من أهم الأخبار الحديثة و الجيدة عودة الخطوط التونسية، و إقرار إجراءات تسهل حركة عبور البضائع و الأشخاص على مستوى معبر راس جدير، و وجودنا اليوم كنقل بحري من أجل تدعيم النقل البحري بين تونس و ليبيا خاصة على مستوى شحن البضائع.
و نملك اليوم عدد ثلاث خطوة بحرية مخصصة لنقل البضائع، خاصة منها الحاويات بين صفاقس و طرابلس و ميناء الخمس، و من المنتظر الوصول مستقبلا لمصراتة و بنغازي، في ما يتعلق بنقل البضائع، و هي عملية تخضع لعدة قوانين تونسية و ليبية، و مجموعة من الاتفاقيات الدولية، و اتفاقيات مشتركة بين تونس و ليبيا.
يهدف الوجود التونسي بليبيا إلى استكمال نمط نقل البضائع عن طريق البحر بتسهيل تنقل الليبيين و التونسيين عن طريق البحر، خاصة عندما يكونون مصحوبين بسياراتهم، و يأتي هذا الجانب في إطار تخفيف العبئ عن الطرقات، و تشجيع التونسيين و الليبيين على التنقل بين البلدين بسياراتهم. و يعتبر التنقل من بنغازي إلى تونس مثلا مرهقا و متعبا جدا، نظرا لطول المسافة المقدرة بمئات الكيلومترات… لذلك أردنا إضافة نمط جديد من النقل، من أجل تسهيل هذه الحركة، حيث يتم نقل المسافرين مصحوبين بسياراتهم من ليبيا إلى ميناء حلق الواد أو جرجيس، و يعتبر النقل البحري مقارنة بالبري مريحا جدا.
تم الإتفاق بحضور السيد وزير النقل و اللوجستيك التونسي و السيد وزير الاتصالات بليبيا على تدشين خط للنقل البحري خاص بالمسافرين، في مدة زمنية لا تتعدى الشهرين.
و بالنسبة لنقل البضائع فقد عانينا سابقا من بعض المشاكل، و كان هناك عزوف من قبل الناقلين البحريين، و على ضوء هذا قامت الشركة التونسية للملاحة بتجربة سنة 2013 عن طريق برمجة رحلات لمجموعة من السفن و المجرورات نحو ليبيا… و لكن للأسف لم تكن المردودية الاقتصادية متوفرة في ذلك الوقت، و قد تكبدت الشركة التونسية للملاحة خسائرا كبيرة بسبب الأربع رحلات التي قامت بها. و منذ شهر رمضان 2020 واجهنا بعض المشاكل على مستوى معبر راس جدير، إلا أن النقل البري اغتنم هذه الفرصة من خلال فتح خطان بحريان في أفريل 2020 لنقل البضائع بين ميناءي صفاقس و طرابلس، و كان هذا الأمر بمثابة المساعدة للأخوة الليبيين، حيث زودت تونس السوق الليبية ببعض المواد الأساسية التي كانت قد حققت فائضا، و قد اغتنم المصدرون التونسيون الفرصة آن ذاك و قاموا بتصدير البضائع الأساسية المتمثلة في المواد الغذائية.. و نملك اليوم ثلاثة خطوط بحرية إضافية مخصصة لنقل البضائع، و بالتالي هذا المجال لا يشكو اليوم من أية مشاكل. و لدينا شركة أجنبية تقوم باستغلال الخط الرابط بين ميناءي صفاقس و طرابلس، كما نجد شركة تونسية خاصة تقوم بتسيير خطان بحريان مع ميناء طرابلس و ميناء الخمس.
هذا و يخضع نقل المسافرين للعديد من الاتفاقيات الدولية، و قد قمنا بتجهيز ميناءي جرجيس و حلق الواد لاستقبال المسافرين، و من المنتظر تجهيز ميناء صفاقس لنفس الغرض.