قضية اغتيال بلعيد: محاكمة ثانية لقيادات بالنهضة وأخرى أمنية.. وهذا موعدها

كشفت المحامية وعضو هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد، ايمان قزارة، عن محاكمة ثانية امام الدائرة الجنائية، بتاريخ 30 افريل الجاري، لستة قيادات بحركة النهضة ينتمون لما يعرف بالجهاز الخاص للحركة مع 3 قيادات امنية بجهاز الاستعلامات.
كما اشارت قزارة، خلال ندوة صحفية اليوم الثلاثاء 2 افريل 2024، الى ان ابحاثا تحقيقية اخرى ستسفر عن محاكمات، مشددة على ان الاحكام الابتدائية الصادرة في حق مجموعة تنفيذ اغتيال بلعيد، تعتبر جزء من الحقيقة وان الملف لم يغلق البعد وجميع المتورطين فيه سيحاسبون.

النهضة تصدر هذا البيان اثر الأحكام الصادرة في قضية اغتيال شكري بلعيد..

اعتبرت حركة النهضة أن صدور الأحكام في قضية اغتيال شكري بلعيد “ينبغي أن ينهي المتاجرة بدم الشهيد وأن يعيد الاعتبار لمن طالته الاتهامات السياسية الباطلة والقاتلة وخاصة رئيس الحركة راشد الغنوشي”.

وأضافت الحركة، في بيان لها اليوم الأربعاء إثر صدور الأحكام في قضية اغتيال بلعيد، أن “ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية بكل تخصصاتها وما انتهت إليه الدوائر القضائية من تفاصيل تعد بشكل يقيني أدلة براءة لحركة النهضة، وأدلة قطعية على الأجندة المشبوهة لما يسمى بهيئة الدفاع المتمثلة في استهداف طرف سياسي ظلما وعدوانا وكذبا وبهتانا”.

وذكرت الحركة، بأنها طالبت، بعد شروع المحكمة في إنهاء “مسلسل المتاجرة” بقضية الشهيد شكري بلعيد بإصدار أحكامها، “بأن تكون الجلسة علنية وأن تنقل مباشرة ليطلع الرأي العام على حيثياتها ومجرياتها ويقدر حجم الاستهداف المنظم الذي امتد على سنوات ثقيلة على حساب الضحية والمتهمين على السواء وعلى حساب القضاء العادل والناجز والمستقل”.

وجاء في بيان حركة النهضة أنه بعد أكثر من عشر سنوات على اغتيال بلعيد “أصدرت المحكمة الإبتدائية بتونس فجر يوم الاربعاء حكمها على المشمولين بهذه القضية التي هزت الرأي العام الوطني وزعزعت الإئتلاف الحاكم، وزرعت الشك بين الأطراف الوطنية وعمقت الشرخ بين العائلات الفكرية والسياسية ورحلت إلى زمن غير منظور إمكانية الاجتماع على مشروع وطني لا إقصاء فيه ولا تفرقة “.

وتابع البيان أن “أطرافا معادية ومغرضة أصرت على تلبيس حركة النهضة مسؤولية هذا الاغتيال السياسي، وانخرطت في هذا التآمر السياسي المبيت أطراف إيديولوجية وسياسية، والضغط بكل الوسائل للتأثير على سير القضية في وقت يحتاج فيه التونسيون معرفة الحقيقة المجردة”.

وجددت حركة النهضة في بيانها الدعوة إلى “فتح صفحة المصالحات الكبرى والإعراض عن الأصوات الناعقة بالفتنة والإقصاء والكراهية”.

وكانت الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الارهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، قضت ليلة الثلاثاء/الأربعاء، عقب ساعات من المفاوضة في قضية اغتيال شكري بلعيد، بالإعدام في حق 4 متهمين والسجن بقية العمر في حق متهمين اثنين آخرين، وبعقوبات سجنية في حق عدد من المتهمين في القضية تراوحت بين عامين إلى 120 عاما سجنا.

كما قضت المحكمة، بالخصوص، بعدم سماع الدعوى في حق 5 متهمين آخرين لاتصال القضاء بعد تتبعهم من أجل التهم ذاتها في قضايا آخرى.

آخر مستجدات قضية شكري بلعيد..

قررت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس، اليوم الثلاثاء، تأجيل جلسة المحاكمة في قضية اغتيال شكري بلعيد إلى يوم الجمعة 8 مارس الحالي، استجابة إلى طلب المحامي صلاح بركاتي الذي أعلم هيئة المحكمة بنيابة المتهم محمد امين القاسمي، والتماس التأخير للاطلاع على الملف وإعداد وسائل الدفاع.

وأقرت رئيسة الدائرة مشروعية هذا الطلب حفاظا على حقوق الدفاع، وتمكين المنوب من حيز زمني للاطلاع على الملف واستنطاق المتهم، قبل الانطلاق في المرافعات يوم الجمعة القادم.

وحضر جميع المتهمين، وعددهم 23 بينهم ستة (6) في حالة سراح، جلسة اليوم أمام الدائرة باستثناء محمد العوادي الذي رفض الحضور لأسباب صحية، وعز الدين عبد اللاوي وأحمد المالكي، المكنّى بـ”الصومالي”، اللذين وقع إحضارهما من السجن، إلا أنهما يواصلان رفض المثول أمام الدائرة واختيار البقاء في غرفة الإيقاف بالمحكمة.

وجدد محامو هيئة الدفاع ملاحظاتهم لهيئة الدائرة بشأن السماح بحضور جلسة المحاكمة في هذه القضية التي قالوا إنها تهم الرأي العام في غياب قرار يقضي بسريتها.

وأكدوا تمسكهم بأن تكون الجلسة علنية وأن تجري المحاكمة في كنف الشفافية لاطلاع على مجريات مثل هذه المحاكمات الكبرى المتعلقة بالاغتيالات السياسية.

وأفادت رئيسة الجلسة، من جهتها، بأن هذه المطالب بصدد الدارسة، بعد أن كان أثارها المحامي سمير بن عمر في الجلسة الفارطة.

يشار إلى أنه وقعت، خلال جلسة يوم الجمعة 23 فيفري الماضي، الاستجابة إلى طلب المحامي ياسين التريكي الذي تم تسخيره لإنابة المتهم محمد امين القاسمي، بتأخير الجلسة للاطلاع على ملف القضية وإعداد وسائل الدفاع.

وكانت المحكمة الابتدائيّة بتونس شرعت يوم 6 فيفري الجاري في استنطاق المتهمين في هذه القضيّة، وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الأمين العام لحزب الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد.