الإيرانيون من الرئيس الجديد أن يفتح الدولة على العالم الذي غادرته إيران و اتخذت منه عدوا لها، فالدولة الإيرانية في أمس الحاجة لتقوية اقتصادها المتصدع و المنهار.. و من أجل إنعاش الإقتصاد لا حل سوى تحسين علاقاتها مع دول الجوار ضمن منطقة الشرق الأوسط.. لذلك يرى جموع المحللين اننا قد نشهد صورة جديدة لإيران التي قد تتخلى عن استقوائها و تعصبها تجاه دول الخارج، من أجل تحسين العلاقات و تحصيل الإتفاقيات القادرة على دفع الإقتصاد الإيراني و انعاشه.
يبدو أن نمو و تطور إيران و خروجها من مآزقها المالية الحالية، رهين انفتاحها على منطقة الشرق الأوسط أولا و العالم ثانيا.
فهل سنكون على موعد قريب من رؤية إيران جديدة و صديقة للعالم و الشرق الأوسط؟
هو سؤال ستجيب عنه الفترة القادمة التي سيتولى خلالها رئيسي تزعم الدولة خلفا لروحاني، و مما لا شك فيه أن الرئيس الجديد و حكومته مطالبون بإرساء حلول جذرية لتحسين الواقع الإقتصادي و المالي داخل إيران، و بالتالي لا حل سوى إلغاء العداء و تعويضه بالصداقة. و هو ما قد يقرب إيران من جميع دول المنطقة خاصة منها تركيا و دول الخليج العربي، نظرا لما تتمتع به هذه الدول من قوة اقتصادية و مالية كبرى.. و سعي متواصل نحو مزيد ربط العلاقات مع دول قوية كإيران.
بلال بوعلي